fbpx
عن نُخب مخرومة بقلم : فكري قاسم
شارك الخبر

وفي سبيل اسقاط “الُجرعة” ايضا ، حاصر الحوثيون قبل ايام مقر الأمن القومي في العاصمة واطلقوا سراح اثنين إيرانيين متهمين باختراق سيادة البلد وقالت طهران – وهي تظهر الفخر بقدرة أنيابها الفتية في صعدة – بأن الثورة اليمنية نجحت !
وإذا ما تسائل الواحد بضمير وطني : وما دخل الامن القومي بالجرعة؟
يتفاجأ بأصوات لـ “نُخب مخرومة” تنبع لاوجهه وتقوله : هذه ثورة ، أنت اللي أيش دخلك يا خاين ويا فاسد ويا عميل ..!

الحماقات تتكرر يا الله . وبالأمس القريب فقط مارس ” صالح” و”محسن” الكثير من الخروقات السيادية ليس أقلها تهريب عدداً من أفراد القاعدة من داخل سجن الأمن السياسي ، كما ومارست المليشيات المسلحة التابعة لحزب الإصلاح في 11فبراير المسروق ذات الهتك وذات النهب لمعسكرات الجيش وجعلوا من سيادة الدولة مجالاً للبرطعة القطرية والتركية.
ايامها صحنا : ياحماعة هذا مايصلحش . و تقافزت في وجوهنا – من بين النخب ايضا- اصواتا كثيرة تدافع عن تلك الأفعال بوصفها ثورة ، وبوصفنا خونة وعملاء وعفاشيين .!

موال الخيانة طويل وبشكل ملل ، في هذه البلاد يمكن الإتجار بالثورة وبالوحدة وبالجرعة وبالبرعة وبالسيادة الوطنية سرا وعلانية ومحد يقلك ثلث الثلاثة كام، وفي العالم كله مافيش شعب يعمل – وبدأب – على تكسير مؤسسات دولته مثلما يفعل يمنيوا هذا الوقت ، وتسأل الواحد منهم : ليش تعمل ببلادك كذا؟ يقلك هجعنا قلك بلادك!
للخيانة الوطنية في اليمن – عموما- أشكال عدة ، تبدأ من الشارع والمقايل والفيس بوك ولاتنتهي في المعسكرات أو في دار الرئاسة .. بل اننا نشاهد عبر الفضائية هذه والصحيفة تلك “نُخبا مخرومة ” تتعامل مع “مؤسسة الدولة” كخصم ينبغي ” دقدقته” لدرجة ان عبارة ” اولاد الحرام”تتغرغر في حنجرتي وانا اشاهد هذه النخب تطرح بلادها ارضا وتتحدث في المقابل ، و بجماس ثوري جم ، عن المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وايران وإخوان مصر..!
ياسفيه أنت وهوه .. مش سوريا ولا ايران ولا السعودية اللي درستكم وربتكم ولبستكم وصنعت منكم رجال “تبهررون” في مواجهة تكسير بلادان الغير ، وعندما يكون الأمر متعلقا بمؤسسة دولة بلادكم نسمع ونشاهد أحذية تتكلم ؟!

طيلة 33 سنة فائتة لعب النظام السابق دورا كبيرا في جعل قطاع واسع من اليمنيين نخَاسي سيادة ، ومع الوقت أصبح إنسان هذه البلاد يعيش حياته على مهارة تكسير الدولة وهتك عرضها ، وهذه الأيام – تحديدا – هناك نزعات متكاثرة لتكسير ماتبقى من مؤسسة الدولة كآخر ملاذ لإنسان هذه البلاد المكسورة من الداخل . وفي ذكراه الـ 52 يبدو “سبتمبر” عابسا وحزينا لكأنه بلا ابناء وبلا احفاد وبلا أقارب يعرفوه .
وكان ذلك العجوز الطيب والقعيد قد ظن انه كافح من أجلنا كثيرا ، وعمل جهده في جعلنا نصير ” أوادم” ننتمي الى العصر، لكن النُخب المخرومة كسرته وخانته على كبر في هذا العام …!.

أخبار ذات صله