fbpx
لماذا افترق الاشتراكي والاصلاح وأطل تحالف قوى حرب 94 م برأسه من جديد؟
شارك الخبر

 

–         تحالف قوى حرب 94 بين حزبي المؤتمر والاصلاح  اليمنيين يطل برأسه من جديد ؟

–         عودة تحالف الشر خطر داهم يزيد من قوة تنظيم القاعدة وانتشار الارهاب وتدهور البلد. 

–         الاشتراكي والاصلاح .. تحالف الضد بين اليمين واليسار .. كيف اسقط الاشتراكي حزب الاصلاح واستخدم الاصلاح الاشتراكي لنفي تهمة الارهاب عنه ..؟

 

يافع نيوز – كتبه: أديب السيد :

لا شك ان للسياسة احداثها وتقلباتها المستمرة والمتناقضة، وخاصة في بلد مثل اليمن، تعبث فيه العصبوية الحزبية بمؤسسات السلطة وتتشارك النهب والفساد والتدمير، دونما التزام بأدبيات العمل السياسي والتعدد الحزبي .

وأظهرت المرحلة الأخيرة كثيراً من الحقائق التي ظلت غائبة لسنوات طويلة، فيما يخص التحالفات والخلافات بين قوى وأحزاب يمنية، كانت ولا تزال تشكل عائق أمام أي تقدم أو نهوض بالبلد، او محاولة إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية، حيث رافق الفشل كل الحكومات والسلطات التي توالت على كرسي الحكم في صنعاء منذ ما تسمى ” الوحدة اليمنية ” والتي فشلت منذ بدايتها، وتم قتلها في مهدها دون مراعاة لمصلحة الشعبين اللذين توحدا على أمل تحقيق العيش الكريم والتنمية الآمنة .

وعلى وقع المستجدات الأخيرة، برزت الكثير من التساؤلات حول مصير البلد، الذي قد يعود إلى المربع الأول ، خاصة مع إعادة التحالف الاضطراري بين قوى الفيد والنهب المتمثلة بحزبي ” المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وقوى دينية وعشائرية وتنظيم القاعدة ايضاً “، وهو ما قد يدخل البلد بكامله – شمالاً وجنوباً – في دهاليز العتمة أكثر، ويزيد من الانهيار والكوارث التي لحقت بالشعبين الجنوبي والشمالي منذ ما يزيد عن ربع قرن من الزمن .

ويمكن قراءة الواقع على ضوء المستجدات بأنه واقع يشهد فرزا واصطفافات جديدة قديمة، من شانها ان تربك التحولات السياسية، وتزيد من الاضطرابات، وخاصة اعادة تحالف قوى وأحزاب ومكونات شمالية تسمى ” تحالف 94م “، والتي تحالفت آنذاك ضد الجنوب والحزب الاشتراكي وشنت حربها الظالمة واحتلت الجنوب فنهبت كل شيء ودمرت ما تبقى من دولة الجنوب ومؤسساته التي باتت اليوم أثراً بعد عين.

وهذا التحالف الجديد القديم، سيكون كارثياً على البلد، وسيزيد من الانسداد السياسي ، والفشل الكامل والذريع المتلاحق لنظام صنعاء الحالي وما تسمى ” حكومة الوفاق ” التي هي اصلاً، جاءت عن طريق المحاصصة الحزبية واستأثر ” تحالف 94 ” بأغلبية ساحقة .

 

عودة تحالف الشر ” تحالف 94 ” :

رغم كل ما حدث من إنقلاب بين  حزبي الإصلاح والمؤتمر، وافتراق سياسي وشعبي، ولجوء حزب الاصلاح للتحالف مع الحزب الاشتراكي وعدد من الأحزاب الأخرى الصغيرة، وهو ما يعد انقلابا منه على مبادئه وتناقضه مع ذاته، انطلاقا من رؤيته للإشتراكيين وشعب الجنوب ككل بأنهم كفاراً ويجوز قتلهم، ومن ثم التحالف مع الاشتراكي ضد حليفهم ” صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام “، وخروجهم في ثورة التغيير الشبابية ومن ثم الإنقلاب عليها وقمع الشباب المستقلين في صنعاء وتعز وغيرها  من الأحداث والتناقضات الطويلة التي لا مجال لذكرها هنا .

