fbpx
خيبة أمل السفير الألماني بقرار معالجة قضايا المبعدين

أفلح شعب الجنوب في الدفاع عن قضيته العادلة بعد سقوط بلادهم في الحرب الظالمة، حرب صيف 1994 ، عندما تحالفت قوى البغي والعدوان ضد الجنوب، أرضاً وشعباً، لأن المستهدف لم يكن الحزب الاشتراكي وإنما الأرض والإنسان في الجنوب، وصودرت كل مقدرات الجنوب وفي كل القطاعات وشمل قطاعي الدفاع والأمن، وجرى إقصاء موظفي الدولة في الجنوب، مدنين وعسكريين، وتنشر «الأيام» هذه الأيام تفاصيل كل الأضرار التي لحقت بالجنوب ووردت تفاصيل الأضرار في القطاع العسكري في عددها الصادر في 13 أغسطس 2014 . 

أصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا في 8 يناير 2013 م بتشكيل لجنتين لمعالجة قضايا الأراضي والموظفين المبعدين عن وظائفهم في المجال المدني والمجالين العسكري والأمني، ولو كنا في المجتمع المتقدم لطالب المنكوبون بالتعويض عن الضرر المعنوي والنفسي والذهني، وما ترتب عليه من مضاعفات على مستوى الأسرة والفرد، والضرر لم يكن لعامين أو ثلاثة بل لعشرين عاماً.. وبمن لحق الضرر؟ لحق الضرر بأهل الجنوب، أصحاب الأرض والثروة البرية والبحرية التي نهبها عرابدة حاشد وسنحان وحلفاؤهم من الشماليين والجنوبيين. 

استبشر الشعب الجنوبي بقرار الرئيس الجنوبي هادي خيرا، وظن الأصدقاء أن شعب الجنوب سيخرج من ضائقته.. وهذا هو سعادة سفير ألمانيا بصنعاء، هولفرجرين، يصدر بيانا صحفياً نشرته الصحف الرسمية المحلية يوم السبت الموافق 12 يناير 2013 م أشاد فيه بقرار الرئيس عبدربه منصور هادي، وأوضح بأن معالجة مثل هذه القضية سيعطي مؤشراً للمواطنين اليمنيين بأن هناك تحولاً سياسيا حقيقياً، وحمل البيان الصحفي للسفير الألماني مشاعر الفرحة والتقدير للقرار وآثاره المتوقعة. 

على مدى شهري يوليو وأغسطس 2014 وأنا أواجه حرجاً كبيرا من المتضررين والمنكوبين الذين طالتهم الإجراءات العقابية من قوم يأجوج ومأجوج، لأن الجنوبي في نظر هؤلاء القوم ما هو إلا “كلب”، وهناك صنفان من الجنوبين: “كلب مؤجل” لاتزال لهم حاجة عنده، و“كلب معجل” لا حاجة لهم به.. لأنني وجدت من بين المتضررين أبناء أبين وأبناء شبوة، 

فدعاني الفضول إلى توجيه هذا السؤال: متى تم إقصاؤك وتركينك في البيت؟، فجاء الرد، فمنهم من قال: بعد الحرب بعام، ومنهم بعد عامين أو ثلاثة أو أربعة. 

بلغ الحرج عندي يوم الجمعة الفارطة عندما سألني بعض المنكوبين: متى ستكتب؟، 

وهنا أخذت عهد الله أمامهم بأن موضوعي عن نكبتهم لن يتجاوز اليومين أو الثلاثة، لأن قضاياهم لم تحل ولم يتسلموا إلا مائة ألف ريال في رمضان الماضي، بينما المبلغ المستحق لكل واحد منهم في حدود ال) 500 ( ألف ريال، أما رواتبهم فلم تتعرض للتسوية والمراجعة.. لذلك فهي بالعدني الفصيح “باولة وبيستين”. 

إلى سعادة السفير الألماني أقول: يا سعادة السفير يا فرحة ما تمت.. لقد أشدت بقرار الرئيس هادي، وكان نعم القرار وبئس التنفيذ.. لقد عمل وعمد عرابدة حاشد وسنحان إلى تشويه صورة الرئيس هادي، لأن “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان”، وهي صفات ومواصفات عرابدة حاشد وسنحان. 

هارد لك يا سعادة السفير!!.