fbpx
الشرق الأوسط : هادي يتهم إيران بـ«مقايضة» صنعاء بدمشق
شارك الخبر
الشرق الأوسط : هادي يتهم إيران بـ«مقايضة» صنعاء بدمشق

يافع نيوز – الشرق الاوسط

شن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، أعنف هجوم على جماعة الحوثيين، التي وصف عناصرها بـ«الطائشين»، وأنهم ينفذون «أجندة مذهبية»، وتوعد بعملية لإخراج مسلحي الجماعة من محيط العاصمة. وفي حين خرج آلاف الحوثيين في مسيرات أمس تلبية لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي، لوح زعيم التمرد بإطلاق ما سماه بـ«المرحلة الثالثة» من حملتهم لإقالة الحكومة، والتي قال إنها ستكون أشد إيلاما وإن نتائجها ستكون «قاسية».
وقال هادي، في اجتماع عقده أمس مع هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية التي يرأسها عضو مجلس الشورى يحيى العرشي، إن صنعاء هي عاصمة جميع اليمنيين.. «ولن نسمح بتهديدها». وأضاف «صنعاء 2014 ليست كصنعاء أيام الستينات»، وإنه لن يقبل بالعودة إلى حقبة الستينات.
وكشف هادي أنه كانت تجري مفاوضات سرية مع الحوثيين قبل اجتياحهم لمحافظة عمران، مضيفا أن «جماعة الحوثي هاجمت (بعد الاتفاق) حاشد وعمران.. ونكثوا بالعهد. وكانوا كلما يجري اتفاق معهم في السابق ينقضونه». وقال «الحوثيون ومنذ الحرب الأولى إلى اليوم لم ينفذوا أي اتفاقية». وأشار هادي إلى قدرته على الزحف بالجيش من صنعاء إلى حدود السعودية وعمان.. لكنه قال إنه لا يريد أن يدخل البلاد في حرب أهلية.
ووصف هادي الحوثيين بأنهم شباب «طائشون.. يفكروا فقط في حكم اليمن ولا يهمهم جرعة (سعرية) أو شعب، ولا تهمهم الثوابت الوطنية». وأضاف محذرا من لغة المذهبية والطائفية بالقول «نتجنب دائما لغة التعصب المذهبي والطائفي، ونتمنى تجاوز أي منطق للطائفية، ونعمل من أجل ذلك، إلا أن مفاجأة صنعاء بحشود قبلية مسلحة من مختلف مداخلها فرضت واقعا مرفوضا شعبيا وسياسيا وطنيا وإقليميا ودوليا، فصنعاء هي عاصمة اليمن الموحد وهي العاصمة التاريخية لـ25 مليون يمني، وصنعاء ليست صنعاء الستينات، صنعاء اليوم يقطنها قرابة ثلاثة ملايين يمني من جميع محافظات ومناطق اليمن من أدناه إلى أقصاه، ولا مجال للخروج عن الثوابت الوطنية».
وشن الرئيس اليمني هجوما حادا على إيران واتهمها مجددا بدعم الحوثيين ومحاولة مقايضة صنعاء بدمشق. وقال «إيران تتدخل في شؤون اليمن بشكل كبير جدا، وهنالك أربع قنوات تابعة لها تعمل ضد اليمن، وهناك مستشارون لعبد الملك الحوثي من إيران». وكشف هادي أن اثنين من ضباط الحرس الثوري الإيراني كانوا يريدون بناء مصنع للصواريخ باليمن، وتم القبض عليهم، وهناك نحو 1600 طالب يمني حوثي يدرسون في إيران». وأكد هادي أنه تلقى اتصالات من دول غربية وعربية تؤكد جميعها تضامنها مع صنعاء، وتدين تصرفات ميليشيات الحوثي.
وخرج أمس آلاف الحوثيين في مسيرات في صنعاء، استجابة لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي الذي طالبهم بالخروج، والاستمرار في مسيراتهم واعتصاماتهم للضغط على الدولة لتحقيق المطالب التي خرجوا من أجلها. ودعا الحوثي في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، الجيش اليمني لأن يكون «الحامي للشعب». وأكد مواصلتهم المرحلة الثانية من التصعيد، حتى الأسبوع المقبل، ليبدأوا بعدها تنفيذ «المرحلة الثالثة» التي وصفها بأنها «أشد إيلاما»، وقال «أتمنى ألا نصل إليها.. ستكون مزعجة جدا».
وأوضح الحوثي أن ثورتهم لم تعد فقط ثورة لرفض قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، بل أصبحت ثورة لحسم مصير اليمنيين ومستقبلهم. واتهم الحوثي في خطابه الحكومة بأنها باتت «أداة من أدوات سحق الشعب وتدمير مستقبله». وفشلت العديد من المساعي التي قام بها الرئيس هادي من أجل نزع فتيل الأزمة والتوتر القائم من خلال لجنة رئاسية أوفدها إلى عبد الملك الحوثي للتفاوض معه بشأن رفع الاعتصامات والمشاركة في حكومة وحدة وطنية والعمل على تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي انتهى في يناير (كانون الثاني) من العام الحالي.
