fbpx
دقت ساعة الصفر.. فليلتحم الكل !!

يبدوا أن الشعب الجنوبي هذه المرة ودونا عن سائر المرات الماضية والحشود والمليونيات السابقة مصمم على أن يظل في ساحة الإعتصام بخور مكسر حتى نيل استقلاله وتحرره (وإنسلاخه) من دولة الوحدة التي تنكرت لكل مواثيق وعهود الوحدة ولم تكترث أو تبالي بشريكها على الإطلاق, فأقصته وهمشت كوادره ونهبت وسلبت ثروات وخيرات وطنه, وهذا ما جعل الجنوبيون يصلون إلى قناعة تامة في إستحالة التعايش مع الشريك في ظل كل هذه المعضلات والمشاكل والتي آخرها تحويل الجنوب لمرتع خصب للإرهاب والإرهابيين وتفريخ العديد من الجماعات والأحزاب من أجل تدميره وتمزيقه..

والجميل في هذا الإعتصام أنه لم يبال بتلك المكونات والقيادات التي ظلت طيلة فترة من الزمن منقسمة ومنشقة على عدة أحزاب وجماعات وتوجهات, ولكل منها رأي وفكره وهدف تظن أنها فيه على صواب ودراية بمصلحة الشعب الجنوبي وأن تمسكه بها هو الطريق الوحيد لخلاص الجنوبيين وطوق النجاة لإنتشالهم من (عباب) التمزق والتشرذم المتلاطم, فتوحد الجنوبيون كافة في ساحة الإعتصام (ونصبوا) خيام التحرر والإستقلال رغم إمكانية معظم هؤلاء المعتصمين الصعبة جدا, والتي في أغلب الأحيان يستحيل معها شراء (علبة) ماء بارد ليرووا عطشهم, ومع هذا وذاك فالكل دون أستثناء يشعر بنشوة وحماسة, ومصممين على المكوث في الساحة حتى يتلفت الكل إليهم ويعترف المجتمع الدولي والخليج العربي بشرعية نضالهم وأحقيتهم في إستقلال وتحرير وطنهم..

إذن في ظل هذه المعطيات يجب على الكل من أقصى الجنوب إلى أقصاه الالتحام والتعاضد والتوحد والإتفاق على رأي واحد وهدف واحد وحلم واحد, ونبذ كل شيء من شأنه أن يقف حائلا في طريق التحرر والإستقلال ونيل المطلب المشروع, وعدم الالتفات إلى تلك الدعوات والأصوات النشاز التي تحاول أن تشق الصف الجنوبي وتمزق جمعهم وإثباط عزيمتهم (وتليين) صلابتهم التي واجهة كل التحديات (ونحتت) في الصخر من أجل الوصول إلى هذه اللحظات التي أعتبرها في تقديري الشخصي هامة وهامة جدا, بل وحساسة لان الشعب الجنوبي بات على مرمى حجر من هدفه وحلمه الأزلي..

الأمر يتعلق بكل فئات وشرائح المجتمع دون أستثناء في مسألة الإلتحام والتوحد والتعاضد حتى لا يجد العدو (تغرة) للدخول منها واستقلالها لأغراض ومآرب وغايات ستهدم مسيرة النضال الجنوبي وتدمر وتقتل الحلم الجنوبي, أيضا ينطبق الأمر على تلك القيادات المختلفة والمتناحرة وتحديد مصيرها وموقفها من  ثورة الشعب وتصميمه على بلوغ مراده وتحيق هدفه,لان مسألة التوحد والإتفاق ربما تساعد كثيرا في بلوغ الغايات والمرام..

لايقتصر الأمر على إتفاق الرؤا والأفكار,بل يتعدى ذلك إلى الدعم المادي والمعنوي للمعتصمين في الساحات ورفدهم بكل ما من شأنه أن يعينهم على الصمود والإستمرار في ساحة الإعتصام, وتذليل كافة العراقيل التي قد تواجههم في مسيرة النضال..إذن ساعة الصفر دقت, فليلتحم الكل قلبا وقالب إن كنا فعلا نريد أن نصل إلى غايتنا وهدفنا المنشود, وكلٌ من موقعه ومكانه يساند هذه الثورة ويؤازرها ويدعمها بكل شيء أكان في الغذاء أو الدواء أو الفرش أو أي شيء آخر.