fbpx
استقالة وزير الداخلية اليمني بعد نقل صلاحياته الأمنية في العاصمة إلى نائبه
شارك الخبر

الشرق الأوسط – عرفات مدابش :

أكدت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، أنباء عن استقالة وزير الداخلية، اللواء عبده حسين الترب من منصبه، في حين لقي جنديان يمنيان مصرعهما وجرح آخرون في ثلاث هجمات استهدفت أحد الأولوية العسكرية في جنوب البلاد، في الوقت الذي قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن هناك قوى إقليمية تسعى إلى إفشال العملية السياسية في اليمن.

وأكدت مصادر يمنية موثوقة في وزارة الداخلية اليمنية لـ«الشرق الأوسط» استقالة الوزير للمرة الثانية من حكومة الوفاق الوطني وأنه موجود، حاليا، في العاصمة المصرية القاهرة، بعد تقديم استقالته للرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزرائه محمد سالم باسندوة. وقالت المصادر إن الترب كان تقدم باستقالته في وقت سابق للرئيس هادي الذي رفضها، وجاءت الاستقالة الثانية بعد نقل الوزير كافة صلاحياته الأمنية المتعلقة بالعاصمة صنعاء وضواحيها إلى نائبه، اللواء علي ناصر لخشع. وكان الترب، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، أحد أبرز الضباط في الأمن اليمني الذين أقاموا خيمات احتجاج ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في «ساحة التغيير» بصنعاء إبان الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بصالح عام 2011.

من ناحية ثانية، قالت السلطات اليمنية أمس، إنها تمكنت من إحباط هجمات إرهابية استهدفت «اللواء 39 مدرع» التابع للمنطقة العسكرية الرابعة في مديرية المحفد بمحافظة أبين الجنوبية، التي تعد من أهم معاقل تنظيم القاعدة في جنوب اليمن. وقال مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة إن سيارتين مفخختين هاجمتا فجر أمس مقر اللواء العسكري المرابط في المحفد بأبين وقد أحبط الهجوم المزدوج، في الوقت الذي انفجرت سيارة ثالثة ما أدى إلى مقتل المهاجم الانتحاري وجنديين وإصابة عدد آخر من الجنود.

ويعد هذا الهجوم هو الأعنف في مديرية المحفد في محافظة أبين منذ تطهيرها من تلك العناصر الإسلامية المتشددة قبل عدة أشهر، عندما نفذت قوات الجيش اليمني عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير المنطقة من تلك العناصر التي كانت بدأت في تأسيس معسكرات خاصة بها بصورة علنية واستقطبت بعض القبائل في المنطقة «تحت ستار الدين»، كما يقول الخبراء في شؤون مكافحة الإرهاب.

ويقول طارق الشامي، رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر تنظيم القاعدة يشكلون خطرا على أمن واستقرار اليمن والتسوية السياسية وهم يقومون بأعمال إرهابية، بعد أن استطاعت الدولة اليمنية من دحرهم من المناطق أو الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها وهي مساحة واسعة كانوا يوجدون عليها في جنوب البلاد»، ويضيف الشامي «بعد أن استطاعت قوات الأمن والجيش في اليمن من دحرهم، لجأوا إلى مثل هذه الأعمال الإرهابية»، مؤكدا أنه «لا يستطيع أحد أن يقول إنه تم القضاء على (القاعدة) أو أنه تم فعلا استئصالها.. يعدون أن ما يقومون به يرضون به الله وهذه هي الخطورة في الموضوع.. إنهم ينتهجون أفكارا دخيلة على ديننا الإسلامي».

ويردف رئيس وكالة سبأ أن «القاعدة» استطاعت أن تعمل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن خلال السنوات الأخيرة، وإنها «تمكنت من استقطاب بعض الأشخاص البسطاء وتغذيتهم بمثل هذه الأفكار المتطرفة، حيث نراهم اليوم يذهبون لتفجير أنفسهم واستهداف المواقع الأمنية والمنشآت الاقتصادية في البلاد». ودعا الشامي المجتمع الدولي إلى «وقفة جادة لدعم اليمن في محاربة الإرهاب ومواجهة هذه العناصر على مختلف الصعد»، مؤكدا، مرة أخرى أنه «لا يكفي أن تكون هناك مواجهة أمنية وعسكرية، وإنما فعل ميداني في أوساط المجتمع لتوعية الناس ومكافحة الفقر والبطالة والتوعية الميدانية والمجتمعية لتحصين الشباب من الأفكار المتطرفة».

إلى ذلك، اجتمع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي بسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن. وقال خلال الاجتماع، إن «بعض القوى الإقليمية كانت تتبنى أجندات في اليمن من أجل إفشال المرحلة الانتقالية ومتطلباتها التي تنقل اليمن إلى المستقبل الجديد الذي يتطلع إليه أبناء الشعب في مسيرة التغيير السلمي وبما يتيح المشاركة في المسؤولية والثروة والسلطة في ظل راية الوحدة والديمقراطية والعبور إلى مستقبل اليمن الجديد»، وتطرق هادي إلى «جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بالواقع ومجريات الأحداث سواء في شمال الشمال أو الجنوب وفي كل ما يعتمل».

 

أخبار ذات صله