fbpx
ثورات الشعوب لا تُحصّن من ثارت ضدهم ولا تحميهم
شارك الخبر
ثورات الشعوب لا تُحصّن من ثارت ضدهم ولا تحميهم

يافع نيوز / كتب : العميد – فيصل حلبوب :

ثورات الشعوب لا تحصن من ثارت ضدهم ولا تحميهم ثورة التغيير في صنعاء وحركة الحوثي ( نموذج ) : 

الثورة كمصطلح سياسي هي :  الخروج عن الوضع الراهن المتمثل في الاحتلال او الظلم والفساد وسوء الأدارة وتغييره تغيير جذري إلى وضع أفضل- باندفاع شعبي يحركه عدم رضاء المحكومين بحكامهم، وتطلّع المحكومين إلى وضع أفضل ،وعادةً الثورات تحمل شعار معين وترسم هدف واضح ولا تقبل التفاوض او التنازل عن شعارها وهدفها لمصلحة من ثارت ضدهم ،ولا تقبل أنصاف الحلول.

وكما عرفنا ان الثورات لن تحيد عن هدفها ولن تتوقف الا بتحقيق هدفها المنشود ، واقتلاع الوضع الذي ثارة ضده بكل رمزيا ته وحيثياته وأُسسه لتقيم وضع جديد اخر يتناسب مع سياستها وطموحها المنشود في طرد الاحتلال ان كانت ثورة ضد محتل جاثم على ا رضها ،وان كانت ثورة شعبية ضد سلطات محلية فهي تعمل على اقتلاع هذه السلطة ورموزها وعناوينها كاملة مع أحتفاظها بحق استرجاع كل ما نهبته عناصر الفساد المثار ضدها من أمور عينية ومعنوية لان كل هذه المنهوبات تم نهبها بغير حق وهي ملك للشعب او للدولة الجديدة.

لكن أبجديات الثورات في الجمهورية العربية اليمنية تغيرت ، ثورة التغيير في صنعاء 2011م وكما وصفتها في نهاية عام 2011م بانها كالبصل قشرة وراء قشرة وليس فيها شي غير الدموع ، عندما كانت قاب قوسين او أدنى من تحقيق انتصارها وبحكم أنها لم تحصن نفسها من الخدّع والتحايل والتآمر ، لهذا تسللت الى مفاصلها عناصر النظام الذي ثارة ضده فأمسكت هذه العناصر خطام الثورة بيدها، وفرضت على الثورة التفاوض مع النظام السابق ورموزه والأ بقاء على كامل مؤسساته الفاسدة ووثائقه وبرامجه ومنحه الحصانة الكاملة من اي ملاحقة او مسائلة.

وبهذه الخطوة قتلة ثورة التغيير نفسها ، دون ان يعلم مفكرو الثورة ماهي الأضرار التي لحقت وستلحق بالشعب من جراء هذه الخطوة الغير منطقية ،بعض هولاء قال ان الثورة تجنبت اراقة الدماء وهذه الخطيئة بعينها لان اراقة الدماء التي يتحججون بالحرص عليها لو حدثت كانت ربما ستؤدي بحياة ألف او ألفين او حتى خمسه ألف شخص ، لكنها ستنقذ 25 مليون مواطن وتعيد الثورة البلاد ا لى وضع أفضل خالي من الفساد والظلم والاستحواذ.

لكن الخطيئة في تحصين رموز النظام السابق وابقائه على هرم الدولة ومفاصل السلطة، حولت هذه الرموز الى وحوش مفترسة في النهب والسلب والاستحواذ والبطش بالبشر وتعذيب الشعب وافقاره وتجويعه ، والسعي نحو الاستحواذ على اكبر قدر من الاموال وصلت بعضها عند بعض الرموز الى مليارات الدولارات وما اليها ،بطرق غير شرعية بحجة ان الحصانة تحميهم وتحمي ممتلكاتهم ، وتجد كل فاسد واضع نسخة من الحصانة على ظهر مكتبه وهو مستمر في النهب والاستحواذ والتملك ، حتى وصلت بهم المواصيل الى نهب قوة الشعب برفع الاسعار بارقام خيالية اخرها رفع اسعار الوقود بحجج واهية منها ان الوقود يتم تهريبه كما يقال او ان خزانة الدولة لديها عجز.

الحجة الاولى – تهريب الوقود لا اعتقد ان هناك مواطنين من عامة الشعب لديهم قدرة على تهريبه الى دول افريقيا ..  اذن المهربين هم الحكام والنافذين ربما عددهم لايتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة فهل يعقل ان يتم التستر على هولاء النفر ويتم معاقبة الشعب بكله برفع الاسعار75%، لكن الغاية من ذلك هو جمع اكبر قدر من الاموال الى جيوب الفاسدين ،وليس كما اعلنو من اجل استمرار تنفيذ خطط التنمية لان التنمية ومشاريعها شبه متوقفه منذ 2011م في الشمال والجنوب عداء بعض المشاريع الانشائية في صنعاء فقط.

