fbpx
الحوثي يقرع طبول الحرب


ليس هناك أي توصيف لما يدور في صنعاء غير أنها ربما تكون على موعد مع حرب طائفية مذهبية مع عدو الأمس الذي خاضت معه الدولة في الماضي القريب ستة حروب متوالية شهدت مد وجزر وكر وفر, ولم تفضي لشيء البتة غير ذهاب الكثير من الضحايا الأبرياء وبالذات الجنود منهم..
واليوم يجدد الحوثي دعوته للحرب السابعة من خلال دعوته للمظاهرات ضد الحكومة والجرعة وحشدة للكثير من أتباعه الذين أتوا مدججين بالسلاح وملقنين بالشعارات الطائفية المذهبية والولاءات لحليفتهم أيران التي تعتبر الداعم الرئيس والمغذي الأساسي لهذه التظاهرة..
مظاهر الحرب والأقتتال والنزعة الطائفية المذهبية التي أتسمت بها هذه التظاهرة دليلا قاطعا على أن الحوثي لم يخرج للمطالب التي أعلن عنها ودعا لها والتي أنساق لها الشعب اليمني المغلوب على أمره طمعا في تخفيف شيء من مطالبه ورفع شيء من المظالم التي نأت بها نفسه, وإنما يرمي من خلالها لمآرب شخصية مذهبية مناطقية جعل من خلال هذه التظاهرة سلما لبلوغ تلك المأرب والغايات, وإلا لماذا دعا الحوثي لهذه التظاهرة دونا عن الأحزاب السياسية الأخرى المنتشرة على طول الساحة اليمنية التي تمتلك قاعدة شعبية واسعة وكبيرة جدا وبإمكانها أن تحشد الشعب في عموم المحافظات كما فعلت في ربيع الثورات العربية..
الحوثي لايفكر في الجرعة أو رفع الظلم عن الشعب اليمني وإنما يهدف في المقام الأول للأنتقام لذاته من خصومه ثم لتوسيع قاعدته الشعبية المذهبية وفرض هيبته ووجوده وبلوغ مراده في نيل الحقائب الوزارية والوجود الحكومي في مراكز صنع القرار, ومن خرجوا خلفه يدركون هذا جيدا, ويعلمون نوايا الحوثي الطائفية ومع ذلك ينساقون خلفه غير مكترثين ولا مبالين لما سيؤول إليه وضع البلاد..
الغريب في الأمر أن الدولة ذاتها قابلت هذا التمدد والمظاهرة بصمت فظيع جدا ولم تقم بواجباتها المنوطة بها رغم ماعانته من الحوثي في الآونة الأخيرة ومواجهاتها معه في الكثير من المناطق التي شهدت تمدد لمليشيات الحوثي, ولا ندري لماذا كل هذا؟ وهل تنتظر منه أن يشعل فتيل الحرب؟ أم أنها تريد منه أن يخلق صراع مذهبي مناطقي, أم أنها تريد تسلط سيف (البند السابع) على رقاب الحوثه باعتبارهم من معرقلي التسوية السياسية,والأغرب من هذا وذاك أن دول الخليج وبالذات السعودية منها لم تحرك ساكن على الرغم من أن الحوثي تعتبره عدوها اللدود والذي يهدد مصالحها ووجودها ويعتبر كذلك الخطر الحقيقي على الإسلام والمسلمين, ومع هذا تعاطيها مع ذلك مخيف جدا..
الحوثي يقرع طبول الحرب ويعلنها بنوايا خفية مستغلا بذلك الوضع السياسي والاقتصادي المتأزم الذي تمر به البلاد ومستغلا أيضا حاجة المواطنين وضيقهم من هذا الواقع, وعلى الكل أن يدرك هذا ولا داعي لركوب موجة تلك التظاهرة التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب..