fbpx
طماح يشيد بهادي والعطاس والنوبة ويقول كل الجنوبيين يريدون الاستقلال وكلاً يسعى له بطريقته
شارك الخبر

 

يافع نيوز – خاص

متجرداً من التحفظ والدبلوماسية في الإجابات المُعتاد سماعها من كثير من الساسة ، أجاب محمد صالح طماح عما طرحناه عليه من أسئلة بكل شفافية ووضح ، قال إن الحراك مُخترق من قبل النظام والمشترك ، متعهداً في القريب العاجل بذكر أسماء المعرقلين لأي توافق جنوبي .

وقال ان من يطلقون تهم التخوين اليوم ضد بعض القيادات كالنوبة ، هم حديثي عهد في الإلتحاق بالثورة ولم يكن لهم وجود يُذكر ، داعياً أبناء شعبنا إلى التأني في إطلاق الأحكام من ظاهر الأمور .

في مدينة جدة المملكة العربية السعودية التقاه مراسلنا هناك وأجرى  معه هذا الحوار .

حاوره  لـ  صحيفة يافع نيوز الورقية  “محمد عبدالله الصلاحي ”

 

  • بداية .. وجودك هنا في السعودية وفي هذه الفترة بالذات ما الهدف منه ؟

أولاً أشكركم على هذه الإستضافة ، أعتقد وجودنا هنا في المملكة العربية السعودية ليس هو الأول ، قبله سبقت زيارات قمنا بها ، واستطيع القول أن أبناء الجنوب في المملكة كانوا هم ذخيرة والوقود التي حرك الحراك الجنوبي منذُ لحظاته الأولى ولهم دور فاعل ومؤثر إلى حد كبير ، ومعظم شباب الجنوب ويافع بالذات هم أغلبية متواجدة في المملكة العربية السعودية ونحن نقدر تقدير عالي الذي الجهود التي يبذلوها رغم كل الصعوبات التي يعانونها ورغم الملاحقات التي يتعرضون لها ، ونقدر كذلك دور المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي في إتاحة فرصة لأبناء الجنوب أن يساهموا ويشاركوا في دعم الثورة ، وعقدت عدة لقاءات لشبابنا في دول خليجية عدة .

 

قلت مقاطعاً إياه : أفهم من هذا أن زيارتك وتواجدك في السعودية ذو طابع تعارفي فقط ؟

طبعاً نحن أدينا العمرة ، ثانياً الغرض الإلتقاء بشبانا ورجالنا والإطلاع على همومهم وماذا يُريدوه ونتبادل الآراء ، والحمد لله تمت لقاءات كبيرة سواء في الفترة الماضية أو في الحاضر ، وسنواصل بإذن الله ومثلما سبق القول أن نخبة شبابنا متواجدين هنا في السعودية ولذلك لا نستغني عن هذه المنطقة وكذلك الدور الفاعل للملكة العربية السعودية ودول الخليج في هذا المضمار .

