fbpx
الاعلام الجنوبي .. بين الصعود والسقوط (1)

اديب السيد

يعاني كثيراً، إعلامنا الجنوبي الواقع بين صعود الرسالة الاعلامية الحقيقية، وبين هبوط اعلاميين كثر رأوا في الاعلام بأنه أداة ” وسيلة ” يمكن استخدامها لتلبية حاجات ورغبات تسير ” خارج السياق ” الجمعي والوطني .
ومن واقع تجربتي مع كثير من الوسائل الاعلامية، منذ ما قبل انطلاق الحراك الجنوبي، وخلال مسيرته التي تعرض فيها لمنعطفات حساسة وخطيرة، فإن المرحلة الحالية هي الأكثر خطورة من بين كل المراحل السابقة، حتى انه يكاد ان يذهب بنا القول، انه لم يعد اليوم من إعلام جنوبي موجود على الساحة سواءَ ” مسموع – مشاهد – مقروء عبر الصحف او شبكة الانترنت” إلا القليل منه جداً، الذي يلتزم الصمود امام اغراءات عديدة.
لقد مر الإعلام الجنوبي وكذلك الإعلاميين، بمراحل غاية في الصعوبة، وتعرضوا للعديد من الانتهاكات، وكانوا بين التهديد والوعيد، والترغيب والترهيب، فسقط إعلاميون كثر في فخ أدوات وأساليب كانت تريد استهداف الحراك ومسيرته الثورية والإعلامية، ولحقتهم وسائل إعلامية، فيما تم إغلاق صحف ومواقع الكترونية حتى وصل الأمر الى مرحلة ( الاستنزاف ) في واقع غاية في الصعوبة، وإهمال كبير من جانب الحراك الجنوبي السلمي، ومكوناته وداعميه والذي لم يستوعب ان الاعلام هو سلاح العصر ومن يقيم الثورات ويسقط الأنظمة والحكومات .
اليوم يمر الاعلام الجنوبي بمرحلة ( خطيرة )، وللمتابع الحصيف ان يقرأ توجهات وسائل إعلام جنوبية ارتبطت بالحراك الجنوبية وثورته، حيث باتت اليوم ( ساقطة ) في شرك وشباك أعداء ثورة الجنوب، او لنقل ( من يحاولون اختطافها)، وسواء كان ذلك بمقابل مادي، او تبعاً لأجندات معينة تم انشاء تلك الوسائل الاعلامية لخدمتها منذ سنوات داخل الثورة الجنوبية.
كصحفي جنوبي رافقت مسيرة الحراك الجنوبي الثورية، مررت بتجارب عديدة، مع وسائل أعلام جنوبية، او حتى شمالية ضمن التي كانت تعمل قبل 2011م، لمساندة الثورة الجنوبية، من منطلق مهني، او نكاية بنظام اليمن السابق الذي كان يقوده ” صالح ” .
إلا ان الانحراف الذي طرأ على اغلبية وسائل اعلام الشمال عقب ما سميت ” ثورة التغيير 2011م” كان انحرافا جوهرياً،ضد الثورة الجنوبية، استعجلت فيه تلك الوسائل الاعلامية اتخاذ موقف معادي للحراك الجنوبي، ضنا منها انه سينتهي بمجرد سقوط نظام “صالح “، فتم محاربة الحراك حربا ضروساً، ومنعت تلك الوسائل الاعلامية حتى مجرد ذكر ” الحراك الجنوبي كثورة”، إلا انها كانت تشد عزمها في مهاجمة الحراك، وزرع الشقاق والخلافات بين مكوناته، وقياداتها التي طالما تهافتت على التصريحات المعادية والمضادة لمكونات حراكية اخرى.
ومن هنا، نشأت وسائل اعلام جنوبية، اغلبها بجهود فردية، لكنها ما ان مرت بمرحلة نشوة نتيجة التجاء الحراك الجنوبي بها، للاستمرار في ثورته، ونقل صوته، حتى تم استقطابها ضمن مرحلة ما بعد 2011م، والتي تمت خلالها عملية ” تسوية سياسية ” في صنعاء، نصب بعدها ” عبدربه منصور هادي” رئيساً لليمن .
ولكون هادي منحدرا من الجنوب، ادى تأثير ذلك على نهج وسائل اعلام الجنوب، وكان ملاحظا انخفاض لهجتها تجاه التقلبات التي حدثت، حتى وصلت الى مرحلة استهداف الحراك الجنوبي .
كل ذلك حدث، الى جانب وجود مطابخ كان يمولها حزب الاصلاح اليمني بعدن، وانشأت مواقعا الكترونية باسم ” عدن ” فيما يدريها ضباط ومخبرون تابعون لحزب الاصلاح بتمويل ودعم مغري، منها مثلا( عدن بوست – وعدن اونلاين – وهنا عدن – بندر عدن – وعدن المستقبل ) وهناك عدد من تلك المواقع الاخرى مسماه باسماء مناطق جنوبية اخرى تعمل ضمن مطبخ الاصلاح في عدن، وشغلها الشاغل، استهداف الحراك الجنوبي السلمي، إلا ان بعض الصحفيين الجنوبيين النزيهين والمواقع التابعة لهم، كانوا لها بالمرصاد، وخاضوا معها سجالات عديدة، واوضحوا حقائق كثيرة، ووقفوا الى جانب الحراك الجنوبي، رغم الاهمال الكبير من قبل مكونات الحراك لتلك الوسائل الاعلامية الجنوبية الصامدة .
ومن واقع تجربتي الشخصية الاعلامية، اجزم القول ان هناك وسائل اعلام جنوبية وصحفيون جنوبيون نظيفون وبعيدون عن الاستقطابات المضرة بثورة الجنوب، ويعملون بمهنية ، في حين ان اخرين تركوا المهنية وباتوا يعملون اما لتحقيق مصالح، او ضمن مطابخ التسريبات الاعلامية، او لاجندة مضرة بثورة الجنوب.