الحجة الثانية –  ان خزينة الدولة فاضية وهناك عجز سيعيق الدولة حتى عن دفع رواتب الموضفين والمتقاعدين ، وهذه كذبه اخرى قبيحة اقبح من وجوه من افتعلوها، لان خزينة اي دولة لاتفرق الا في حالة توقف الاقتصاد وحركة الرسمال وتوقفت اعمدة الدخل القومي المتمثلة بصادرات النفط والغاز وخام الذهب وبعض المعادن الاخرى التي يجهل الشعب حتى الان مقادير انتاج كل مادة ومردوداتها لحزينة الدولة ، اضافة الى الضرائب والجمارك والرسومات اليومية والشهرية والسنوية وهناك الزكوات والواجبات المفروضه على كل مواطن وتاجر ، وعائدات المغتربين لوحدها التي تصل شهرياً الى مئات ملايين الدولارات .. اذن كيف تصبح خزينة الدولة عاجزة عن دفع مرتبات الموضفين في ضل هذا التراكم من الواردات والعوائد .

اما المتقاعدين فميزانية ضمانهم الاجتماعي مرصودة من سنوات وهي بمثابة ودائع في البنوك وليس لها علاقة بالمعمعة الحاصلة ،الا اذا كان الفساد مد يده اليها بحجة استثمار هذه الاموال كما كان يقال في مجالات العمل العقاري واصبح هذا الاستثمار خاسر بفعل الفساد وتم التحايل على ضمان المتقاعدين ونهبه ، لهذا كان بامكان الدولة الفاسدة ان تتجنب تجويع الشعب وتقلص موازنة وزارة الدفاع والامن التي تستحوذ على نصف الموازنة العامه بواقع خمسماة وسبعون مليار ريال.

لاتوجد بلد في العالم موازنة دفاعها تساوي نصف الموازنة العامه حتى البلدان التي لديها مؤسسات انتاج وصناعات حربية متنوعة ليست كذلك اذن يا ثوار التغيير لقد تجنيتم على الشعب في شمال اليمن وجنوبه ، لا ثورتكم وصلت الى هدفها ولا سلم الشعب من تبعيات حصانتكم للفاسدين.

يوضح احد المحللين الاقتصاديين ان استثمارات رموز الفاسدين في اليمن غزت دول كثيرة خلال الـ 4 اعوام المنصرمة واصبحت مليارات الدولارات مستمثرة في دبي والشارقة وقطر والاردن وتركيا وايران وماليزيا واندونيسا ومصر واثيوبيا والسودان والسنغال ، اضافة الى الاستثمارات المحلية في النفط والغاز واستخراج خام الذهب وتصديره وهناك مؤؤشرات توضح ان اكثر خام للذهب يباع في اسواق الامارات ودبي هو الخام اليمني ، هناك في دبي والشارقة وابو ضبي لوحدهما تم تقدير استثمارات الفاسدين اليمنيين بنحو ستين مليار دولارعلى شكل عقارات ومباني سكنية وفنادق ومؤسسات ومكاتب استيراد وتصدير ، هل فكرتم يافلاسفة ومنظري ثورة التغيير بهذا كله ..؟  وما يجري للشعب في الشمال والجنوب منذ 2011م حتى اليوم وربما يستمر الحال .

 اما حركة الحوثي وانصار الله التي يطلق عليها البعض ثورة وهي ليست كذلك لان اساس مصدر تبنيها و دعمها من ايران ، فايران لاتدعم لقيام دول ولاتساعد في بناء دول ولكنها تدعم حركات واحزاب تفضل ان تضل هذه الحركات والاحزاب بعيدة عن السلطة فقط تدعمها وتستخدمها للضغط والترهيب في مناطقها كما هو حاصل مع حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين .

 والحوثي لايريد السلطة ولايعتبر نفسه ثورة ضد الوضع الحالي وهذا ماهو مرسوم له من قبل اسياده في طهران ، لكن هنا رموز النظام تدعمه محلياً وتعطيه الضوء الاخضر في الدخول على الخط واستعراض شعبيته وانصاره على شكل مضاهرات يكتنفها الغموض وغير واضحة المعالم ولا الاهداف فباطنها شي وظاهرها شي اخر، احيان يعلن معاداته للدولة ويخوض معها الحروب تلو الحروب، واحيان يسالم معها وياخذ منها كثير من التسهيلات والدعم، واحيان يختزل هدفه بالحكومة ويستثني الدولة بشكل عام واحياناً يستثني كل ذلك ويوجه نضاله ضد حركات واحزاب اسلامية مثل اصحاب دماج او حزب الاصلاح.

اخر ما سمعته في خطابه يوم امس يقول نحن لدينا قضية، لم افهم ماهي قضيته بالضبط اسوة بالقضية الجنوبية الذي مطلبها وهدفها واضح هو تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني واستعادة دولة كان معترف بها دولياً لها حدودها المعروفة وانسانها الجنوبي وتاريخ منعزل عن اليمن منذ مئات السنين، على العموم الحوثي لاهو بثورة وحسب اعلانه امس ان مضاهراته في صنعاء ليست لاسقاط صنعاء ولكنها لاسقاط الجرعة والحكومة فقط ولا هو حزب.

وحسب ما نقراه عنه انه يتكلم عن الـ البيت والـ البيت ليس لهم في التحزب فهم اسياد الجميع ، ولا هو حركة مذهبية مقتصره على المذهب الزيدي لانه يتكلم باسم حزب انصار الله وهذا الحزب يضم في عضويته خليط من الشوافع السنة والزيديون ولم يتحصن بمذهبه الزيدي وهذا ما شاهدناه اليوم عندما استدعاء خطيب للجمعة في شارع المطار احد آئمة مساجد تعز شافعي.

أخبار ذات صله