fbpx
14 اكتوبر الفرصة الاخيرة للجنوبيين

لثورة الـ 14 اكتوبر المجيدة, قيمة معنوية رفيعة في نفوس الجنوبيين جميعا, فهى العنوان الا برز والاكثر سطوعاً في صفحات تاريخهم الوطني ومسيرتهم النضالية الطويلة, التي بدأت بالنضال السلمي من العاصمة عدن, حتى انطلاق شرارة الكفاح المسلح من قمام جبال ردفان الشماء ,في تمازج وتلاحم وثيق يعكس صدق انتماء الجنوبيين لوطنهم وتفردهم بثقافة وطنية راقية ونقية ترتكز على التضحية والفداء بكل غال ونفيس في سبيل الوطن وحريته وسيادته, وطنية راسخة ترتكز على اسس مصالحه العليا البعيدة عن الولاءات والانتماءات الضيقة, وما بين النضال السلمي والكفاح المسلح, مرت شتى انواع الاساليب النضالية التي تسلح بها الجنوبيين وحاربوا بها عدوا واحدا هو الاستعمار البريطاني لأجل تحقيق هدفا واحدا ايضا هو الاستقلال والحرية, وهذا ما تحقق لهم بفضل الله ثم بتضحياتهم الكبيرة المجردة من اي اهداف او مصالح حزبية او مناطقية او شخصية, لهذا وقفت معهم شعوب العالم الحرة وساندت نضالهم ووقفت لهم تقديرا واحتراما , وتسابقت الدول للاعتراف بدولتهم التي استحقوها عن جدارة, هذا في زمن وقف فيه الجنوبيين كل الجنوبيين وقفة رجل واحد, كانوا يتسابقون فيه على الجبهات لا على المنصات, وعلى الميادين والساحات لا على التصوير والتصريحات وعلى التسليم لا على الاستلام

وها هو التاريخ يعيد نفسه والفرصة الثمينة تتكرر امام الجنوبيين, وبشكل نادر وقد يكون الاخير ,انها فرصة حلول ذكرى الرابع عشر من اكتوبر, التي سيحتشد فيها الجنوبيين من اقاصي حوف الى اطراف باب المندب ومن سواحل سقطرة الى شواطئ حنيش , في ملحمة كبرى توفرت فيها ولها كل عناصر النجاح والديمومة, ولا تحتاج الا لنكران الذات والتخلي عن الانانية والاطماع الشخصية والمناكفات السخيفة بين الاطراف المتنافسة على الغنائم المادية والمعنوية, نعم هذا ما تحتاجه فقط ونحتاجه نحن, فهل نعي حجم المسؤولية ونقدر عظمة المناسبة والفرصة وجسامة التضحيات التي قدمها شعب الجنوب من دماء شبابه ورجاله ونسائه واطفاله وامواله ومستقبله وحياته, ام اننا سنضيع هذه الفرصة انتظارا لفرصة اخرى ستدر علينا المال والشهرة وتمكن كل واحد مننا ما يخطط له ويسعى اليه وفق حساباته الضيقة والخاطئة, انها فرصة ثمينة هيئتها لنا ظروف الداخل وستفرضها مصالح الخارج الذي اذهله وسيذهله اكثر ذلك الالتفاف الجنوبي الهائل حولها, فهل نحن مستعدون لها والاستمرار بها, من خلال مواصلة الاعتصامات المفتوحة في الساحات والميادين ومحاصرة المباني والوزرات والحفاظ عليها من النهب والعبث وادارة شؤون المحافظات والمدن الكبرى, نعم شعب الجنوب لها ومستعد لها اذا لم تفسدها الحسابات الخاطئة كما افسدت سابقاتها من الفرص الثمينة, وها هي اليوم ثورة الرابع عشر من اكتوبر تضيئ شعلتها الوقادة , شعلة التحرير والاستقلال الثاني, فهل نستلهم منها المعاني والقوة والعزة والقيم الوطنية العظيمة التي سار على نهجها الاباء والاجداد, حتى نحرر وطننا ونفك قيوده وننتشله من براثن الاحتلال والاجرام والارهاب والفساد, لترفرف على اسواره وحياضه رايات الحق والسلاح والامن والحرية. التي افتقدناها منذ اربعه وعشرين عاما, عند ما سادت شريعة الظلام والهمجية والتخلف والانحطاط , انها فرصتك يا شعب الجنوب فلا تهدرها ولا تخرج منها الا وقد كتبت شهادة ميلاد الجنوب الجديد, جنوب المحبة والعدالة والوئام.
عارف اليافعي