نحن ايضاً نحاول الإلتقاء بكثير من الشخصيات لشرح قضية الجنوب والمعاناة التي عاناها شعبنا خلال عشرين عاماً من عمر الإحتلال  والإضطهادات ، رغم أن كثير من القضايا مجهولة لدى الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي أو لدى جزء كبير من ابناء الجنوب المتواجدين في الخليج ، ولكن الحمد لله مع تقدم الأيام أصبحت الأغلبية الساحقة من ابناء شعبنا ذات قناعة بالنضال وبالأهداف التي حددها شعب الجنوب من أجل نيل الإستقلال والتحرير وإستعادة الدولة ، وأيضاً الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية ، فلو عدنا إلى بداية الحراك – وهذا موضوع آخر –  لوجدنا ذات الجهود التي في الخارج حدثت في الداخل أيضاً في لملمة جراح شعبنا ولملمة صفوفه على قاعدة التصالح والتسامح ، وأنت تعرف أن الخارج بالنسبة لنا ركن مهم في رفد الثورة ، كيف لا وكثير من كوادر شعبنا ومن خيرة أبناءه هم نازحين في الخارج منذُ السبعينات سواء من رجال الأعمال من رجال السياسة من رجال الدين من الشباب ومن كل فئات الشعب نتيجة الصراعات التي دارت ، والوطن اليوم بحاجة لهم ولجهودهم لذا فالتواصل معهم أصبح مهم وضرورة بالنسبة لنا لأنهم جزء فاعل ومؤثر في قضية شعبنا الجنوبي ، واعتقادي أن زياراتنا ليست أنا شخصياً ولكن كل الوفود والشخصيات التي زارت السعودية وعقدت اللقاءات مع أبناء الجنوب كانت تهدف لهذا الشيء ، وانا على يقين أن كل أبناء الجنوب الذين زاروا المملكة والخليج هم حاورا وطرحوا هموم شعبنا والمعاناة التي يعانيها في كل اللقاءات ، ونحن نرى أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج هي سند بالنسبة لنا ونعتبر أنفسنا جزء من هذه المنطقة ولذلك سنواصل عقد مثل هذه اللقاءات كلما أتاحت لنا الفرصة لعرض قضيتنا وتطوراتها الأخيرة ، وانا على ثقة بأن زيارتنا مفيدة لنا شخصياً للإطلاع على آراء أبناء شعبنا المتواجدين في الخارج وايضاً إستنباط بعض الأفكار التي يحملها أشقائنا هنا في المملكة وفي ماذا يفكرون بخصوص حل القضية الجنوبية ، وهذا هو فحوى زيارتي إلى السعودية والهدف منها .

 

  • التقيتم بالعطاس ماذا دار بينكم ، وما هي حقيقة شائعات عودته إلى صنعاء ؟

لقاءنا مع العطاس ليس الأول سبقته لقاءات عديدة وكلها تناقش التطورات الحاصلة في وطننا الجنوبي ومحاولة إيجاد حل لقضيته العادلة ، وبالنسبة للعطاس مواقفه واضحة في القضية الجنوبية ، وهو رجل دولة مجرب ، يلعب السياسة بمنتهى الدقة ، يقول عكس ما يبطن ، ولا يمكن أن يخون الجنوب فلا يوجد جنوبي لا يريد لوطنه الاستقلال ولكن كل يسعى له بالطريقة التي يراها أفضل ، ولا صحة للشائعات التي تُروج بعودته إلى صنعاء وتشكيل حكومة ، هو سيعود ولكن عودته غير محددة الزمان ، وستكون إلى عدن عاصمة الجنوب .

 

  • ما صحة الأخبار التي تتحدث عن عودتك إلى صنعاء ، والتحاقك بصف المؤيدين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ؟

الإشاعة هذه ليست وليدة اليوم ، فمنذُ الأيام الأولى في نضالنا وحتى قبل إنطلاقة الحراك الجنوبي عندما كنا في موج واجهنا مثل هذه الإشاعات ، وكانت تأتي من باب المناكفة وللأسف مصدرها بعض الزملاء ورفقاء النضال ، ولكن وعي شعبنا وقناعته بصدق المواقف كانت حاجزاً وسداً أمام مثل هذه الإشاعات وما قدمناه في سبيل الثورة ليس قابل للمزايدة أو التباهي ، ومستعدين بما هو اكثر فدمائنا وأرواحنا فداء للوطن وما يؤسف أن تكون مثل هذه الإشاعات صادرة ممن تظنهم رفقاء درب ومسيرة !

والفهم القاصر هو السبب في صدور مثل هكذا إشاعات فليس من المعقول كقيادات أن نلعب كل شيء على المكشوف ، وأحد أهم اسباب فشلنا وضعفنا وضعف إحترام القيادة هو أزمة الثقة وفقدانها فالبعض يُريد منك كقائد أن تُظهر كل شيء أمامه ويكون بمثابة الرقيب عليك في كل خطواتك على غير أبجديات السياسة التي تتطلب أحياناً كتمان حتى تظهر الصورة .

