fbpx
غاندي الذي لايتكرر



نتساءل بانبهار ما الذي جعل المهاتما غاندي يأسر قلوب العالم كل هذه المدة من التاريخ رغم مرور عشرات السنوات ؟
ما الذي جعل تاريخه ناصع البياض كم لم يحدث لزعيم من الذي حكموا الكثير من دول العالم من بعده ؟
ما الذي جعل الجميع مبهورون به متأثرين بفكره حتى ألد أعدائه ؟
بريطانيا اليوم تسرد تاريخ المهاتما غاندي وسيرة بطولاته يتم عرضها على الـ (بي بي سي) البريطانية رغم أحد الذين ساهموا في غياب الشمس عن المملكة التي لم تكن تغيب عنها الشمس !
لأنه مبدع ومخترع سياسة اللاعنف ، وهذه السياسة هي القوة العظمى والمسيطرة قوة العقل والحكمة يقول الله سبحانه وتعالى “ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :” إن الله يؤت باللين ما لايعط بالعنف ” ، و ” ليس القوي بالصرعة ولكن القوي الذي يملك نفسه عند الغضب”.
ماذا كان يملك غاندي ؟ لم يكن لديه دبابات ولاصواريخ ولا أسلحة ولا قنابل ولابازوكات ، حرر بلاده بحكمته ورحل وظلت حكمته متوهجة نبراسا للعالم بأكمله.
قاد مسيرة الملح وحين ذهب لاستقبال ملك انجلترا تساءل الصحفيون لماذا استقبلت ألملك عاريا فأجابهم :” لقد كان يرتدي من الثياب ما يكفي لنا جميعا “. انظروا الحكمة والدهاء والقوة في الفكر والتأثير.
غاندي لم يتسبب في نزيف قطرة دم واحدة حتى أنه قال إن يكره لعبة الشطرنج حتى لايتسبب بمقتل جندي . من غباء ساسة العالم في الوقت الحاضر أنهم يعتقدون أن العنف والفوضى الخلاقة أنجح وسيلة للسيطرة ويتناسون أن هذه الأساليب التقليدية عمرها قصير وتأثيرها محدود فامتلاك قلوب الناس لا يكون بتعكير أمنهم واستقرارهم والزج بالبلاد في أتون الفتنة التي لا يعلم مداها إلا الله.
إن أعظم ما صنع تاريخ غاندي هو إحساسه العميق بمعاناة شعبه حتى أنه كان يعيش ذات ظروفه جاءته مواطنة ذات مرة تشكو من أن ابنها مدمن على أكل الحلوى فبما ينصحها فقال اعطيني فرصة شهر وعندما عادت قال لولدها كلمتين فاقتنع بكلامه فتعجبت المرأة لماذا طلب الشهر ؟ فقال لها لأني كنت مدمن على الحلوى وطلبت شهر لأتوقف حتى إذا نصحت تصل النصيحة.
غاندي الذي أثناء ركوبه القطار سقط حذائه فسارع برمي الحذاء الآخر حتى يستفيد منهما الفقير الذي سيجدهما.
ونحن نرى الصراعات المسلحة تلون وجه المعمورة لا نملك إلا أن نتذكر المهاتما غاندي.
وقبل ذلك لاننسى قدوتنا ومعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمة للعالمين والقائل ” اللهم من شق على أمتي فاشقق عليه “.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي..

اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.