• سقوط الاقنعة :

لقد سقطت اقنعة كثيرة، خلال مسيرة الحراك الجنوبي، ومثلما وقع قيادات بارزين كانوا في الحراك ضحية بعضهم بسبب إغراءات، وآخرين نتيجة استعجال المواقف، وآخرين تحت ذريعة العمل من الداخل، لا شك أن هناك بقية داخل الحراك الجنوبي، يخترقون صفوفه، فيما نواياهم تكمن في تحقيق مصلحة، او العمل ضمن أجندة محددة، سواءً داخلية او خارجية .
لكن من غير المنطقي ان تسقط وسائل إعلام جنوبية، أسوة بما حدث لتلك القيادات او الشخصيات الجنوبية، فسقوط وسيلة إعلامية يعني سقوط الى جانبها إعلاميون وطاقم إعلامي طالما ناضلوا يكل ما يملكون من أجل الشعب المحتل، ولناس المظلومين، والوطن المنهوب والمغلوب على أمره، وتعرضوا خلال نضالهم، لتعسفات، ومراحل خوف وتهديدات بالتصفية الجسدية او التعذيب النفسي والجسدي إذا ما تم اعتقالهم .
والمعادن الأصيلة، عادة لا تغيير، والمعاناة تصنع الجلد والصبر على الإغراءات والترغيب والترهيب، لكن ما حدث للأسف مع وسائل إعلام جنوبية، كان امرأ غير متوقعاً، حيث سقط النهج، وانقلب الصبر، وانهارت الإرادة، لاهثة خلف فتات الموائد وعبث التوجهات، ولكن أي توجهات، انه تلك التي تستهدف حصاد سنوات من النضال والصبر والمعاناة .
سقطت العديد من وسائل اعلام الجنوب، وباتت ضمن حاشية ( التراتيل المسبحة لجهات خارجية وداخلية )، تسعى لإيجاد لها يداً، داخل الجنوب القادم بدولته، ولو متاخراً .
ومع ان سقوط تلك الوسائل الاعلامية الجنوبي غير ظاهر، او بالأحرى سقوطا غير واضح لدى العوام من الرأي العام الجنوبي، إلا ان اعلاميون كثير يعرفون ذلك، ويخشون الافصاح عنها نتيجة لاعتبارات شتى، وجميعنا نضع تلك الاعتبارات محل النظر، لكن ان تكون على حساب ثورة الشعب المطحون، ودماء الشهداء والجرحى الذي حملوا ارواحهم على اكفهم من اجل الوطن الجنوبي، فهذا أمر لا يمكن قبوله، او المحاباة في شأنه، لما لذلك من خطر، ليس على بعض فئات الشعب الجنوبي الثائرة، بل حتى على مالكي تلك الوسائل الاعلامية الجنوبية ومستقبل عملهم ووسائلهم الاعلامية .

• ومن هنا يمكن القول ان تصنيف وسائل اعلام الجنوب يظهر كالتالي :
وسائل اعلام جنوبية تنتهج الابتزاز ( هجوم ومن ثم صلح بمقابل مادي )
وسائل اعلام جنوبية تنتهج ( الرشوة مقابل الخبر)
وسائل اعلام تعمل على تنفيذ اجندة خارجية
وسائل اعلام تعمل على تنفيذ اجندة داخلية
وسائل اعلام مبالغة في الخبر وفي التناول الاعلامي
وسائل اعلامية صادقة وثابته لكنها تعاني ظروف مادية صعبة، قد تجرها مستقبلاً الى مربع الهبوط .

