fbpx
لاتكرروا أخطاءكم ياجيران!

قرأت يوم الجمعة  كغيري مقال للصحافي السعودي عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية وكنت آمل أن يواصل استنتاجاته كما أوضحها في مقالته السابقة في أن دول الخليج العربي باتت مكتوفة في اليمن ولاتقدر تحرك دبابة واحدة وفق معطيات سياساتهم السابقة، ولهذا وجدتها من المناسب أن أكرر ما كنت أوضحته في منشور سابق أن على دول الخليج مراجعة سياساتها حول قضية شعب الجنوب العربي اليوم قبل الغد.

مساكين مثقفي الشقيقة يقرأون واقع الجنوب دائما خطأ، وهي مصيبتهم، ننصحهم دائما لكي لا يقعون بنفس الخطأ مُثُل الأمريكان كما يكرروه في اليمن الشقيق بما ذهبوا إليه في العراق بعد الإطاحة بصدام، وأن كانت الأسباب مختلفة لكن كما يبدو حتى الساعة مؤشرات النتائج نفسها اليوم في اليمن.

مصير الجنوب صار بين موقف أمريكي غائب عن الواقع وموقف سعودي لايفقهون بعد كل هذه الدروس لطبيعة الأخوة في اليمن الشقيق ولذا سيكتوون بنفس النار تلك التي غضُوا النظر عنها، ولايدركون ذلك مع الأمريكان إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس.

راجعوا ملفاتكم جيدا  فقًًُبْلَةْ  في صنعاء اليمن هي جدمة سامة لكم في الخليج قريبا، وعلى الأمريكان أن يدركوا أن مفاتيح كل مصالحهم في شبة الجزيرة العربية لايمكن أن تكون في مأمن الا من خلال بوابة عدن ودولة الجنوب.

الجنوب العربي عمرة لم يكن بئة حاضنة للإرهاب والقاعدة وأخواتها ولم ولن يكن أبدا، القاعدة هي صناعة يمنية من نظام صنعاء وأركانه بامتياز، والتطرف في مليشيات اليوم في صنعاء وبعض محافظات اليمن، لم تكن هي دولة النظام والقانون، ولا للجنوب صلة بمايحدث يمنيا غير زعم أنتساب عبدربه وآخرين للجنوب في عملية ديكورية تهدف الى مزيد من تكبيل الجنوب لواقع الاحتلال اليمني بمسميات مختلفة.

ماذا تريدون منا؟

مليونية الحسم أجابت على أسئلتكم كلها وقبلها 13 مليونية أننا نريد وطن وليس محاصصة بسلطة في صنعاء، تتخوفون من ماذا، لو ذهب الجنوب إلى هويته ودولته يفزعهم هذا؟.

ألم يحق لنا أن نعيش كبشر مثل بقية الشعوب؟، نحن لم نشحت وطننا ولكن سنستعيده محررا ونريد أن نخرجه من وجداننا لنعيش فيه، فلماذا تمانعون ذلك؟.

نحن يحق لنا أن نكون على أرضنا ولم نحتل أرض أخرى؟.

أفقهوا جيدا وحتى تعرفوا من نحن؟. نحن شعب كانت لدينا دولة ونظام وقانون، لكنكم كسّرتوا كل مؤسساتها، ذهبتم بِنَا إلى عقلية مقابل الدولة وسجن شيخ القبيلة، أخرجتمونا من تاريخ البشرية الحضاري، واليوم تعيدونا الى باب اليمن، كل ما نهضنا ظهرت الجرذان من جحورها تنهش وتقرض فينا تحت مبررات واهية أن شعب الجنوب لايستطيع بناء دولة، ونحن أصحاب الدولة،  وأول دولة في الجزيرة والخليج، لكنهم في صنعاء خلف ركام سوق الملح يريدون بناء دولة لاتفقهها عقلية القبيلة ولاتتوائم معها.

الجنوب جاهز يقول لكم صبحا ومساء وأنتم صُم بكم، لا العيون الأمريكية ترى ولا الآذان العربية تسمع، لكن جعبة بن عمر جاهزة.

أسمعوا وشاهدوا ملايين الجنوب وهديرها تقول لكم بصوت مفتوح نريد نعيش ونحيا على أرضنا وفي وطننا و لانحب الحرب ونعشق السلام، تعالوا نبني دولتنا صِمَام أمان الكل محليا وإقليميا ودوليا، لماذا تربطونا بمساومات لملفات إقليمية ودولية وتجعلونا ساحة لصراعاتكم، أنتم تعرفون جيدا لكنكم ياعرب نقول لكم عليكم أن تنهضوا ولو أنكم متأخرون، أصحوا ولو مرة ومن جنوب العرب هذة المرة، قبل الشهب والنيازك في كف قارئة الفنجان تهجر مداراتها وتخر من مواضعها، وتصبح خطر يهدد الكل، فلا المهزوم يفنى ولا المنتصر ضامن بقاة؟.

لهذا كله ليس لنا تعليق آخر ياسادة غير أننا نلفت أنتباهكم ونؤكد لكم بعدم قبول شعبنا ليكن فئران تجارب أخرى، لقد وصل السيل الزباء، فالقطة ستدافع عن نفسها مهما كان وضعها لكنها أثناء دفاعها ستتخذ كل  الأمكانات المتاحة، اللهم فأشهد، فأنته خير الشاهدين.