 

  • ألا ترى أنكم كقيادات في الحراك تفتقرون للرؤية الصائبة وإتخاذ الخطوات البناءة ، فمثلاً طوال فترة تواجدك في السعودية لم تحاول الإلتقاء بمسؤول سعودي بصفتك كقيادي في الحراك ؟

 

أعتقد ان الحراك لديه رؤية منذُ اليوم الأول لإنطلاقة الحراك الجنوبي رؤيتنا كانت واضحة ، رؤيتنا كانت منشورة في الصحف والمجلات ، ودائماً ما نكررها في كل خطاباتنا ، رؤيتنا كانت مبنية على هدف إستعادة دولتنا وتحرير وطننا ورفع المظالم التي على شعبنا لكن المشكلة ليست في الرؤية ، لو لاحظت أنه منذُ البداية الأولى لم يكن هذا الإلتفاف الشعبي موجود حول الحراك كانت فقط مجاميع في الجمعيات العسكرية ، والكل ينتقدنا ويوجه سهامه تجاهنا ما هي رؤيتكم وما هو برنامجكم وما هو هدفكم ، نحن لدينا وثائق وزعت لكل المنظمات الدولية والعربية ، رؤيتنا واضحة ولكن لدينا إخفاق سببته المصاعب التي تعرضنا لها من قبل النظام السابق ولم يكن هناك أي إنفتاح على قضيتنا من قبل الإعلام العربي .

وبالنسبة للقاءات مع شخصيات سعودية وخليجية كانت هناك لقاءات مع اشقائنا في السعودية والخليج ، وانت لاحظت اللقاء الكبير الذي تم مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني مع أكثر من سبعين شخصية جنوبية وفي لقاءات أخرى غير علنية اقتضت سريتها الضرورة ، والجميع يعلم سياسة الأشقاء في السعودية والخليج ورؤيتهم التي أفرزتها إرتباطاتهم بنظام صنعاء ، وهي رؤية واضحة عكستها المبادرة الخليجية التي لم تشمل قضية الجنوب ولم تطرحها وتجاهلتها لأسباب خاصة كما أسلفت وايضاً سكوت شعبنا وسكوت قيادات الجنوب طيلة ما مضى كان سبباً في جعل قضية الجنوب هامشية لدى صانع القرار الخليجي ، وحتى مع عودة بعض القيادات لرفع قضية الجنوب عادت مفككة ولم تتحد أو تشكل جبهة واحدة ولم تكن لها رؤية واحدة تتضمن تحرير وطنا وإستعادة دولتنا .

وبدورنا سنبذل قصارى جهدنا في شرح قضيتنا لدى الأشقاء في السعودية والخليج وأرى أنهم خلال الفترة الأخيرة استوعبوا عدالة قضيتنا التي حاول النظام اليمني من خلال التعتيم الإعلامي وأدها ، واليوم أصبحت قضية الجنوب قضية ذات أهمية العالم أجمع يحرص على إيجاد حلول لها .

 

  • ماذا تسمي ما حدث مؤخراً من قبل بعض القيادات الجنوبية وذهابها إلى صنعاء مؤيدة للرئيس هادي ولمخرجات الحوار اليمني والتي من أهدافه تقسيم الجنوب والتي باتت أيضاً هذه القيادات من خلال تصريحاتها تدعو للتخلي عن مطالب الشعب في التحرير والإستقلال ؟

في السياسة هناك اشياء تُقال للعامة وأشياء لا تقال ، وليس كل شيء في السياسة يُقال ،  وعلى شعبنا أن يدرك أن ابنائه مخلصين والمناورات السياسية والقرارات الضرورية في الوقت المناسب مطلوب من القائد إتخاذها ، فمثلاً طلوع محمد علي أحمد إلى صنعاء ومشاركته في الحوار كنا جميعاً معترضين عليها ولكنها أتت بنتائج إيجابية وطرحوا قضية الجنوب وقدموها إلى أعلى المستويات ، والمشكلة في أن شعبنا عُبئ على قناعات التحرير والإستقلال ويجهل في ذات الوقت الطريقة والكيفية وعبر أي وسيلة سيحقق هدفه وأتحدى هذه القيادات أن تضع خارطة طريق شاملة ، لكن للأسف لا يوجد .

ونحن كقيادات ثابتون على تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والإستقلال ، ومنفتحون على الحوار مع القيادات الجنوبية المتواجدة في السلطة ، ومنفتحون على الحوار مع الأشقاء العرب والأصدقاء الأمريكان وغيرهم .

