fbpx
خوضوا حربكم فالجنوب لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم

كتب / منصور صالح :
التجمع الحاشد الذي خرج في صنعاء لتأييد الجرعة ..يريدونه ان يتكرر في عدن غدا الخميس لاستثماره استثمارا آخر يختلف تماما عن استثمار تجمع صنعاء ولنا في ذلك تجارب وشواهد سابقة كثيرة.
من المعيب ان ينجح رجل مثل وحيد رشيد ومن هم على شاكلته في استغفال الناس للخروج للهتاف انتصارا لتجويعهم وإذلالهم ،كما هو من العيب ان يقع أبناء هذه المدينة المتنورة والمستنيرة ضحية مؤامرة يستدرجهم اليها الخبثاء فتجعلهم يقفون في المواجهة ضد مصالحهم وضد قضيتهم.
إلى الأمس وربما لا زال إلى اليوم من يعدون أنفسهم عباقرة في صنعاء يسخرون ممن يسمونهم أغبياء أو سكارى عدن والجنوب لأنهم خرجوا في سبعينيات القرن الماضي مطالبين بتخفيض رواتبهم تقديرا وإحساسا منهم بظروف دولتهم الوليدة والفقيرة يومها ،فكيف انقلب الحال فإذا بهؤلاء الساخرون يدفعون الأغبياء اليوم للخروج رافعين شعار تنفيذ الجرعة واجب وبقاء الحكومة الفاسدة والفاشلة فريضة إضافة الى دعاوى ومبررات أخرى ظاهرها الدين وباطنها مصالح الفاسدين.
لا أظن ان إقحام الجنوب وعدن تحديدا في صراع قوى النفوذ والفساد في صنعاء أمر فيه شيء من العقل والمنطق ، كما ان ليس هنالك أي فائدة ترجى من خلق خصوم جدد للجنوب ، ليكون دائما في موقع من يدفع الثمن ،خاصة اذا ما سقطت صنعاء في أيدي الحوثيين وبات الأمر والنهي في هذه البلاد بأيديهم ويبدو ان أمرا كهذا ليس ببعيد في ظل المؤشرات القائمة حاليا.
اننا في مسيس الحاجة للحكمة والعقل والتعقل للتعامل مع ما يدور حاليا في صنعاء ولعله من المفيد ان نشير الى انه في مختلف قرى وأرياف الجنوب هناك مثل شائع يقول (اذا تضاربت الرباح انتبه على جربتك ) ولا نظن ان هذا المثل يحتاج إلى شرح وتفسير لكن يبدو ان استحضاره والعمل به مهم ومفيد جدا في مرحلة عصيبة وعصية على الفهم كهذه التي نمر بها ، كما ان هناك حكمة بوذية تلخص كيف يمكن للمرء ان يتعامل مع الظروف والمواقف التي لا يفهمها وليس له منها مصلحة بل يمكن ان يجني من ورائها الضرر والشرور وتقول هذه الحكمة ( لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ).
أتمنى ان يكون الجنوبيون حكماء ولو لمرة واحدة بإفشال محاولات إقحامهم في معارك ليست معاركهم ،بل أنها تكسبهم مزيدا من الأعداء والخصومات ليست في صالحهم ولا في صالح قضيتهم بقدر ما تصب في صالح الفساد والفاسدين .