وأصدرت لجنة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية بيانا، أمس، دعت فيه اليمنيين إلى «الاصطفاف الشعبي والوطني لحماية المكتسبات الوطنية والوقوف في وجه العنف والإرهاب الذي يعوق البناء والانطلاق نحو المستقبل، ومساندة الجهود الرسمية الداعية لمزيد من التلاحم والاصطفاف الوطني». وطالبت اللجنة سلطات الدولة بتحمل مسؤولياتها الوطنية في حماية الوطن والمواطنين وسرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل «التي تعتبر الحل الممكن لإخراج الوطن من دوامة الصراع وفق إطار زمني محدد». كما دعت اللجنة الدولة إلى بسط نفوذها على كل التراب الوطني ونزع سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة أيا كانت، تنفيذا لمخرجات الحوار الوطني. ودعت أيضا إلى معالجات اقتصادية ومعيشية عاجلة لرفع معاناة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة، وتجفيف منابع الفساد ومحاكمة الفاسدين. وأشار بيان اللجنة إلى أهمية «إيقاف الحملات الإعلامية التحريضية التي تعوق مسار السلام وتقود البلاد إلى المجهول». وطالبت كل القوى والمكونات السياسية والاجتماعية بـ«تجسيد ثقافة التعايش والقبول بالآخر، ورفض دعوات الفوضى والاحتراب». وأكدت اللجنة رفضها لاستخدام أي تصرفات غير مسؤولة حول العاصمة صنعاء أو داخلها أو أي محافظة أخرى مما يقلق السكينة العامة والأمن العام. من جهة ثانية، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، الذي غادر صنعاء إلى نيويورك أمس، أنه سيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن غدا حول تطورات الوضع في اليمن. وتوقعت مصادر سياسية يمنية رفيعة أن يتطابق تقرير المبعوث الدولي إلى اليمن مع التقرير الذي سترفعه لجنة العقوبات التي زارت البلاد، مؤخرا، بوضع قائمة بالأشخاص والجهات التي تعرقل التسوية السياسية الجارية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية. ومن المتوقع إدراج شخصيات وجهات ورجال قبائل ضمن القائمة بحيث تفرض بحقهم عقوبات لتسببهم في عرقلة العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل. وكان بنعمر أعلن في خطاب متلفز عن قيامه بمساع عديدة لإزالة التوتر الحاصل في اليمن، وأكد أن «جميع الأطراف في اليمن شركاء في ما آلت وما ستؤول إليه الأمور، ويجب على الجميع أن يدركوا جيدا أنه لا مخرج من هذه الأزمة سوى عبر حل سلمي توافقي بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها اليمنيون، ودعمها مجلس الأمن في القرار 2140»، وقال في خطابه، الذي بث ليلة أول من أمس، إنه ومن أجل الوصول إلى «مخرج سلمي لا بد من عدم اتخاذ أي خطوات أو أعمال من شأنها تهديد الأمن والاستقرار، والامتناع فورا عن استخدام العنف وسيلة لبلوغ أهداف سياسية، كما نصت قرارات مجلس الأمن، وللوصول إلى مخرج سلمي لا بد من وقف التصعيد السياسي والإعلامي ووقف حملات التحريض المذهبي والجهوي»، مؤكدا ضرورة وأهمية «الدخول في مفاوضات جدية وذات مصداقية، وأن تبدي الأطراف المعنية حسا وطنيا ونوايا صادقة، وأن تتحلى بالحكمة».
وأضاف المبعوث الأممي إلى اليمن أنه «يجب على الأطراف المختلفة أن تترفع عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة إذا كانت فعلا تريد المصلحة العليا لليمن وتريد تجنب الأسوأ»، معبرا عن ثقته في أنه إذا توافرت كل تلك العوامل سيصل البلد إلى مخرج، وتابع «أنا على يقين أن اليمنيين قادرون على التوصل إلى اتفاق على حل سلمي للأزمة».

أخبار ذات صله