fbpx
الحرب ضد «داعش».. إنقاذ سمعة أميركا
شارك الخبر

يافع نيوز – البيان

لم يكن أحد يتصور انتشار تنظيم داعش بهذه الطريقة والسرعة التي انتشر فيها كالنار في الهشيم، حيث تطاول على مساحات أوسع في العراق وسوريا وجعل الجميع يتخوف من شرارة هذا التنظيم وشظاياه المنتشرة، ووصل العالم اليوم لقناعة بأن خطر «داعش» سيصل إليهم كما جرى وتمددت الأهداف من قبل تنظيم القاعدة، وبدا الجميع، البعيدون منهم والقريبون، ينبهون من تكرار المآسي السابقة، وأدركوا الخطورة بالدعوة إلى التحالف الدولي لمواجهته.

من يسمع عن جهود حثيثة من قبل الولايات المتحدة لتشكيل جبهة دولية ضد تنظيم داعش يعتقد أن أميركا جدية في إنهاء داعش في هذه المرحلة بالذات، ولم تكن لها اليد الطولى بشكل غير مباشر في انبثاقه وبروزه بهذا الشكل وهذه السرعة مع أطراف أخرى، وأنها تعتقد أنه ضد مصالحها الاستراتيجية المهمة في المنطقة.

المس بمصالح أميركا

إن أميركا التي لا تدافع إلا عن مصالحها، رأت إن شيئا من هذه المصالح تم المس به من قبل عدد من عناصر تنظيم داعش فتوجهت طائراتها لتذكر «داعش» بالسقف المرسوم لها في حركتها السياسية والميدانية من جهة ومن جهة اخرى لتتنصل الولايات المتحدة من أي مسؤولية عن إرهاب التنظيم التي ينسبها كثير من الباحثين إليها.

وبهذا القدر أو ذاك، تبدو حالة الإرباك في الوسط السياسي الأميركي، واضحة للعيان، خاصة وأن عدداً غير قليل من الدول الإقليمية التي تتطلع واشنطن الى زجها في التحالف الدولي المزمع إنشاؤه، لن تخفي موقفها المعارض، من أنظمة الحكم في كل من سوريا والعراق، لذا لا يمكن أن نتصور أن تبذل أميركا جهداً في ذلك التحالف ولم تتسرع فيما تعمل عليه إلا انها لا يمكن أن تدعه في العراق يسرح ويمرح كما هو عليه الآن.

نهاية قريبة

ويؤكد محللون أنه إذا اقتنعت اميركا وعدد من دول الغرب بأن وجود تنظيم داعش والقوى الارهابية يضر بهم اكثر، عندئذ يمكن أن نتنبأ بنهاية قريبة لهذا التنظيم الذي وظف لتقسيم البلاد العربية وتفتيتها، وهو اليوم يتمرد على الولايات المتحدة بعدما وفرت له بيئة للتمدد والانتشار في العراق من خلال خلق سياسة طائفية في العراق ساهمت في نضوج فكرة هذا التنظيم واتساعها بمباركة بعض الأطراف العراقية، واليوم بعدما حقق التنظيم ما كان يصبو إليه فإنه لم يعد بحاجة إلى أي دعم من أميركا.

قطع الإمدادات

ووسط هذه التطورات فقد أدرك العالم أن خطورة هذا التنظيم أكبر من استغلاله لفض مشاكل اقليمية أو التوازن في المعادلات في منطقة الشرق الاوسط، فأصبحوا يصرخون لقطع دابره بالسرعة المتوخاة ولدحره نهائيا، لكن التوجه إلى العمل العسكري دون قطع إمدادات التنظيم لن يحقق الهدف المرجو بشكل كامل في محاربة الإرهاب، وفي الواقع أمامنا تجربتان مهمتان هما أفغانستان والعراق.

فشلت الولايات المتحدة والتحالف الغربي، في سحقها، بل إن الحرب الأميركية على الإرهاب قادت الى تمدد «القاعدة » وانتشارها، واليوم تكمن التحديات في تجفيف المنابع والحيلولة دون استخدامه في المعادلات السياسية للمنطقة.

الدعم الدولي

قال الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، إن بلاده ربما لا تحتاج لتواجد قوات دولية على أرضها في سبيل إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، وان ما تحتاجه هو الدعم الدولي.

وأوضح معصوم في مقابلة خاصة مع شبكة « سي ان ان» الاميركية: «اعتقد إن كان هناك تعاون وتنسيق بين العراق والولايات المتحدة إلى جانب دول الجوار فإن هذا التنظيم يمكن محوه بصورة سريعة». وأضاف: «من هنا أطلب الدعم للعراق لقتال هؤلاء الإرهابيين، لأن العراق الآن في موقف هش وعرضة للخطر.. وعندما يهزم ذلك التنظيم العراق فإنه يمكن أن ينتقل إلى دول أخرى».