ولو نلاحظ اليوم أن الجنوب وصل إلى مراحل متقدمة في طريق تحقيق النصر ما هو متبقي علينا هو إنتهاج عمل تنظيمي أكثر دقة وإجادة للعبة السياسية مع اصدقائنا المتعاطفين مع قضيتنا .

 

  • بخصوص ما يحدث حالياً من إستقطابات تستهدف قيادات جنوبية ، الكثير يرى أن الهدف من ذلك هو تخدير الشعب وحراكه الثوري رويداً رويدا ومن ثم جره إلى تأييد خيارات لا تتوافق ومطالبه في الحرية والإستقلال ؟

 

أمامنا حقائق نظام صالح سقط ، وما هو موجود حالياً هو سلطة إنتقالية ، والوحدة الإندماجية أنتهت وفشلت فشلاً ذريعاً وكل المواقف الدولية والعربية تؤكد هذا ، وتؤيد الذهاب إلى بناء دولة إتحادية وإذا كنا قد ناضلنا ضد الوحدة الإندماجية ماذا يمنعنا من مواصلة النضال ضد الدولة الإتحادية وهي غير موجودة أصلاً وليست سوى حبراً على ورق .

والذهاب إلى صنعاء ليس معناه النهاية أو أن من ذهب فهو يمثل ثورة مضادة ضد التحرير ونستعجل في نصب المشانق لهم ، فالننتظر عودتهم وماذا يحملون لنا ، والنوبة شخصياً رجل وطني مناضل ومخلص وسباق في الثورة ، ومن يطلق تهم التخوين ضده لم يكن لهم من سابق أي وجود يذكر بل لم يكونوا قد أنخرطوا في صف الثورة واليوم نراهم ملكيون أكثر من الملك ويرون في أنفسهم مناضلين وحريصين أكثر مننا ولديهم القدرة أكثر مننا فليتفضلوا إذاً الميدان يتسع لهم ، رغم أنهم السبب في ذهاب النوبة الذي واجه تضييقاً إعلامياً وسياسياً وحُرب من كل إتجاه وليس معنى هذا أنني أُبرر بعض أخطاءه ، وما صرح به النوبة في صنعاء فهو يأتي من باب البروتوكولات السياسية ، ولنا في الفلسطينيين عبرة رغم كل حروبهم مع إسرائيل إلا أنهم مؤخراً جلسوا على طاولة حوار ، وإذا كان حل قضيتنا سيأتينا عبر الحوار ودون إراقة الدماء فهو الأفضل وعلينا ألا نخاف من الحوار وان ندع القيادات تناور وتحاور وتلعب بكل الأوراق ، الأهم هو تحقيق الهدف وعلى أبناء الجنوب دعم من يرونه الأفضل في إجادة اللعبة السياسية ، وعليهم أيضاً ألا يعيروا الأصوات التي تُثير التشويه وتؤجج لصراع جنوبي جنوبي وهي أصوات مخترقة للحراك وتتبع النظام ، وحتى دعاة الكفاح المسلح في هكذا وضع حالياً ، أنا من الذين دعوا للكفاح المسلح سابقاً عندما كان النظام باسط سيطرته على كل مناطق الجنوب ، لكن اليوم الوضع أختلف فمن يسطر على كل منطقة هم ابنائها وإن كانوا تحت لواء الدولة إلا أنهم ابناء الأرض وجنوبيين وليس لدي إستعداد لقتالهم ، الأفضل هو كسبهم بلغة الحوار والعقل .