• كما يمكن القول ان تصنيف الصحفيون الجنوبيون يظهرون كالتالي :
– صحفيون ثابتون وباقون على عهد الثورة الجنوبية .
– صحفيون مهنيون، واعتمدوا على ذلك منذ بدايتهم عملهم الصحفي .
– صحفيون يعملون بين الثبات والتقلب لظروف معينة .
– صحفيون سقطوا في وحل المادة والبيع والشراء .
– صحفيون يعملون ضمن اجندة محدد تستهدف الثورة الجنوبية .
– صحفيون يعملون ضمن مطابخ الاحتلال اليمني، بفصائله ” مطبخ هادي – مطبخ الاصلاح – مطبخ علي عبدالله صالح ” .

ونذكر لكم هنا ” اسماء ” وسائل الاعلام الجنوبية، التي تدخل اغلبها ضمن إطار العمل لأجندة مشبوهة، في تحول غريب منها، واستهداف مباشر لثورة الحراك الجنوبي، التي كانت الى وقت قريب تعمل ضمنه، مما اعطاها زخما في الشارع الجنوبي، واكسبها ثقة كبيرة، إلا ان تلك الثقة باتت متزعزعة بفعل التقلبات التي طرات مؤخراً على نهجها .
وعلى ضزء ذلك نذكر تلك الوسائل الاعلامية، على امل استكمال البحث، في قرائن ومقارنات تثبت تغييرات النهج، او تضعضع المسار والخروج عن نهج طالما مارسته منذ تأسيسها في اطار ثورة الحراك الجنوبي، حتى وان كانت بجهود شخصية .
اولاً القنوات :
– قناة عدن لايف .. وهي القناة الوحيدة التي تتبع ثورة الشعب الجنوبي السلمية ، وتبق من العاصمة اللبنانية بيروت بإشراف الرئيس ” علي سالم البيض ” .
ب- الصحف الجنوبية الصادرة من العاصمة عدن وهي :
– صحيفة الأيام اليومية المستقلة
– صحيفة الطريق اليومية – مستقلة
– صحيفة عدن الغد اليومية – مستقلة
– صحيفة الأمناء اليومية – مستقلة
– صحيفة القضية المستقلة – متوقفة
– صحيفة صدى عدن المستقلة – أسبوعية
– صحيفة الجنوبية المستقلة – يومين بالاسبوع
– صحيفة نبض الشارع المستقلة الاسبوعية
– صحيفة يافع نيوز المستقلة الاسبوعية

المواقع الجنوبية الإخبارية على شبكة الانترنت المهتمة بالوضع في الجنوب والمواكبة لثورة الحراك الجنوبي السلمي هي :
– محرك بحث ( الأيام الإخباري )
– محرك بحث ( أنباء نت )
– موقع قناة عدن لايف – يتبع قناة عدن لايف
– وكالة أنباء عدن
– شبكة صدى عدن
– يافع نيوز
– عدن الغد
– شبوة برس
– الأمناء نت
– عدن حرة
– عدن اوبزرفر
– حياة عدن
– عدن الحرة
– مدار عدن
– شحير نيوز
– شبام نيوز
– محرر نت
– ريتاج نيوز
– صحيفة الربيع العربي الالكترونية
– دمون نت – حضرموت
– الوسطى نيوز – حضرموت
– الوادي برس – حضرموت
– المكلا تايمز
– صدى الايام
وهناك العديد من المواقع الجنوبية التي يمكن معرفتها من خلال أداءها ونقلها بواقعية لكل الانتهاكات والممارسات والمعاناة التي يتعرض لها شعب الجنوب، مع ان بعضها باتت تعمل لحسابات اخرى مثلها مصل بعض الصحف الجنوبية ..

((يتبع – تقييم ومواقف شخصية مع وسائل اعلام)) .

ملاحظة : ساواصل نشر تجربتي الصحفية مع وسائل اعلام جنوبية، ولا بأس ان اضع مشاهداتي السابقة والحالية عن اداء وسائل اعلام الجنوب، ولكن دون ” ذكر اسماء اشخاص ” لعدم توفر الادلة والقرائن، فانا أتحدث عن تجربتي الشخصية، ومراقبتي للواقع المعاش من حيث كوني جنوبي، وهذا رأيي، متمنيا، من وسائل اعلام الجنوب في المقالات القادمة، تقبل الاراء والتقييمات، ودون أي زعل .
ومع اني كنت اريد ان انشر مقالاتي هذه، في المواقع، إلا انني اعلم ان اغلبها لن يقبل بالنشر، وهذا رأيي والحقيقة كما هي من وجهة نظري، ساكتفي بنشرها بحسب قدرتي في صحفتي على الفيس بوك .