fbpx
المستشار السياسي للمجلس الاعلى للحراك المحامي “علي هيثم الغريب” : الحوثيون انتصروا وصنعاء تلعب بالوقت الضائع (حوار)
شارك الخبر
المستشار السياسي للمجلس الاعلى للحراك المحامي “علي هيثم الغريب” : الحوثيون انتصروا وصنعاء تلعب بالوقت الضائع (حوار)

 


قال المستشار السياسي للمجلس الاعلى للحراك الجنوبي المحامي ” علي هيثم الغريب  ” : ان استيلاء الحوثيين على شمال اليمن يخضع للقواعد التي تخضع لها أي ثورة شعبية ، وأن  الموقف الدولي من تقدم الحوثي نحو صنعاء ينطوي على هدف غير منظور وهو اغرائهم بأخذ صنعاء .

مُشيرا إلى أنه يخطئ من يظن أن التركيز على سحق بيت الأحمر هو استكمال لمخطط مرسوم بعده سينتهي الحوثي من تقدمه بإتجاه صنعاء فإذا لم يدخل الحوثي صنعاء سيظل بيت الأحمر والاصلاح هما الحكام , فحرب عمران مصممة للوصول الى صنعاء.

وأردف بقوله :  أن الانتصار القريب للحوثيين سيشهد الخروج الفوري لأنصارهم من تحت أرض صنعاء وممارسة واجبهم ، وذلك في الحوار الهام لـ ” الطريق ” مع الأستاذ علي هيثم الغريب المحامي رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وهو احد رموز الحراك الجنوبي وأحد رموز الفكر والثقافة الجنوبية والذي يعد من اهم وادق من أسس الحراك الجنوبي وضحى من أجله , وهو يعرف جيدا الحراك وخفاياه نشوؤه وتطوره . وفي هذا اللقاء يلقي الاضواء على جوانب اخرى من واقع الحراك الجنوبي والأحداث الأخيرة في الشمال ، وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه ..

حواره : الإعلامي  علي حسين الجابري :


السؤال : الرأي العام في اليمن والجنوب كذلك يتأثران  كثيراً بالاعلام. والاعلام تسيطر عليه الأحزاب , وهو لا ينقل صورة الواقع والأحداث الحقيقية. ما تعليقكم على ذلك؟

 بعد ان اثبتت تجربة العدوان على الجنوب واحتلاله عام 1994م والحراك الجنوبي والحروب المتواصلة في اليمن ان الاعلام الحزبي المهيمن هو اعلام سلطة ، ويخدم اهداف الاطراف الحاكمة ونخبها ، وانه لا يكتب او يبث الا ما يخدم الاحتلال اليمني بشأن الجنوب , والطغمة الحاكمة بشأن صنعاء ، وهذا الامر ينطبق على الفضائيات العربية ايضا ، وفقد الكثير من صدقيته , وهنا اتجه جزء كبير من الراي العام في الجنوب إلى مواقع الانترنيت ، لذلك هناك نافذة يستطيع المواطنون الاطلال منها على الاحداث دون الاعتماد الكلي على الاعلام التابع للمؤسسة الحزبية الحاكمة ، وحتى لو افترضنا ان الراي العام مغسول الدماغ تماما فان ذلك يعطل قليلا او كثيرا الانفجار الرافض للاحتلال ولا يمنعه كليا.


السؤال : واضح أنكم متفاءلون من ضرب القوى القبلية والعسكرية التي دخلت الجنوب عام 1994م  من قبل الحوثيين , لكن تحليلكم لمجرى الأمور والأوضاع يبتعد عن تناول المشهد اليمني الداخلي الذي له تأثير قوي على مصير التواجد اليمني في الجنوب ؟

