fbpx
باحثون يعكفون على صناعة وقود للطائرات من الطحال
شارك الخبر

يافع نيوز – د ب أ

هناك علاقة خاصة تربط الباحث لاديسلاف نيدبال بطحالبه حيث بدت عليه الحماسة لهذه الطحالب عندما تحدث عنها قائلا: “فأنت تتجول في الحقول وترى هذه الطحالب تنمو”.

وبالطبع فإن الباحث يقصد بكلمة “حقل” نوعا آخر من الحقول، إنه مركز أبحاث يوليش بولاية شمال الراين فيستفاليا غرب ألمانيا، وهو المركز المزود بتقنيات متخصصة في القياس وخراطيم مملوءة بالمياه تنمو فيها الطحالب، لذلك فإن عبارة “تراها تنمو” يمكن أن تكون مقصودة بحرفيتها.

تنمو هذه الطحالب ضئيلة الحجم بشكل سريع جدا وتنتج كتلة عشبية تزيد سبع إلى عشر مرات عن كتلة الطحالب التي تزرع بشكل تقليدي في اليابسة.

وتتسبب هذه الطحالب في تحويل لون الخراطيم الشفافة للون الأخضر، ويعتقد خبراء الملاحة الجوية أن الطحالب ستكون وقود الطائرات في المستقبل تستخدمه الكثير من الطائرات خلال العشرين عاما المقبلة.

هناك بالفعل طائرات تستخدم وقودا مصنوعا من الزيت النباتي.

ويرى يواخيم بوزيه، رئيس جمعية مبادرة الوقود الحيوي التابعة لشركات الطيران الألمانية “ايه أي ار إي جي” أن الزيوت النباتية المصنوعة من النباتات الزراعية على وشك دخول ساحة المنافسة مع الوقود التقليدي.

وتسعى هذه الجمعية لتعزيز فرص أنواع الوقود البديل الأقل ضررا بالبيئة بسبب قلة نسبة ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراقها.

ويعتقد بوزيه بأن الأجيال القادمة من وقود الطائرات ستكون على الأرجح مصنوعة من الطحالب لأن الطحالب لا تستحوذ حسب بوزيه على مساحات كبيرة من الأراضي ولا تضيق على المنتجات الزراعية وتنتج كتلة احتراقية كبيرة في مكان ضيق وهو الخراطيم والمواسير أو المصافي وتصل نسبة الزيوت بها إلى 70%، وهي نسبة شبيهة بالزيوت النباتية.

ولكن ثمن الوقود المستخرج من هذه الطحالب يظل مرتفعا جدا مقارنة بثمن الوقود التقليدي حسبما أوضح أندرياس مولر، أحد منسقي مشروع يوليش لإنتاج الطاقة من الطحالب والذي أشار إلى أن سعر هذا الوقود يرتفع خمس إلى عشر  مرات عن سعر الوقود التقليدي.

بدأ باحثو يوليش بحوثهم بالتعاون مع 11 شريكا واستهلوا هذه البحوث بدراسة الجدوى الاقتصادية لهذه الزيوت ومدى استدامتها.

وتساهم الحكومة الاتحادية في دعم هذه البحوث بـ 7ر5 مليون يورو.

وبموازاة بحوث الجدوى يبحث العلماء أيضا عن طحلب من نوع خاص “طحلب خارق” يكون الأنسب لاستخدامه في إنتاج وقود الطائرات، طحالب تنتج وتمتص أكبر قدر ممكن من ثاني أكسيد الكربون ولا تشبع من الشمس.

وأوضح نيدبال أن: “الطحالب التي تنمو في الطبيعة تعتمد بشكل أساسي على ضوء الشمس و تخزن هذا الضوء ثم تبعثه مرة أخرى في الطبيعة عندما يصبح أكثر من اللازم، نريد أن نربيها بشكل يجعلها تستمر في الاستفادة من الضوء وذلك لزيادة فعاليتها..”.

إنه البحث الشهير عن الإبرة في كومة القش “فهناك نحو 40 ألف نوع من الطحالب معروفة لدى العلماء، بل وهناك تقديرات بأن عدد الطحالب يصل إلى مئات الآلاف” حسبما أوضح أندرياس مولر.

وتوقع مولر أن تصبح هذه الطحالب ذات جدوى اقتصادية جيدة عندما يتوصل الباحثون للطحلب الأنسب.

كما أوضح بوزيه أنه من الممكن استخدام الوقود المصنوع من الطحالب في تشغيل الطائرات في الوقت الحالي فعلا “حيث تستطيع المحركات الحالية للطائرات استخدام جميع أنواع الوقود البديلة”.

وأشار بوزيه إلى أن باحثي مركز يوليش يحتلون مركزا رياديا بين باحثي أوروبا فيما يتعلق بالمساحة المزروعة من الطحالب حيث بلغت هذه المساحة 1500 متر مربع.

ورغم ذلك فإن الكمية التي تنتجها هذه المساحة من الوقود سنويا لا تكفي لدفع طائرة مسافة بعيدة حيث تشير تقديرات الباحثين إلى أن هذه الكمية تكفي الطائرة للتحليق ست دقائق فقط.

أخبار ذات صله