fbpx
السمسرة وأيــــــادي الفســــــاد حرمت أبناء شبـــــوة من منح الشركـــات النـفطــــــــية
شارك الخبر

يافع نيوز – تحقيقات ( متابعة )

طالت أيادي الفساد والرشوة والمحاباة المنح الدراسية الجامعية المقدمة لأبناء شبوة من خريجي الثانوية العامة من قبل الشركات النفطية في المحافظة للعام الرابع على التوالي في مجالات وتخصصات مختلفة منها المنح الخاصة بدرجة البكالاريوس في تخصصي الطب والهندسة وأخرى في مجال التدريب الفني والمهني، وكذا في مجال اللغة الإنجليزية.هذه المنح أضحت مثار جدل ونقاش واسعين لدى أوساط الطلاب وأولياء الأمور في هذه المحافظة، بعد أن تجردت هذه المنح من مبدأ الشفافية وهيمنت عليها المحسوبية والوساطة، وكذا القبلية والمعايير الساسية.

توجد عدد من الشركات النفطية العاملة في محافظة شبوة، تقدم كل منها عدد من المنح سنوياً لأبناء المحافظة في مجالات مختلفة، ومن هذه الشركات الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال المنفذة لخط أنبوب الغاز الذي يصل بين حقول الاستكشاف بمحافظة مأرب وميناء التصدير في بلحاف شبوة، حيث قدمت هذا العام ثمانين منحة في درجة البكالوريوس قسمت بالمناصفة بين محافظتي شبوة ومأرب، وقد تولى توزيع المنح الخاصة بالمحافظة مشروع الطالب الجامعي وفيها خصصت الشركة هذه المنح في البداية لأبناء المديريات التي يمر بها خط أنبوب الغاز وهي رضوم، ميفعة، الروضة، جردان، قبل أن تخضع الشركة لضغوطات من قبل قيادة المحافظة بإعطاء تلك المديريات نصف المنح ونصفها الآخر توزع على عموم مديريات المحافظة.

**توزيع غير عادل**

وفقاً للإعلان عن توزيع هذه المنح نشرته الشركة على صفحتها على الإنترنت لدى لـ”الأيام” نسخة منه، فقد تضمن عدة خروقات في توزيع المنح، تمثلت تلك الخروقات في إعطاء محافظة مأرب نصف تلك المنح موازاة مع شبوة التي يمتد فيها خط الأنبوب إلى أكثر من 295 كم بمقابل 25 كم فقط هي المساحة التي تمتد في محافظة مأرب، وهذا ما يشكل تقسيماً ظالماً في توزيع المنح، كما يوضح الإعلان المنشور أيضاً في صفحة الشركة تضمن خرقاً آخر تمثل في إعطاء المديريات الأربع والواقعة على خط الأنابيب نصف المنح المقدمة بواقع خمس منح لكل مديرية، وهو ما لم يحصل على أرض الواقع.

كما أظهرت الكشوفات الخاصة بأسماء المقبولين – تحتفظ الصحيفة بنسخة منها – والموقعة من قبل محافظ محافظة شبوة الأخ أحمد علي باحاج ومدير مشروع الطالب الجامعي أحمد صالح حماد أن المديريات الأربع والخاصة بالمنح (رضوم، ميفعة، الروضة، جردان) لم تعط إلا ثلاث أو أربع منح لكل مديرية أي ما مجموعه 14 فقط من أصل عشرين منحة، مخصصة لهن ضمن مشروع الطالب الجامعي الممول من شركة الغاز.

**منح omv تنخرها صلات القرابة والقبلية**

ومن ضمن المنح المقدمة لأبناء المحافظة قدمت شركة (omv) النمساوية قبل أربعة أشهر أربعين منحة دراسية لأبناء مديرية عرماء في مجال اللغة الإنجليزية في المعهد الأمريكي للغات في مدينة عتق، ووفقاً لأحد الأساتذة في المعهد فإن هذه المنح هي الأخرى تعرضت للتلاعب بشكل كبير كإدخال طلاب من مديريات أخرى على حساب أبناء المديرية، الأمر الذي أكده أحد طلاب المديرية بالقول: “إن الشركة قدمت أربعين منحة منها عشرون منحة لأبناء المديرية وذلك حسب الاتفاق وهو ما لم يتم”، ووفقاً للطالب فإن هناك أربعة طلاب ضمن الطلاب الذين تم تسجيلهم هي أسماء وهمية وتذهب مخصصاتهم المالية الممنوحة من الشركة إلى المتنفذين.