 

  • البعض يرى مخطئاً في أن هادي سيحقق للجنوب شيئاً من مطالبه بل يبالغ البعض في القول بأن هادي يعمل لإنفصال الجنوب ، هل عجز الحراك عن تحقيق أي تقدم مما دفع به إلى الإرتماء والإستعانة برئيس دولة يُنظر لها في الجنوب على أنها دولة إحتلال ؟

للأسف هناك عقول لا تُجهد نفسها في التفكير ، فما بين الأعوام السابقة والعام الحالي هل لدى الناس مقياس بالفوارق التي طرأت على الحركة في الجنوب ، وهل لدى الناس فوارق بالذي طرأ في اليمن الشمالي ، وهل نملك نحن كقيادة سياسية القدرة على تقييم ما هو في صالحنا وما عكس ذلك ، وإلا فإننا لا نستحق أن نقود ثورة أو أن نقود شعب إذا لم نقيس هذه التغيرات ولم نستطيع أن نعطي لها ميزان ، وما دام القيادات الجنوبية لم تتخذ موقف معادي ضد الجنوب فلا مانع من التصالح معهم فهم جنوبيين ولهم حق في الجنوب مثلما هو لنا أما إذا أعلنوا موقف واضح معادي للجنوب ففي هذا الحال سيلعننا التاريخ إن لم نواجهم ، لكن دعونا نُجرب ، وسبق وقلتها في رسالة إلى عبدربه منصور إذا الشمال أعطوك الحكم سنتين تعال إلى عدن واحكمنا خمس سنوات وسنكون جنود معك ، وهي رسالة إلى شعبنا أن النضال ليس يوم وإذا سقط واحد ليس معنى هذا نهاية المطاف وألا نحكم سريع على الإنسان بل نعطيه الفرصة .

 

 

 

  • مسيرات ومظاهرات وعصيان مدني ، الكل يتساءل ماذا بعد ؟ أهناك خطوة ثورية أخرى سيتم انتهاجها ؟ أم أن الثورة وصلت إلى طريق مسدود وستواصل طريقها بروتينها المعتاد ؟

ما قدمه أبناء شعبنا خلال السنوات الماضية يستحق التقدير ، ما نحن بحاجة له اليوم ليس عصيان مدني في عدن أو إقامة مليونية ، ما نريده هو وما نحن بحاجة له هو إعادة تنظيم صفوفنا وإيجاد عمل تنظيمي وتوعوي ، لتوعية شعبنا بأن النصر قادم وعلينا فقط إستكمال موجباته وشروطه حتى يتحقق لنا بكامل صورته .

وأنا لست مع من يقول نحن وصلنا إلى باب مسدود ، بل على العكس من ذلك تفتحت أمامنا كل الأبواب المغلقة ، أصبحت قضية الجنوب تُناقش على أعلى المستويات ، في أورقة المنظمات العربية والدولية في مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن ، وهناك حوارات بخصوصها مع أطراف سياسية ذات ثقل مثل جمال بن عمر وأيضاً مع الأمين العام للجامعة العربية ، أصبحت قضيتنا محورية وحتى تعاطي وسائل الإعلام معها أصبح منفتح عكس تحفظه السابق ، فأي باب يدعون انه أنسد أمامنا ؟!

أنسد أمامنا فقط ضيق الأفق ، وعدم الثقة في قياداتنا ومع الأسف في إخفاق لبعض القيادات ، وفي إختراق أيضاً موجود عبر بعض القيادات ، وهذه القيادات هي ذاتها سبب التأخير ولا نريد أن نطرح كل شيء على الطاولة ، وفي الوقت المناسب ستتم المحاسبة أمام شعبنا فيمن أخفق ومن أخر الحراك وعرقل نجاحه ، ومن كان سبباً في تفويت الفرص وإستغلالها عندما أختلفت صنعاء وحاربت بعضها في (2011)

اليوم الظروف مناسبة يا أبناء الجنوب للسير قدماً في ثورتنا ، ويجب عدم تفويتها ، لتقليل التضحيات وإراقة الدماء ، وإلا سندفع الثمن غالي ، والقيادات الجنوبية المتواجدة في السلطة أنا على ثقة ان الفائدة منهم ستكون كبيرة .

وأمامنا فرصة للملمة صفوفنا عبر إيجاد عمل أكثر مؤسسية والمؤتمر الوطني الجامع هو الفرصة لتحقيق هذا ، ونناشد الكل ان يأتي ويُشارك ويدلي برأية تحت راية المؤتمر الوطني الجامع ، وألا يتهرب فالهروب من اللقاء الجنوبي الجنوبي لا يحقق نجاح ، وللأسف من يهرب من المؤتمرات إبتداء من مؤتمر يافع إلى اليوم هم ذات القيادات ، ولا نعلم ماذا يُريدوا ، لم يقبلوا بإنتخاب بل ويرفضوا حتى مجرد الحضور ، وإذا كان هناك باب مسدود فهو الباب المسدود في عقول هؤلاء فقط ، ببحثهم الدائم عن المواقع والمناصب وليس البحث عن الجنوب ، ولا خوف على الثورة ما دام شباب شعبنا كفيل بأن يخلق قيادة بديلة .

