fbpx
تقرير: مسبحة رمضان باليمن.. من الخرط إلى التكتيف
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

ما إن يطل شهر رمضان المبارك في اليمن حتى تجد “المسابح” أو “السبحات” أمامك في كل مكان .. في الجولات والمحلات، حيث يكثر بائعي وحاملي المسابح في هذا الشهر الكريم.

 

ويجد الأصدقاء والزملاء رمضان فرصة لتبادل المسابح كهدايا، فهي بنظر حامليها وسيلة مساعدة لمعرفة الكم من التسبيح والاستغفار، كما أن المسبحة هي الهدية الأساسية للعائدين من الحجاج والمعتمرين لذويهم وأحبائهم.

 

والمسبحة أو السبحة مشتقة من فعل التسبيح وهو تفعيل من السبح والذي هو المجيء والذهاب ومأخوذة من قوله تعالى ” إن لك من النهار سبحاً طويلاً”.

 

ويدفع الإقبال الكبير من اليمنيين على اقتناء المسابح في شهر رمضان إلي تحولها لتجارة مربحة يستفيد منها الباعة المتجولون وأصحاب المحلات الذين يجلبونها لمحلاتهم غالباً في رمضان فقط ليعرضوا أنواع مختلفة ومتباينة من المسابح لونا وعددا.

 

ويوضح خالد الحبيشي (صاحب محل) أن غالبية المسابح الموجودة في السوق اليمنية هي من النوع الصيني والإيراني والهندي رخيصة الثمن،حيث يتراوح سعرها بين 50-200 ريال يمني، مشيراً إلى أن المصنعين لا يحرصون على جودتها بقدر اهتمامهم بالألوان الجميلة والزاهية وليكون بمقدور الناس شرائها.

 

وتتباين آراء الناس في الشارع اليمني بخصوص استخدام المسبحة ففي حين يرى رضوان محمد (طالب جامعي) أن استخدام المسبحة في رمضان فقط هو تظاهر لا داعي له.. ويؤكد أن الاستغفار أو التسبيح لا يحتاج مسبحة فهو بحسب قوله يستخدم أصابعه لحساب الكم من التسبيح والاستغفار.

 

في حين يناقض زميله علي الوائلي هذا الرأي ويوضح أن استخدام المسبحة في شهر رمضان ينبع من روحانية هذا الشهر الذي فضله الله سبحانه وتعالى عن كثير من أشهر السنة.. ويقول” أنا أحرص دوماً على شراء مسبحة في رمضان لكن بعد أن ينتهي الشهر لا استخدمها كثيراً، مثلما يفعل الكثيرون”.

 

وتعد المسبحة المعروفة في اليمن بالمسبحة اليسر هي أغلى أنواع المسابح، وتتكون من نوع من أنواع الأحجار الثمينة التي تصنع منه المسابح وتطعم بالفضة وأنواع من الفصوص، ويقول احد بائعي المسابح أن هذه المسبحة تفوح منها رائحة طيبة إذا ما تم دعكها باليد، وتتنوع إحجامها وعدد حباتها بين الثلاثة والثلاثين حبه إلى التسعة والتسعين.

 

ويشير بائعي المسابح في صنعاء إلى أن الطلب على هذا النوع من المسابح لا يكون إلا من هواة المسابح أو كبار السن ذوي الدخل العالي لأن أغلبية الناس لا تهتم بنوع المسبحة والمادة المصنوعة منها لذلك يفضلون النوع المتواجد والأرخص والذي يمتلئ بالأسواق وفي أيدي البساطين والباعة المتجولين خاصة في هذا الشهر الكريم.

 

والمسبحة رغم ارتباط معناها اللفظي والاستخدامي بالعرب والمسلمين إلا أن البحث عن الجذور التاريخية لها يجرنا إلى تأريخ تعامل الإنسان مع الأحجار الكريمة وغيرها ضمن معتقداته منذ أقدم العصور.