وكذلك سقوط حزب المؤتمر الشعبي، وتفككه الشعبي، بعدما أحدثه من خراب بالبلد من دمار وإفساد، حتى صار رمزاً لــ” الفساد والنهب وغياب القانون”، إلا انه يحاول اليوم استعادة وقته وتماسكه بإعادة تحالفه مع ” الاصلاح وقوى دينية ومتنفذه “، للحفاظ على مصالح قياداته وقيادات حزب الاصلاح، الذين كسبوا كثيراً بطريقة غير مشروعة بنهبهم للثروات والأموال وإفسادهم الحياة العامة، وخاصة نهب ثروات الجنوب ” النفط والمعادن والضرائب ” وسيطرتهم على الاقتصاد والمراكز الحيوية في عدن وحضرموت .

إلا ان ما حدث مؤخراً، يؤكد عودة هذان الحزبان والحليفان  لمربعهم الأول، بعد ان شعرا بأنهما مهددين بمصالحهم الغير مشروعة التي يحاولان الحفاظ عليها، مستخدمين أساليب قهرية، وتشكيل عصابات للتخريب وإشغال الرأي العام لصرف النظر عن نهبهم المستمر لكل شيء .

وللأسف ان ذلك التحالف الشيطاني يأتي تحت مسمى ” المصالحة الوطنية ” التي يقودها الرئيس اليمني ” عبدربه منصور “، دون وعي لمخاطرها على كل ما يقال انه تم انجازه من تغييرات في الجيش والامن، ومناقشة قوانين ” استعادة الاموال المنهوبة وغيرها ” .

وتمثل اعادة التحالف لقوى الفيد والنهب، صباح عيد الفطر المبارك 29 يوليو 2014، بلقاء بين زعيمي تحالف 94 ” علي عبدالله صالح – وعلي محسن الاحمر ” اثناء صلاة عيد الفطر بمسجد الصالح بصنعاء، وباشراف هادي، وجميعهم كانوا شركاء فيما انتجته مرحلة ما بعد غزو الجنوب عام94م، وما تلاها من واقعاً لا يمكن وصفه اليوم  بأقل من انه ” كارثي “، وخاصة ما تعرض له الجنوب وشعبه على كافة المستويات .

 

لماذا مصالحة بين القوى وليس مع الشعب ؟

اطلقت لفظة المصالحة عشية عيد الفطر، في خطاب هادي، لعلمه بلقاء قادم بعد ساعات من خطابه، بين قوى وقيادات الفيد والنهب والتدمير، وانحصرت تلك المصالحة التي كانت مصطلح ” مطاطي ” اغتر به الكثيرون، بين الأفراد المتورطين في قضايا وطنية كبيرة، تقتضي تقديمهم للمحاكمة، وليس مسامحتهم وخاصة الأحداث الأخيرة، المتمثلة بتعذيب الشعب وتفجير الكهرباء وأنابيب النفط، وإغلاق الأمن وتبني عصابات الاغتيالات، ودعم الارهاب وتنظيم القاعدة، وقتل المتظاهرين السلميين سوءاً في ثورة الحراك الجنوبي السلمية المستمرة، او ثورة شباب التغيير الشمالية التي جرى الالتفاف عليها وإنهاءها .

ولم تكن تلك المصالحة بين اولئك المجرمين، وبين الشعب الذي تجرع الويلات جراء افعالهم النكراء وجرائمهم الجسمية التي ترتقي الى جرائم الإبادة الجماعية.

وما كان يجب وعلى الرئيس هادي تحقيقه والإشراف عليه، هو مصالحة اولئك الناهبين مع الشعب، واعلانهم إعادة كل ما نهبوه، وما يزالون مستمرين بنهبه، الى الشعب في الجنوب والشمال، وتخليهم عن دعم الارهاب والفساد، وتشكيل العصابات المسلحة، وهذا كأقل إجراء كان يمكن ان يكون من اجل مصالحتهم مع الشعب المطحون، بدلاً من الإشراف على تصالحهم كأفراد وقوى وإنعاشهم من جديد لممارسة أساليبهم الإجرامية .

 

تفكك غير رسمي لأحزاب المشترك ” الإصلاح والاشتراكي ” :

ظلت احزاب اللقاء المشترك اليمني تعمل باتجاه واحد منذ تأسيسها، وشكلت في مجملها تكتل المعارضة لنظام الرئيس اليمني السابق – علي عبدالله صالح – الذي يتزعم حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني . إلا أن المرحلة الحالية فككت احزاب المشترك المعارض التي باتت ( نصف حاكمة ) وبالأخص اكبر حزبين فيها – الاصلاح اليمني والاشتراكي اليمني .