 

  • في الماضي كان الجنوب دولة بكامل مؤسساتها وكوادرها ، لكن في الوقت الحالي يعجز الحراك عن تغطية أي فراغ تتركه الدولة حتى في إطار قرية صغيرة ، من المسؤول عن هذا الفشل الذريع ، ثم كيف للحراك  أن يمسك زمام دولة في المستقبل وهو بهذه الحالة ؟

طرحت أنا في كثير من اللقاءات لماذا لا نقوم بالسيطرة على المناطق التي تحت أيدينا ، لكن بأي وسيلة هل بالقيادات الموجدة حالياً التي أثبتت فشلها ، وقبل هذا أدعوا ابناء الجنوب أن ينتخبوا قيادات في المديريات والمحافظات لتكون لها الشرعية والصلاحية ، والقيادات الحالية للأسف لم توفق ولم تنجح لإنتهاجهم الإنفرادية في عملهم ، والفشل الحاصل سببه هذه القيادات على مستوى المحافظات والمديريات لأنها لم ترتقي إلى مستوى التحدي الموجود أمامها ، وأيضاً غياب القيادة العليا الفاعلة التي تحاسب المخطئ وتكرم المصيب .

اليوم يجب أن نقف بجدية ونقولها بكل صراحة من المسؤول عن هذا الفشل والإخفاق ، وأن نبحث أيضاً عن الحلول الناجعة ، وسبق أن تم إقرار إنشاء وتكوين جمعية وطنية من (501) عضو ، وتكون بمثابة سلطة تشريعية ورقابية ولها الحق في أن تحاسب وتقرر وتشرع ، لكنهم يرفضون وجودها ، خوفاً من زوال مناصبهم التي لأجلها أججوا الخلاف الجنوبي الجنوبي ، وللأسف أثبتوا فشلهم وأنانيتهم في ذات الوقت فلا هم بالذي عمل ولا هم بالذي أتاح الفرصة لغيره أن يعمل ؟

التاريخ لن يرحم من تخاذل في هذا الإتجاه ، ونحن اليوم أمام تحدي كبير نكون فيه أو لا نكون ، وأوجه عبركم ندائي إلى فصيليّ الحراك المجلس الأعلى ومجلس الثورة بأن يُعيدوا لحمة التوحد والتوافق فيما بينهم وأن يطعموا صفوفهم بعناصر شابه ومثقفة ، وإلا فسنظل هكذا في حالة فشل دائم .

 

  • أقطاب الحكم في اليمن تقاتلوا ثم تصالحوا ونحن الجنوبيين تقاتلنا في (1986م) ثم قاتلنا بعضنا في (1994) ولو أتيت لنا فرصة ثالثة لتقاتلنا ايضاً ، لماذا نحن هكذا نُجيد ثقافة الصراع فيما بيننا ، ولا نجنح للتصالح والتسامح ؟

يجب ان ننظر إلى واقعنا ، نحن تصالحنا وتسامحنا وعانقنا بعضنا ، والمليونيات السابقة اثبتت منهج التصالح والتسامح ، وشعبنا في وحدة عظيمة وتصالح مثالي وتجاوز الماضي بكل مآسيه ونحن كقيادة ندمنا وأعتذرنا لشعبنا ، ندمنا عن الإخفاقات عن الصراعات عن ما أضعناه من وقت عن الشطحات بالشعارات الإشتراكية ، وتحملنا مسؤوليتنا عما حصل ، وما حدث من صراعات لم تكن مقصودة من أبناء شعبنا ، بل كانت مملؤة علينا وكنا ضحية ، واليوم نحن نجسد عصر جديد وإنفتاح على الكل .

