fbpx
الجزيرة عن قيادي حوثي : لو كان الحل للقضية الجنوبية هو الانفصال فليس لدينا مانع بمناقشة ذلك
شارك الخبر
يافع نوز – الجزيرة نت – ياسر حسن :
تسود مدينة عدن اليمنية والمحافظات الجنوبية المجاورة لها مخاوف من احتمال تمدد مليشياتجماعة الحوثي المسلحة نحو المدينة وما جاورها، خاصة بعد سيطرة الجماعة على عدد كبير من المحافظات في الشمال، إضافة إلى تغيّر خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بشأن القضية الجنوبية.

وعلى الرغم من نفي الحوثيين سعيهم للتمدد نحو الجنوب، فإنهم قد بدؤوا منذ فترة تجنيد أنصار لهم في تلك المناطق من خلال كسب ولاء الكثير من أفراد الأسر الهاشمية هناك.

ونفى عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله، علي العماد، صحة وجود تخوّف في الجنوب من التحركات التي تقوم بها اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله في بعض المناطق الشمالية، بل على العكس من ذلك، فأنصار الله يتلقون رسائل كثيرة ويستقبلون زيارات من الجنوب كلها تؤكد أن التحركات التي يقوم بها أنصار الله ضد القاعدة ستخدم الوضع العام في اليمن شمالاً وجنوباً، بحسب قوله.

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن بعض الأطراف تروّج لهذه المخاوف لإرباك المشهد السياسي، سواء عبر أدواتها الإعلامية أو عبر تحالفاتها الدولية التي تحاول أن تفجِّر الوضع السياسي في الجنوب.

العماد: لو كان انفصال الجنوب هو الحل الأمثل للقضية فلا مانع من مناقشة ذلك(الجزيرة)

رؤية واضحة
وبشأن موقف الحوثيين من القضية الجنوبية ودعاوى الانفصال، قال العماد إن لهم رؤية واضحة بشأن ذلك، فهم مع الحل العادل والأمثل للقضية الجنوبية، “ولو كان الانفصال هو الحل الأمثل فليس لدينا مانع من مناقشة ذلك”، مشيراً إلى أن هناك دعوات حقيقية أطلقها الحوثي في خطابه الأخير، دعا فيها أبناء الجنوب للدخول في نقاشات فاعلة وبناءة مع الأطراف السياسية في الشمال للخروج بالحل العادل للقضية الجنوبية.

وفي السياق نفسه،استبعد قادة ومحللون جنوبيون وجود نية لدى الحوثيين في التمدد نحو الجنوب، معللين ذلك بعدم وجود بيئة حاضنة لما ينتهجه الحوثيون فلا يوجد في الجنوب أنصار للمذهب الزيدي الذي يتبعونه، وكان اتحاد علماء المحافظات الجنوبية حذر الحوثيين من مغبة اجتياح هذه المناطق.

وتوقع القيادي البارز في الحراك الجنوبي، ناصر الخبجي، أن تُقابل محاولات الحوثيين للتوسع نحو الجنوب برفض شعبي كبير، وربما بمقاومة مسلحة إن تطلب الأمر ذلك، مشيراً إلى أن الجغرافيا التي يتوسع فيها الحوثيون بسهولة هي المناطق التي تتبع المذهب الزيدي.

وقال للجزيرة نت، إن الحراك يرفض دخول الحوثيين إلى الجنوب، وربما يدخل معهم في إشكاليات كبيرة، نافياً وجود أي تواصل رسمي بين الطرفين، وإن كان هناك تواصل بطرق شخصية فقد كان بحكم التعاطف المتبادل في الفترة الماضية، و”لكن بعد أن صار الحوثيون يدخلون المناطق بقوة السلاح فقد اختلف الأمر”.

الخبجي: محاولات الحوثي للتوسع جنوبا تقابل برفض شعبي كبير ومقاومة مسلحة (الجزيرة)

خطاب تكتيكي
وعن تغيّر خطاب الحوثي بشأن الجنوب، يؤكد الخبجي أن خطابه السابق كان تكتيكياً لغرض كسب التعاطف في الجنوب، ولكن عندما أصبح هو القوة الأبرز غيَّر خطابه الذي كان يتحدث عن تقرير مصير أبناء الجنوب، وربما قد تكون عليه ضغوط داخلية من القوى الأخرى بالشمال، أو أن لديه أطماعا في المناطق الجنوبية لا يريد الإعلان عنها الآن.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي منصور صالح أن الحوثي لن يُقدم على تصرف متهور كمحاولة اجتياح الجنوب، وأن المحافظات الجنوبية ليست ضمن مخططه التوسعي -على الأقل حاليا- فهو يجتهد أولاً في بسط نفوذه على محافظات الشمال، في محاولة لمنع نشوء أي بؤر للمقاومة فيها، وتابع “أظن أنه يحمل مشروعا آخر بالنسبة للجنوب، يراعي خصوصيته وطبيعة المجتمع فيه الذي يتبع كل سكانه المذهب السني على عكس الشمال”.

وقال للجزيرة نت، إن الحاضن الشعبي للفكر الشيعي هو ما مكّن الحوثي من بسط نفوذه على الشمال، إضافة إلى الضوء الأخضر الدولي بتمكينه من تلك المحافظات نكاية بمعارضيه هناك، فهو لم يخض حرباً حقيقية في أكثر من محافظة، فقد بدت المواجهات فيها أشبه بمراسيم تسليم واستلام، أما في الجنوب فلا وجود لذلك الحاضن أكان سياسيا أو مذهبيا، ناهيك عن وجود حركة احتجاجية تطالب بفك الارتباط عن الشمال وهي -رغم سلميتها- جاهزة لخوض أي مواجهة مستفيدة من عاملي الأرض والسكان، بحسب قوله.

واعتبر صالح أن خطاب الحوثي تجاه القضية الجنوبية لم يتغيّر، فهو ضد الانفصال ومع قيام دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي، وأنه ربما تغيرت لهجته مؤخراً تجاه الجنوب جراء استيائه من رفض الحراك الجنوبي استقبال وفده في عدن، إضافة إلى إحراق صور زعيمهم في فعالية ذكرى ثورة 14 أكتوبر.

أخبار ذات صله