 

وتشير المصادر التاريخية في تحديد نشأة المسبحة اليدوية وبدايتها، فقد ذكرت بعض هذه المصادر أن الهنود هم أول من استخدم هذا النوع وأبدع به، والبعض الأخر أرجعها إلى أقدم من ذلك وقد ربطهما بعلاقة وطيدة مع كل الديانات القديمة.. وقد استخدمها كَهَنة تلك العصور في أداء بعض طقوسهم وعباداتهم لأجل التقرب للآلهة التي كانوا يعبدونها.. كما وقد استخدمها البعض في ممارسة السحر والشعوذة.

 

وكانت تصنع في ذلك الوقت من مواد مختلفة منها الصخور وأحجار الجبال وعظام الموتى وأسنانهم وكذلك جذور الأشجار بالإضافة إلى المعادن والكائنات البحرية مثل القواقع والأصداف.

 

وأشار آخرون إلى أن العرب عرفوا هذا النوع من المسابح بعد الفتوحات الإسلامية التي قاموا بها إبان انتشار الدولة الإسلامية..

 

وقد خالف البعض هذه الأقوال ونسبها إلى أصل عربي وأرجع ولادتها وظهورها إلى الإسلام، وكانت تصنع في بدايتها من الطين المجفف لغرض التسبيح والاستغفار.

 

وبين اختلاف الآراء والطرق إلا أن المسبحة قد فرضت وجودها عبر حقب التاريخ المتلاحقة،فما زال هذا الكنز القديم الجديد متداولاً بين أيدي الملايين من البشر وبخلاف أجناسهم وألوانهم وتفاوت أعمارهم.

 

أنواع المسابح ومراحل صنعها هناك نوعين شائعين من المسبحات بعدد الحبات

 

الأولى يستخدم فيه (99) حبة وقسم فيه المسبحة إلى 3 أقسام متساوية كل قسم أو جزء يحوي على (33) حبة تفصل بينها (حبتين صغيرتين) مختلفين من حيث الحجم تعرفان بـ ( الشواهيد) أو (الدرك) وكذلك تحتوي هذه المسبحة على (الشاهد الكبير) الذي يكون في مقدمة المسبحة، وتستخدم هذه المسبحة بشكل خاص في الصلاة، حيث يقوم المصلي بضبط عدد التسبيحات من خلال هذه الحبات.

 

أما النوع الأخر فيكون مجموع حبات المسبحة فيه ( 33) حبة فقط مقسم إلى ثلاث أجزاء أيضاً كل جزء يحتوي على (11) حبة تفصل بينها حبتين كسابقتهما يعرفان بـ(الشواهيد) وتكون حبات هذه المسبحة مختلفة الأحجام وحسب الرغبة ويستخدمها الكثير لأغراض المتعة والتسلية.

 

أما بالنسبة لمراحل صنع السبحة، تبدأ باختيار نوعية الخام، ثم مرحلة الخرط والثقب، والصقل والتهذيب والتلميع، والتطعيم والجلي، وأخيراً النظم ثم التكتيف. وتتكون السبحة عادة من عدد الحبات ثم الشواهد-الفواصل- والمآذن والتي تسمى أيضاً بـ”الإمام”.

 

ومن المواد الخام التي تستخدم في صناعة السبح اللؤلؤ والعنبر واليسر والكهرمان وبذور النباتات وخشب الورد والخشب والعاج والعظام والقرون والأحجار الكريمة والخزف والبلاستيك والزجاج، خشب الصندل والأحجار الكريمة والمعادن.

 

وأشهر المناطق عالمياً في مجال المسابح وبالرتبة الأولى هي (ألمانيا) وتأتي بعدها تركيا ومن ثم محافظة (الموصل) العراقية، أمّا بالنسبة لأرقى أنواع عديدة ومتنوعة من أهمها الكهرب والعاج واليسر والباي زهر والنارجيل والسندلوس وغيرها.

* المصدر: رأي اليوم

أخبار ذات صله