fbpx
الإرهاب المصطنع ..؟!
  • لسنوات أستمرت النخبة الدينية السلطوية المشاركة في الحكم في شمال اليمن تصف الجنوب على أنه شيوعي إلحادي وجب جهاده ، كان ذلك حينما أقتضت مصالحهم وصفه بالشيوعي ، ولذلك أطلقوا الفتاوى وحشدوا لقتاله سنة (1994م) ، وكان للقتال تحت يافطة جهاد الشيوعية المتفشية في الجنوب دوراً واضحاً في سير المعارك .
  • فجأة ما الذي تغير حتى أصبح الجنوب في دعواهم مرتع للإرهاب ، هم من ساقه إليه وأصطنعه بداخله سعياً لتحقيق مصلحة ايضاً ، ولكن هذه المرة تحت وصف الجنوب بأنه صار بيئة آمنة وحاضنة للإرهاب ..؟

 

  • مع إنطلاق الثورة الجنوبية التحررية وإستشعارهم للخطر المحدق بهم من إنطلاقها ، وكونها ستقضي على مصالحهم الكبيرة في الجنوب عمدوا بشتى الوسائل والطرق إلى تشويه صورتها وصورة الجنوب وكان لوصفهم للجنوب بالإرهاب الوصف الأفضل كون ذلك سيجلب لهم – كما كانوا يعتقدون – دعماً وغطاءً دولياً في ضرب الجنوب تحت مسمى محاربة الإرهاب ، ولطالما حبكوا القصص والأساطير حول تحالفات مزعومة ووهمية اصطنعوها في خيالاتهم  بين الحراك والقاعدة ليُهموا العالم بحقيقتها ، وتسايراً مع هذا ما فتئت صحفهم وقنواتهم تُوصف الحراك بـ”الحراك القاعدي” .

   

  • وحتى تكون دعواهم وادعاءاتهم مدعمة بوقائع على الأرض عمدت القوى النافذة في صنعاء إلى تفعيل دور خلاياها المرتبطة بها والمتدثرة بلباس الجهاد وأعوزوا لهم وبدعم كامل منهم السيطرة على المناطق والمدن في الجنوب ، وبتساهل من هذه القيادات العسكرية التابعة لقوى النفوذ تجاه نشاط هذه الجماعات الإرهابية ، وما سقوط أبين في أيدي جماعة أنصار الشريعة سنة (2011م) إلا خير دليل على هكذا لعبة مدبرة ..!

 

  • قبلها لنا أن نتساءل كيف أن القاعدة التي كان لها تواجد ونفوذ قوي في مناطق ومحافظات الشمال في مأرب والجوف ، فجأة أصبحت هذه المناطق خالية من أي تواجد للعناصر الإرهابية على أرضها بمقابل إنتقال هذه العناصر إلى مدن ومحافظات الجنوب ، وما كان لهذا أن يتم لولا حصولهم على التعليمات اللازمة من قبل قوى النفوذ المرتبطة بها .
  • ألا يعكس هذا الأمر حقيقة القاعدة وتبعيتها لأطراف وقوى نافذة في مركز الحكم ،أتخذت من القاعدة أداة وظفتها في الصراع الدائر لتحقيق مكاسب ومطامع ،وكان الجنوب في قلب هذه المطامع،وما وجودها ونشاطها المكثف في مناطق ومدن الجنوب إلا لخلط الأوراق أمام نضال الحراك السلمي .

 

  • يبقى الأمر أخطر من مجرد لعبة يسوقونها في الجنوب ، فالإجرام الذي رأيناه في أفعال داعش يعكس وبجلاء خطورة المخطط الجاري تنفيذ في الجنوب ، وما هو متوجب على كل أبناء الجنوب أن يعملوا للقضاء على تواجد مثل هكذا عناصر إرهابية ، وأن يحدوا من تواجدهم في مناطقهم ، في طور بداياتهم الأولى حتى لا يتقوى عضدهم ويشتد فتيلهم حينها يصعب إخراجهم والتعامل معهم .