ولا يخيفنا تصالح الشماليين ولا يهمنا ماذا يقولوا ، يهمنا أبناء الجنوب الذين في السلطة ونناشدهم بحق الدماء الجنوبية التي سقطت أن يعودا إلى وطنهم عودوا إلى أهلكم وأعملوا ما بوسعكم لتجنب سفك الدماء الجنوبية

 

  • في ظل التشرذم والتفكك والإختلاف الحاصل ، مستقبل الثورة والجنوب كيف تراه ؟

نحن الآن نركز على أربع قضايا ذات أهمية ، القضية الأولى تنشيط المنظمات العسكرية وإعادة لحمة القوات المسلحة الجنوبية وسندعو إلى مؤتمر قريب للقوات المسلحة الجنوبية ، نريد أبناء القوات المسلحة أن يتصدروا الآن قضية الدفاع عن الجنوب مع أبناء الأمن بما فيهم المتواجدين حالياً في وظائفهم .

القضية الثانية علينا أن ندعو إلى توحيد الشباب وأن نقضي على حالة الإنقسام في صفوف الشباب وأن يعودوا إلى كيان موحد ، وعليهم أن يكفوا عن الإتصال بالعناصر التي تؤجج لخلافهم .

القضية الثالثة العمل على نجاح المؤتمر الوطني الجامع ، وأن يعمل على رص صفوف الكوادر الجامعية والسياسية .

القضية الرابعة إستمرار الحوار مع إخواننا الجنوبيين في السلطة ، ونكون صادقين معهم ، وأن يبادلوننا صدقنا بشفافية واضحة من قبلهم ، هل هم مع جزء من الجنوب أم عقبة أمامه ، وهذه المسألة سنعمل عليها بإرسال وفود للحوار وبإتصالاتنا معهم ، وأن على ثقة بإيجابية تجاوبهم معنا .

وهناك مسألة عملنا جاهدين على إنجاحها وهي إطلاق قناة جنوبية تحتضن كل الآراء الجنوبية ، وتكون داعمة وداعية إلى الوفاق الجنوبي ، وإن شاء الله سيكتب لنا النجاح في إطلاقها .

وعلينا ألا نكون جامدين وأن نراقب التطورات الدولية ، قرارت مجلس الأمن قرارت مجلس التعاون الخليجي ، وأن نقيم الضار منها والمفيد  ، وأرى أن العالم يدعم خيار إقليم في الجنوب وإقليم في الشمال ، وعلينا أن نُحدد موقفنا بكل إيجابية من هكذا خيار يدعمه العالم ، وهدفنا واضح ولكننا نريد أن نصل له بخطوات مدروسة ومتأنية وليس على طريقة (1967) ، فماذا لو انسحبوا اليوم من أرض الجنوب ماذا عسانا فاعلون هل سنقاتل بعضنا البعض فيمن يحكم ؟

 

  • سبع سنوات عجز فيها الحراك وقياداته عن حشد موقف دولي مؤيد للقضية الجنوبية في إستعادة الدولة ؛ لماذا ؟

العكس قضيتنا أصبحت محل نقاش ، والكل يبحث عن صيغة من خلالها يوجدون حل لها ، والمواقف المُصرح بها اليوم تختلف إختلاف جذري عن المواقف السابقة ، في السابق كان حتى مجرد الكلام عن القضية الجنوبية في المنظمات الدولية يعد شيئاً غريباً وغير واقعي ، واليوم قضيتنا تناقش في المؤتمرات والندوات وآخرها المؤتمر الذي أجراها المعهد الديمقراطي الأمريكي في الأردن ، بمعنى أن النتائج مبشرة ومطمئنة ، العالم فقط يطلب منا توحيد صفوفنا حتى تكون هناك قيادة يمكنه التخاطب معها .

