fbpx
الجمعية العدنية …بين اليابلي والعوبلي!

 

 دستور حزب البيومي وجرجرة وفي أول مادة له العمل على تحقيق (وحدة اليمن الطبيعية)! بالإشارة للمقالة الرائعة للأستاذ القدير نجيب اليابلي والمكرس للذكرى (65) لتأسيس الجمعية العدنية…

ذكرى للتذكير بضياع الجمعية وضياع الجنوب بعدها. الأحد 29 يونيو 2014 12:03 صباحاً … وما تضمنه من معلومات هامة وقيمة عن الجمعية العدنية وتأريخ الحركة الوطنية والتحررية في الجنوب في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم- القرن العشرين.

فإنني أورد لمزيد من المعرفة بعض مما كتبه الأخ محمد حسن العوبلي وزير المعارف ثم رئيس حكومة اتحاد الجنوب العربي الفيدرالية وفي عامها الأخير في 1967م. وذلك حينما أشار إلى إن الجمعية العدنية انقسمت على نفسها بعد أقل من خمسة أعوام على تأسيسها, وأنشق عنها شخصيات وقوى سياسية عدنية متجاوزة لها أي للجمعية العدنية ولأطروحاتها الفكرية والسياسية المنغلقة على عدن وعدننة كل شيء ورفض كل ما هو عربي أو جنوبي , سواء من المحميات الغربية القريبة والمجاورة لعدن مثل لحج وأبين وما جاورهما من سلطنات وإمارات ومشيخات تمتد حتى الضالع ويافع والعوابل ( الشعيب ) حاليا . أو تلك المحميات الشرقية البعيدة, والمترامية الأطراف حتى حدود عمان. فقد انشق حسين علي البيومي وشكل حزبه الخاص الحزب الوطني الاتحادي وأمينه العام عبد الرحمن جرجرة والناطق الرسمي والإعلامي هو محمد حسن عوبلي والذي اصدر صحيفة ذلك الحزب المعروفة بصحيفة العروبة اليومية لسان حال ذلك الحزب الذي سمي فيا بعد بالجبهة الوطنية المتحدة. وقد كان ذلك الحزب أو الجبهة, فيما بعد, كان يعارض ويتعارض كلية مع ما نشأت من أجله الجمعية العدنية وانغلاقها وانحسارها على عدن ورفض كل ما هو غير ذلك لا سياسيا ولا وظيفيا ولا تشريعيا, ولا نستغرب أبدا بأنه قد كانت المادة الأولى من دستور ذلك الحزب أو الجبهة لاحقا (( العمل على تحقيق (وحدة اليمن الطبيعية)! لأول مرة في تاريخ الأحزاب والساسة في عدن والجنوب بوجه عام)) العوبلي . ص 60, كحق الترشح في المجلس التشريعي العدني وحكومة عدن المنبثقة عنه, ودعوة البيومي إلى تعريب كل شيء بدلا من شعار العدننة للجمعية العدنية. – محمد حسن العوبلي , كتاب اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي, ثم تشكلت الجبهة الوطنية المتحدة, 1954م ,والتي لم تعمر طويلا حسب رأي العوبلي, ص وقد انطلقت على إثر ذلك المظاهرات المنددة بالانتخابات للمجلس التشريعي العدني الصرف رغم قمع القوات البريطانية للجماهير المتظاهرة والمتهمة بالإثارة لأعمال الشغب, ومقاومة ورفض التشريعات الخاصة بانتخابات المجلس التشريعي على الأساس العدني الصرف واستبعاد كل من كان ليس بعدنيا حسب تلك التشريعات حينها. إلا إنه وفي نهاية المطاف انتصرت تلك التظاهرات وتلك القوى السياسية المنسلخة عن الجمعية العدنية وفرضت تعديلات شملت حق الترشح والانتخاب لغير العدنيين في ذلك المجلس التشريعي وإن كان بنسبة ضئيلة. وكان ذلك في العام 1959م . محمد حسن العوبلي , كتاب اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي,( ص 27) وبعد عامين فقط على تأسيس الجمعية العدنية في 1949م حدث أن انسلخت الرابطة عن الجمعية العدنية في العام 1951م .

والتي لم يكن يروق لها أطروحات الجمعية العدنية حول الجنوب, في حين كانت الرابطة تقتصر فهمها للمنطقة بالجنوب العربي بكل محمياته الشرقية والغربية. وكانت تطالب بتوحدها في كيان واحد بما في ذلك عدن ذاتها. وفي الوقت ذاته انسلخ عن الرابطة كل من الأستاذ عبد الله عبد الرزاق باذيب وشكل اتحاد الشعب الذي كان أمميا وليس قوميا عربيا فحسب, كما فعل قادة الجبهة القومية المنسلخين عن الرابطة برآسة قحطان محمد الشعبي الذي كان ذو فكر قومي عربي تحرري وامتدادا لحركة القوميين العرب .

