fbpx
ثورات ناقصة ..؟!

بقلم : محمد عبدالله الصلاحي

ثورة (26) سبتمبر ، وما اسموها بـ(ثورة التغيير (11) فبراير) ، وإن أمكن تسمية ما يحدث حالياً في صنعاء على أنها ثورة ، في مُجملها ثلاث ثورات خاضها ويخوضها شعب العربية اليمنية ضد الأنظمة الحاكمة ، وما يُلاحظ أن جميعها ثورات ناقصة لا تُحقق كامل أهدافها الشعبية ، بل في بعضها لا تُحقق أي منها ، وما يحصل هو اللجوء إلى حلول ودية والركون إلى مبادرات تفضي إلى حل ينصف النخبة القيادية سواءً في طرف الأنظمة أو في طرف الثورة ، بينما الشعب الذي يخرج ثائراً يعود خالي الوفاض دون أن تتحقق أي من مطالبه ..!

ذلك أنها ليست ثورات بالمعنى الأمثل للثورات ، ولم تُجسد في بنيتها ركن من اركان الثورة ، بل هي أشبه بأن تكون نتاج صراع على الحكم تطور إلى أن أصبح انقلاب عمل المنتصرون على تغليفه بغلاف ثوري مزيف ..!

كل الأحداث التي تمحورت حول هذا الفرضية تؤكد صحتها ، البداية بثورة (26) سبتمبر التي تولى القيادة فيها وفي مناصب الجمهورية التي أنتجتها قادة كانوا من أركان حكم البيت الملكي أمثال (السلال والوزير والثلايا) حيث كانوا يتبوأون مناصب مهمة في نظام الحكم الإمامي الملكي ، ما بين قيادة حرس ولي العهد للسلال ، وقيادة الجيش للثلايا ، ما أسموها بـ(ثورة التغيير (11) فبراير) كذلك ايضاً تولى قياداتها وجنى ثمارها في تولّي مناصب الحكومة التي أفرزتها من كانوا طيلة سنوات شركاء في حكم اليمن مع علي صالح ، فيما لم يتحقق لشاب الساحات شيء مما خرجوا من اجله ، فصالح لم يُحاكم ، والأموال التي نهبها لم تُستردد ، بل إنه حصل على ضمانة تحميه .!

وحالياً ما أخرج الحوثي الجماهير من أجله ، لن يتحقق منه سوى نُزراً يسيراً ، فيما سيتحقق للحوثي المشاركة في الحكومة وصنع القرار ، وستعود الجماهير من حيث أتت دون تغيير كبير كانوا يتوقعون حصوله ..؟

طمع النخب في إعتلاء سدة الحكم هو ما يجعل الأحداث تبدو شخصية أكثر منها وطنية ، سواء النخب الحاكمة أو النخب الطامحة للحكم ، وما يُرافق هذه الأحداث من تجييش للجماهير لتأييد مطالب ظاهرية تُبطن عكس ما هو تُظهر ليس سوى إستغلال رخيص لمشاعر عامة الناس ، وابتزازاً لعواطفهم .

نقص الوعي وانسداد الأفق وغياب النظرة الثاقبة المشبعة بالوعي يجعل من قود الشعوب إلى تحقيق مصالح وأطماع النخب الممسكة بزمام الأمور أمراً في غاية البساطة ، لا يُكلفها الأمر سوى أن تدعو لاعتصام هنا وآخر هناك تُهيج من خلاله مشاعر الغضب لدى العامة وتُوهمهم أن ما تقوم به هو الصواب ولأجلهم هم لا غير ..!

فشل الثورات في شمال اليمن لا يخرج عن ما سبق ذكره ، فضعف الوعي الشعبي أوجد حالة من مطامع استغلال حماس الشعب واندفاعه ، وجعله رهينة لمشاريع اشخاص يجدون لأنفسهم مكاناً في مواقع صنع القرار على اكتافه ، وعلى وقع هتافات الشعب يرتقون إلى أعالي الحكم ويتبوأون مراتب رفيعة فيه ..!