 

  • لماذا تحاول قيادات الحراك جاهدة إلى تهميش أي دور شبابي بإمكانه أن يتصدر المشهد القيادي للثورة ؟

أعتقد أن الشباب هم عماد كل وطن  مستقبله ، ولكن الخطأ هو خلط الهوة بين الشباب والقيادات المجربة ، لا يستطيع الشباب أن يقودوا ثورة بدون تأهيل بدون خبرات بدون استشاريين ، وهناك في لغط يُثار في رفع شعار دعوا القيادة للشباب أثار خلاف وأضر بالثورة ، لأنه بهكذا حال فأنت تشجع الشباب ولكن ضد من ؟ والمؤسف أنه خلال السنوات الماضية لم يتم تأهيل الشباب من خلال فتح دورات تدريبية تأهيلية وإعلامية وسياسية ، فقط مظاهرات ولقاءات ، واليوم بإمكاننا تدارك هذا وأن نفتح معاهد وكليات متخصصة ونقيم دورات إنعاشية حتى يكسب الشباب خبرات تمكنهم من إدارة وقيادة دفة الثورة ، وليس صحيحاً أن تأتي بشاب متطوع سلاحه حماسه للعمل الثوري لكنه يفتقر لأبسط التأهيل وتطلب منه قيادة ثورة ، وما يفتقده الشباب عامة هو الخبرة والتجربة وهما خير سلاح ، وفقدانهما قد يؤدي إلى أخطاء ، وما هو صحيح أن نكون عوناً لهم ومكملين لبعضنا .

وإذا كان نظام الإحتلال قد همش شباب الجنوب واقصائهم من المنح والبعثات التعليمية فدورنا هو أن نتحمل مسؤولية تأهيلهم وتدريبهم لأنه ما يقدمونه على الساحة من نشاط ثوري لا يخدم مصالحهم وإنما يخدم الوطن وقضيته ، لذا فتأهيلهم هو خدمة للوطن ودعماً له .

 

 

  • ما هو السبب الذي يحول دون تشكيل مجلس قيادي ثوري موحد ، فبهذا الحال الذي نحن فيه لن نحقق شيئاً وستظل الثورة تراوح مكانها ؟

السبب في قيادة الحراك ، قيادة الفصيل الذي يقوده البيض والفصيل الذي يقوده باعوم ، البيض وباعوم كأشخاص أتفقوا واجتمعوا في بيروت ، ولكن القيادات المؤيدة لها في الداخل لم تتفق ولم تتحد ، وهم أسباب أزمتنا في الحراك ، وهم سبب التفريخ في المكونات التي أوجدها الدعم الذي كانوا يتلقونه ،  وهم من يتحملون مسؤولية كل فشل حاصل في مسيرة الثورة .

ومن هنا ندعو من كانوا السبب في تقسيم الحراك أن يعودوا لرشدهم ويتحملوا مسؤولية خطأهم ، أو فليُحاسبوا على إثم ما أرتكبوه ، وسيأتي اليوم الذي سنطرح في بالإسم من كان سبب في كل فشل أعترى مسيرة الحراك .

 

  • ماذا تصف كل من :

–         عبدربه منصور هادي

خبير عسكري وسياسي محنك وجنوبي ، ونتمنى أن يخدم أهله ووطنه .

 

–         ناصر النوبة :

رجل عسكري شجاع وله هفوات .

 

–         علي سالم البيض

عمل ما في وسعه ولكنه بعيد عن الواقع .

 

–         علي ناصر محمد

رجل حكيم ومرن ونتمنى أن يستفيد الجنوب منه .

 

–         حيدر العطاس

رجل دولة ويملك خبرة سياسية ستخدم الجنوب .

 

–         عبدالرحمن الجفري

رجل سياسي وخبير .

 

–         طارق الفضلي

رجل مغامر خسّر نفسه وخسّر الحراك .

 

  • كلمة أخيرة ماذا تقول ؟

مرة أخرى أشكرك محمد الصلاحي على هذا اللقاء وأشكر صحيفة يافع نيوز ، وليعلم أبناء شعبنا الجنوبي العظيم أننا أمام تحديات صعبة ، وأدعوهم إلى أن يعيدوا حساباتهم    وأن يفتحوا باب الحوار الجنوب الجنوبي وأن يتمسوا بالمؤتمر الجامع كمخرج وحل لحالة التشرذم التي يعانيها الحراك وندعو إلى تشكيل مجلس وطني ثوري موحد يوصل شعبنا إلى بر الأمان ويضمن له النجاح الأمثل في تحقيق هدفه .

 

 

 

 

 

أخبار ذات صله