وهنا نجد أن الكل أنفضوا من حول محمد علي لقمان وجمعيته العدنية وتركوهم قائمين لوحدهم يندبون حظهم الانعزالي الضيق والذي لا يرى من السماء سوى فوهة البئر, وحتى الساسة البريطانيين وكل المندوبين السياسيين والمستشارين الإنجليز نصحوا قادة الجمعية العدنية بان قيام دويلة مستقلة لعدن وحدها في الجنوب والجزيرة العربية أمر غير وارد ولا يمكن القبول به. كما انسلخ الأصنج والباسندوة عن الجبهة الوطنية المتحدة وشكلا حزب الشعب الاشتراكي والمرتبط أساسا بالحركة العمالية اليمنية في عدن ومؤتمرها العمالي الذي كان يرفض سياسات الجمعية العدنية والمجلس التشريعي وقوانينه الجائرة تجاه العمال في عدن سواء العدنيين آو الجنوبيين آو اليمنيين منهم. وأصبح الكل من القوى السياسية العدنية والعمالية ترفض سياسات الجمعية العدنية البريطانية المنشأ والانعزالية في التوجه السياسي والمنغلقة على ذاتها. ناهيكم عن التحول الكبير الذي طرأ على رئيس وزراء عدن المكاوي وتبنية لسياسة التحرر من التبعية الاستعمارية ولجوئه لمصر عبد الناصر حينها وتشكيل التنظيم الشعبي الموائم لجبهة التحرير ويكاد يكون جناحها العسكري. كما أننا نجد الكثير من الكتاب والمؤرخون يؤكدون كل ما ذكر آنفا , ومنهم على سبيل المثال الدكتور محمد عطية المصري في كتابه النجم الأحمر فوق اليمن ( تجربة الثورة في اليمن الديمقراطية ) في طبعته الأولى الصادرة في العام 1974م .

وكذا المستشرق الروسي فيتالي ناؤومكين وذلك في كتابه المعروف ( الجبهة القومية في الكفاح المسلح من أجل استقلال اليمن الجنوبية, والديمقراطية الوطنية) الصادر في العام 1984م. وكذلك الكاتب البريطاني المستشرق ر.ج.جافن, في كتابه ( عدن تحت الحكم البريطاني 1939-1967م الصادر عن مطابع جامعة عدن في العام 2013م وتقديم الأستاذ هشام علي بن علي .. حيث ورد في ص, 303 من ذلك الكتاب ما يلي ( والأكثر أهمية في الإزعاج اليومي كان تأثير عدم الوضوح الإداري حول صياغة مستقبل عدن, خلال مرحلة ما بعد الحرب (( ويقصد الحرب العالمية الثانية )) كانت المصالح والاهتمامات الإمبريالية البريطانية في الأجزاء الأخرى من العالم قد ألبست برداء جديد ومثير للأمل ومقبول من التقدم الدستوري التدريجي وعلاقات سياسية أكثر ليبرالية مع السكان المحليين واعتبرت القومية قوة صاعدة يمكن أخذها بالحسبان. ) في الوقت الذي كانت عدن ترفض تلك الإستراتيجية البريطانية وترفض أي تقارب أو توحد مع الجنوب بكل محمياته الشرقية منها أو الغربية القريبة منها وبالذات لحج والعقربي. الأمر الذي جعل البريطانيين ينشئون مدينة خاصة لحكومة الاتحاد في حدود العقارب وسمية بمدينة الاتحاد والتي تعرف اليوم بمدينة الشعب. وما حادثة فنبلة مطار عدن الدولي حينها والمستهدفة للمندوب السامي تريفاسكس وبعض من وزراء حكومة الإتحاد الفيدرالي المزيف البريطاني الصنع وبامتياز إلا خير دليل على الرفض العدني لدمج عدن في حكومة الإتحاد مع سلاطين الجنوب وأمرائها ومشايخها , وكيف وأين درب منفذها ومن قبل من!؟ فهذا بحاجة لموضوع منفصل يفند كل ملابساته ومعانيه ومغازيه السياسية. وكيف تحول الخليفة إلى بطل عدني فاق كل وصف. ومن الأسرار التي أعتقد إن الكثيرين مننا جيل اليوم لا يعرفها هو ذلك الموقف الذي شرحه العوبلي في كتابه المشار له أعلاه والذي يلخص مدى الرفض العدني للجنوبيين بكل سلطناتهم ودويلاتهم السياسية التقليدية والقبول بالتحالف معهم في الحكم في ظل الدولة الفيدرالية الاتحادية البريطانية الصنع والكلام هنا للعوبلي:- ((الجمعية العدنية تقترح الأمير عبد الإله ملكا على عموم الجنوب العربي؟ كما قدمت الجمعية العدنية ووزرائها مشروعا سريا للحكومة البريطانية ونبهوا بريطانيا إلى التناحر الممكن بين الحكام وما يترتب عليه من نتائج سيئة قد تجر البلاد كلها إلى الفوضى … وعدن كميناء دولي وتجاري حر لا تريد الفوضى , بل الاستقرار..وأكدت عدن أن الحكم النيابي والانتخابات لا يمكن أن تكون ذات جدوى في مناطق لم تمارس هذا النظام. ولكي تقضي على سلطة الحكام القبليين وتصفيتهم… اقترحت الجمعية العدنية بصورة سرية قدمتها لوزير الخارجية البريطانية بأن البلاد البدائية لا تصلح للحكم الجمهوري بل للحكم الملكي… وعليه ومن وراء ظهور حكام الولايات قدمت الجمعية العدنية اقتراحا لحل الإشكال على أساس تكوين ” مملكة الجنوب العربي ” ورشحت الأمير عبد الإله الوصي على عرش العراق ليكون ملكا على الجنوب العربي خاصة وأن ثقافته تتفق مع ثقافة العدنيين شريطة أن تكون عدن عاصمة للمملكة الجديدة, وأن ينادى بالأمير عبد الإله ملكا على المنطقة بعد تولي الملك فيصل الثاني ملك العراق مقاليد الحكم. وقد صادف هذا الاقتراح العدني موافقة الأمير عبد الإله وبعض الساسة البريطانيين..