كما شكا الطلاب الآخرون ممن تحصلوا على هذه المنح من أبناء مديرية عرماء من أن الجهات المسؤولة عن هذه المنح لم تمكنهم من الاطلاع على نص ومضمون المنحة لمعرفة المخصصات المالية التي اعتمدت لهم من قبل الشركة، وما إذا كانت المنحة تضمنت السكن والتغذية أم لا والتي حرم منها الطلاب، فضلاً عن الحرمان الذي يتعرضون له من قبل الشركة من حرمان من تسليم مخصصاتهم المالية لشهري يوليو وأغسطس حتى اليوم.

**المديرية بحاجة لمنح إضافية**

مديرية عتق

رئيس جمعية الخير الاجتماعية والتنموية والخيرية بمحافظة شبوة عبدالله صالح الهلالي أوضح لـ”الأيام” جانبا من المعاناة التي يلاقيها أبناء مديرية جردان من تلاعب وحرمان في المنح المقدمة من قبل الشركات النفطية بالقول: “إن المنح المقدمة من الشركة لأبناء هذه المديرية لا تكفي نظراً لكثرة خريجي الثانوية في هذه المديرية”.

ويوضح الهلالي أن المنح التي تعطى لمديرية جردان وكذلك باقي المديريات الأخرى الواقعة على خط أنبوب الغاز قليلة ولا تلبي احتياجات وطموحات أهالي المديرية.. كما أوضح الهلالي بالقول: “لقد وجهنا رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بهذا الخصوص ووضحنا له من خلالها تطلعات الشباب ورغبتهم في إكمال تعليمهم الجامعي، وكذا التلاعب والظلم الذي يتعرضون له في عدد المنح الداخلية المقدمة للطلاب من الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال والذي حال دون تحقيق تطلعات أبناء هذه المديرية في مواصلة تعليمهم الجامعي.

وناشد الهلالي رئيس الجمهورية بإلزام شركة الغاز بتحمل مائة منحة داخلية إضافية لضمان مستقبل أفضل لهذا الجيل الشباب.

**تجاوزات وخروقات**

ما حدث للمنح الجامعية المقدمة من شركة الغاز حدث أيضا في المنح المقدمة من قبلها في مجال التدريب الفني والمهني وأظهرت الكشوفات المذيلة بتوقيع محافظ محافظة شبوة ومدير مشروع الطالب الجامعي أن هناك تجاوزات وخروقات رافقت عمليات التسجيل وهو ما يدل أن الواسطة والمحسوبية والصلات القبلية والحزبية لها دور كبير في عمليات القبول والتسجيل في تلك المنح.

وفيما يخص الخروقات والتجاوزات في هذا المجال في المديريات الأخرى فقد أوضحت الكشوفات الخاصة بالمديريات الأخرى أن مديرية عتق تحتل أكبر نسبة من تلك الخروقات، حيث ضمت قوائم تلك المنح ثلاثة طلاب من قرية واحدة من أصل أربع منح للمديرية اثنان منهم أبنا عم، كما حرمت تلك التجاوزات مديريتي الطلح ودهر النائيتين واللتين تعدان من أفقر المديريات في المحافظة وأقربهما من خط أنبوب الغاز في حال قرنت بالمديريات الأخرى.

**منح قابلات مجتمع**

شركة الغاز قدمت أيضاً 13 منحة خاصة بقابلات المجتمع في المعهد الصحي في عتق للطالبات الحاصلات على شهادة التعليم الأساسي والشهادة الثانوية وهذا المنح خصصت لأبناء مناطق عياذ التابعة لمديرية جردان وسلمون التابعة لمديرية الروضة ومنطقة الهضبة المشتركة بين مديريتي الروضة وجردان.. وقام المنسق الصحي في المنطقة التابع للشركة بالتواصل مع اللجان الأهلية والمنسقين المحليين بغرض إبلاغهم بمواعيد وشروط التسجيل لتلك المنح غير أن الوساطات والتلاعب بين الجهات المعنية بتلك المنح وبعض أولياء الأمور أحرمت بنات المنطقة من خمس لمصلحة أخريات من خارج المناطق المذكورة.

هذه التجاوزات وغيرها الكثير من أعمال الفساد التي تسود أعمال الشركات النفطية في هذه المحافظة والموثق كثير منها في الكشوفات المنشورة من قبل تلك الشركات والتي تؤكد بأن ملفات الفساد المكشوفة ليست سوى غيض من فيض الفساد المستشري فيها، كالصفقات وتبديد الأموال ونهب المشاريع واستغلال المناصب فيها لأغراض شخصية وغيرها من أعمال الرشاوى والتي أحرمت أبناء هذه المديريات من أبسيط حقوقهم وإرغامهم على الهجرة بحثاً عن لقمة عيش تضمن لهم حياة كريمة في الوقت الذي تربض فيه قراهم على أنابيب النفط.

*عن الايام العدنية
أخبار ذات صله