وكان تحالف ( الاصلاح والاشتراكي) منذ البداية هو التحالف النقيض بين ” اليمين المتطرف واليسار المتطرف ” والذي تم إنشاءه لأغراض مرحلية من أجل مواجهة صلف وممارسات حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني الذي أقصى الجميع، وتفرد بالسلطة بشكل غير مقبول، مما أدى الى وصوله لفشل متكرر في جميع النواحي .

ومؤخراً إشتدت خلافات الحزبين، وظهر حجم الهوة بينهما، بعد سنوات من إدعاء العمل الموحد ضد السلطة السابقة، ووصل الأمر بين الجانبين الى الهجوم المتبادل إعلاميا.

وتعرض الحزب الاشتراكي اليمني، الى الإقصاء والتهميش ضمن حصة النصف حكومية التابعة لأحزاب المشترك، إذ استولى حزب الاصلاح على أغلبيتها، في تكرار لنفس المشهد الذي كان بطلة حزب المؤتمر الشعبي العام، بعد إقصاءه لحليفه في الحرب على الجنوب عام 94م، وإقصاءه ، واستبعاد الاصلاح من الحكومة والمراكز الادارية كاملاً .

وبدا الافتراقين الحزبين بين الجانبين،مباشرة عقب انشاء الكيان المشترك، اذ باشر  الاصلاح على تنفيذ عملية اغتيال بحق القيادي الاشتراكي وصاحب فكرة ” احزاب المشترك ” الشهيد – جارالله عمر – وذلك في مؤتمر الاصلاح ، وبفقدان جار الله عمر، قال الاشتراكي انه فقد احد ابرز اركانه على ايدي قتلة دفع بهم حزب الاصلاح اليمني .

 

لماذا قبل الاشتراكي والاصلاح بالتحالف بينهما :

بقي الحزب الاشتراكي كحزب متخذاً لنفسه مكانه على حساب الجنوب، الذي تعرض للاحتلال والغزو الشرس عام 94، كما تعرض الاشتراكي للإقصاء ومحاولات عديدة للاجهاز عليه، إلى ان ظهرت ثورة الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م، مما ادى الى ظهور الحزب الاشتراكي وعودة بقوة الى الساحة السياسية.

الاشتراكي اضطر الى التحالف مع حزب الاصلاح اليمني، بحسب قياداته، بناءاً على إستراتيجية حزبية، لإسقاط حزب الاصلاح اليمني، وذلك بوضعه في الفخ، اذ كان اصدر الحزب ورجال الدين التابعين له، فتوى في 94 تقضي بتكفير اعضاء الحزب الاشتراكي واهدار دماءهم الى جانب كل شعب الجنوب، وهي الفتوى التي احدث ردود افعال كثيرة لا تزال مستمرة حتى اليوم .

كما اراد الاشتراكي من تحالفه مع الاصلاح، استخدام امكانياته المادية والسياسية واستغلالها للعمل على بقاء الحزب الاشتراكي، بعدما تعرض لنهب المقرات التابعة له، ومنع صرف مستحقاته، والحصار من كل اتجاه، وهو ما نجح الاشتراكي فيه، حتى وصل الى مرحلة الفكاك بعد تجديد قيادات في الاصلاح قبل اشهر فتاوى بتكفير الاشتراكي ووصفه بالحزب الذي يريد تدمير اليمن .

أما حزب التجميع اليمني لإصلاح، فقد قبل التحالف مع الاشتراكي، نتيجة لظروف اضطرارية دفعته إليها الحاجة، بعد انقلاب شريكهم ضد الجنوب ” صالح ” عليم، واستفراده بالحكم.

ومن ابرز الأسباب التي وضعها الاصلاح في حساباته للتحالف مع الاشتراكي، مثلما يقول محللين هو – محاولته نفي تهمة صلته بالإرهاب – بعد ان تم الكشف عن قدوم ابرز قياداته من جبال افغانستان وصلة الكثير من أعضاء الاصلاح باليمن، بعمليات إرهابية ضد مصالح أمريكية وأجنبية في اليمن .

وذلك من منطلق ان تحالف الاصلاح المتشدد مع حزب يساري قد ينفي عنه تهمة الارهاب ودعمه، إلا أن الأمور سارت على غرار ما لا يشتهيه حزب الاصلاح، وخاصة بعد فشله في الوصول الى الحكم، عقب ما تسمى ” ثورة التغيير الشبابية الشمالية ” .

 

 

* عن صحيفة يافع نيوز الورقية

 

أخبار ذات صله