ولكن المذبحة الدموية في بغداد التي قام بها للواء عبد الكريم قاسم وضعت حدا لهذه الفكرة.. ولما كنت قد اشتركت في هذه المباحثات السرية شخصيا مع أقطاب الجمعية العدنية فإني أقول وبكل تأكيد أنه لو لم تقم الثورة العراقية لكان الأمير عبد الإله ملكا على الجنوب العربي من عدن حتى مسقط وعمان ولانتهى السلاطين والأمراء بطريقة دستورية بسيطة لأن مجلس عدن التشريعي كان الجهة التي ستنادي بالأمير عبد الإله ملكا على المنطقة…ولقد كان مصرع الأمير عبد الإله صدمة كبرى للشعب العدني خاصة. ومن العجب العجاب إن حكام المحميات لم يعلموا شيئا عن هذا المخطط الأنجلو- العدني… ويقيني أنهم يجهلونه تماما… وثمة سبب آخر خفي لترشيح الأمير عبد الإله لعرش الجنوب … فقد أرادت حكومة عدن ” أو بالأصح الجمعية العدنية والوزراء العدنيون في حكومة عدن” مجابهة الأمام الهاشمي الأصل أيضا …وهكذا يجد أمام اليمن نفسه في موقف حرج… وطبعا كان هذا قبل ثورة اليمن التي أطاحت بالإمامة في اليمن. واعتقد أن الكثيرين في العالم العربي يجهلون أن عدن ميالة إلى النظام الملكي مع برلمان منتخب… إذ يضفي على البلاد الاستقرار الذي تحتاجه بدلا من النظام الجمهوري الذي لا يثبت على حال..

وخصوصا في الجزيرة العربية. وبمصرع الأمير عبد الإله انكمشت عدن من جديد وعادت إلى مطلبها الأول وهو الحكم الذاتي ثم الاستقلال لا كجمهورية , بل كدولة ذات طابع خاص بالنظر إلى مركزها الفريد في التجارة العالمية. العوبلي ( ص 81 )).

ولندرة ذلك الكتاب فإنني أرفق للقراء الرابط الخاص به للتمكن من قراءته عبر النت وببرنامج ا لبي دي إف. وهو التالي:- رابط كتاب اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي لكاتبه رئيس حكومة اتحاد الجنوب العربي محمد حسن العوبلي. http://www.mediafire.com/view/xizu8pe6oltfow2/%D8%A5%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84+%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7+%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%86+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A.pdf .

وفيما يتعلق بمرحلة 1964 حتى 1967م وما رافقها من أحداث سياسية هامة وصراعات بين القوى فهذا نتركه لمواضيع قادمة إن شاء الله وكما يقال فللحديث بقية. د. مفتاح علي أحمد