الأحداث الأخيرة في صنعاء وسيطرة الحوثيين عليها لعلها كانت لكم صادمة وسترون تداعياتها في الأيام والأشهر القادمة ‘ دعاكم وناشدكم شعب الجنوب في غير مرة في مليونياته وفعالياته السلمية بالوقوف إلى جانبه لدعم حقه في الحرية والاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة في حدودها الدولية إلى قبل عام 1990م ولكن لا حياة لمن تنادي .

ودعتكم قيادات جنوبية ومنها دعوات ورسائل من الرئيس البيض .

وفي لقاء قيادات وشخصيات جنوبية مع الزياني في الرياض في 18ديسمبر 2012م طرح كثير من الجنوبيين الحاضرين لذلك اللقاء رؤية شعب الجنوب ومطالبهم وكان طرح الشيخ / عبدالرب النقيب واضحا وقويا ومدوياً في كلمته في ذلك اللقاء ونذكّر دول الخليج ببعض دعوات ومناشدات ورسائل شعب الجنوب وقياداته إليهم ومنها :

– إن تعدّوا وتتبنّوا مبادرة خاصة بحل قضية الجنوب غير المبادرة السابقة الخاصة بحل الصراع على السلطة في صنعاء والتي تجاهلوا فيها قضية الجنوب وأهمية حلها حلاً يلبي تطلعات شعب الجنوب .

– إن استقلال الجنوب سيكون عامل أمن واستقرار لدول الخليج والأمن والسلم الدوليين حتى لا يكون هناك فراغ لقوى أخرى سيسبب لكم إزعاجا وقلقاً كبيراً على حدودكم فالجنوب يقع على مضيق باب المندب ويطل على بحر العرب ولديه عدد من الجزر الهامة مثل سقطرى وله حدود طويلة مع بعض بلدانكم .

– إن بيئة الجنوب غير حاضنة للتطرف والإرهاب وسيكون الجنوب شريك حقيقي في محاربة الإرهاب معكم ومع المجتمع الدولي

– إن قوي النفوذ في صنعاء هي من أوجدت القاعدة وأنصار الشريعة في أراضي الجنوب كورقة للصراع فيما بينها ولتخويف العالم بان استقلال الجنوب يعني سيطرة القاعدة والمتطرفين عليه .

– إن دعمكم بملايين الدولارات لقوى ومراكز نفوذ في صنعاء من مشائخ وجنرالات وزعامات قد ذهب هباءً منثورا حيث انه لا يمكن الوثوق بهم أو الاعتماد عليهم . وما حصل من سقوط مدوي لتلك القوى مؤخراً خير دليل.

– إن استقلال دولة الجنوب ذات النسق المتجانس والمذهب السني هو أضمن لكم ولأمنكم ومن مصلحتكم الحفاظ على الجنوب موحداً من تغلغل أطراف أخرى داخلية وخارجية فيه .

– الحوثيون والإخوان المسلمون والقاعدة شمالية المنشأ وهو مثلث مقلق لدول الخليج وخطر يهدد أمنها .

إن دعوات ومناشدات ورسائل شعب الجنوب وقياداته لأشقائه في دول الخليج للوقوف إلى جانبه واتخاذ موقف جاد وحازم تجاه قضية الجنوب العادلة ليس ضعفاً ولا استجداءً ولكن حفظاً للمصالح المشتركة حاضراً ومستقبلاً ومنها أمن واستقرار الجنوب ودول الخليج وانطلاقاً من الإخوة والمجورة وعدم ترك فرصة لقوى إقليمية أخرى تقف على الضد من دول الخليج من التوغل في الجنوب .

ثورة الجنوب السلمية ليست وليدة اليوم أو تقليد لثورات الربيع العربي أو لما قام به الحوثيون مؤخراً , بل سبقت هذه وتلك بسنوات . وهي ثورة جنوبية غير قابلة للتصدير وليست لابتزاز أحد .

وثورة الجنوب لم تتوقف يوماً وهي سلمية بامتياز ومطلبها ليس كباقي الثورات ليس تغيير نظام أو البحث عن نصيب في السلطة أو مجموعة مطالب حقوقية وإنما هدفها استعادة دولة كانت قائمة وكان لها مقعدها في الأمم المتحدة والجامعة العربية وفي كل المحافل الإقليمية والدولية .

لقد قال بعض حكام الكويت أبان الغزو العراقي لها عام 1990م إنهم سيستعينون حتى بالشيطان لتحرير الكويت وهذا من حقهم ونحن نستعيذ بالله من الشيطان ونستعين بالله ومن ثم بإرادة شعب الجنوب الصلبة ونأمل إن يكون لدول مجلسكم الموقر حسن علاقات وحسن جوار ومصالح مميزة مع دولة الجنوب القادمة أذا قدمتم لأنفسكم مساندة لشعب الجنوب الآن في نيل الحرية والاستقلال .

إيران تتحكم بأهم ممر مائي وهو مضيق هرمز تخيّلوا انه أصبح لها نفوذ على مضيق باب المندب وبحر العرب , هل ستحتاج إيران حينئذ إلى مفاعل نووي أو قنبلة نووية , وكيف سيكون الوضع بالنسبة لدول الخليج ومصر وكذا العالم .

نتمنى إن رسائل ودعوات شعب وقيادات الجنوب وصلتكم أو ستصلكم قريباً وتدركونها وتفهمونها وتؤيدونها وتساندونها .

بقلم : حسين يحيى السعدي