 المشهد اليمني الظاهري , وليس الإنتصارات الحوثية فقط , ليس هو المعيار الصحيح اثناء تحليل الاحداث ، رغم انه مؤشر مهم جدا يؤكد كل تحليلاتنا في المجلس الأعلى للحراك السلمي ، بل ان المشهد اليمني المموه وغير المرئي بوضوح هو المعيار الحاسم ، وهذا المشهد يتأثر بشدة بما يجري من تقدم الحوثيين تجاه صنعاء. ما الذي اقصده ؟ ان من يحكم اليمن ليس الرئيس ولا الحكومة التوافقية في الواقع، بل القوى القبلية والعسكرية التي هزمت في صعدة وعمران , الحكومة والبرلمان في اليمن والاعلام واللوبيات، انما تمثل مصالح كتل قبلية وعسكرية وتجارية ، وهؤلاء وصلوا الى مواقعهم بفضل ثورة 26 سبتمبر 1962 ، وهنا تكمن قوة القبائل الحاكمة وعناصر ضعفها بنفس الوقت ، فالدولة هي مسوق لمصالح تلك القوى الاقتصادية ، وهي مصالح اقتصادية واعمالا خيرية ، ومساعدات خارجية وقروض ومشاريع استثمارية. لذلك فان ما يقرر الموقف الاتفاقات بين الاطراف المتحاربة في صنعاء(بإستثناء الحوثي) في نهاية المطاف هو ميزان الخسارة والربح وليس اي اعتبار اخلاقي او سياسي . ان الحكم ليس من أجل الشعب وانما هو شركة كبرى لها مصالح ، هكذا تركب الحكم في اليمن ,وما قصة شركات الاتصالات  والأراضي الجنوبية المنهوبة وكذلك أراضي الحديدة ,وشركات النفط والاسماك الا مثال واضح على ذلك . وغطاء التدين ( فتاوي الزنداني والديلمي ) ما هو الا حيلة ايديولوجية مفضوحة لا تختلف عن حيلة امراء الحروب في الجنوب وصعدة …. ثم أن ثورة سبتمبر من القرن الماضي التي ساهمت، بقوة وحسم ، في عزل ودحر الحكم الإمامي في اليمن الذي كان يمكن أن يتطور أفضل من تطور مسار ثورة سبتمبر.  وأعتقد أن هذا هو المحرك الاساسي للقوى الحوثية.علينا ان لاننسى ان الحركة الحوثية قد انطلقت مباشرة بعد ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية التي جاءت من خوف صنعاء على دعم الجنوب من قبل السعودية ,ولمعرفة الحوثيين أن الجنوب لم يهزم على أيدي قوات صالح بل على أيدي الأفغان العرب ومليشيات الاصلاح.انني اذ اذكر كل ذلك فلانني اريد ان الفت النظر الى طبيعة الحكم والحرب في اليمن ، وهي كلها تخضع للقواعد التي تخضع لها اي صفقة تجارية اي الربح والخسارة . ففي اللحظة التي يتم التاكد فيها من ان كفة الخسارة قد تغلبت وان لا امل في تغيير ذلك ، سيتخذ نفس من قرر غزو الجنوب قرار الانسحاب منه ، لان مشائخ اليمن وضباط الجيش وعلماء الدين قد أصبحوا تجار ومستثمرين غير مستعدين على الاطلاق للتعرض لخسائر كبرى من المستحيل تعويضها .وحرب الحوثي دليل على ذلك.

ان من اعظم مميزات الحوثيين هي انهم ركزوا اساسا على التاثير على المصالح الكبرى لبيت الأحمر والزنداني وعلي محسن الأحمر وحميد الاحمر وليس على الراي العام فقط كما سيحصل في صنعاء في قادم الأيام. فاذا دمر الحوثيون أملاك هذه الوجوه الحاكمة يعني أنها ماتت , وحتما سيمسك الحوثي بمسقبل التجارة ، ومن ثم سيتحكم بمستقبل القوى المنافسة الأخرى ، لان من يمسك بحنفية البنك المركزي والنفط والاتصالات يستطيع فرض شروطه على الاخرين المحتاجين له .اضافة لذلك افترض الحوثيون ان التدمير الشامل لأملاك حكام بيت الأحمر والزنداني سيسمح بتحويله الى انموذج لحربهم القادمة ، تتم فيه عملية سهلة وهي اعادة تركيب ، وليس اعادة ترتيب ، كل أطراف الحكم ، بطريقة توفر فرص الاستقرار السياسي على قاعدة قوة الدولة وليس قوة القبيلة من جهة ، والخضوع التام للحوثيين من جهة ثانية .


السؤال: ألا ترى أن الأمر أعقد من مواجهة عسكرية بين الحوثيين والجيش فحسب، وأن كل شيء قابل للانفجار في صنعاء وذمار وأب؟؟  
 نعم ان الامر اعقد واكبر من مجرد مواجهة عسكرية ، فما يجري في صنعاء وحولها هو صراع ارادات إستراتيجية متضادة ، بين مشروعين تاريخيين : المشروع الزيدي ,الذي يمثله الحوثة ، والمشروع التوسعي السلفي-القبلي-العسكري المشترك والذي لا يوجد وجه مقبول يمثله حتى الآن , لذلك فان الصراع بين الحوثي وأطراف الحكم السابقة والحالية يستبطن تصادم استراتيجيات ومذاهب أقليمية، لا مجال للتعايش بينها ما دام المجال الحيوي لكل منها هو الاستيلاء على السلطة . وهذا الامر يفسر حدة موقف الحوثيين  تجاه دماج وحزب الاصلاح ورفض اي مساومة او حل سياسي معه ، يمكن أن تحل الخلافات بين امريكا وايران ولكن لا يمكن أن تحل بين الأطراف الحالية المتحاربة حول صنعاء. ان الفشل الساحق لحزب الاصلاح وقياداته القبلية والعسكرية والتجارية ، يطلق تفاعلا متسلسلا خطيرا لا يفشل مخرجات ما يسمى بالحوار الوطني ، بل انه ايضا ينهي ، والى الابد ،طموحات تلك القوى القبلية المتخلفة ، لذلك فان نظام صنعاء الذي وصل الى قناعة تامة منذ نيسان – ابريل من العام 2004 بان الانتصارعلى الحوثيين مستحيل ، وضع خطة لعدم التدخل في حروبه الأخيرة كلها.

الآن وبعد استيلائه على عمران سينقل المعركة اعلاميا وسياسيا(وليس عسكريا) الى جبهة صنعاء ، لخلخلة الوضع هناك والعمل على تدمير ما تبقى من املاك بيت الأحمر , وليس لاسقاط النظام هناك، بالضغط والدعاية وتحريك الأنصار ، وربما بتحريك انقلاب عسكري من طرف آخر ، وصناعة وضع يكون فيه الحوثي مضطرا للتدخل .وهذا يؤكد الحقيقة الاستراتيجية الاساسية للحوثيين ، وهي ان معركتهم الاساسية ستدور في صنعاء وليس في غيرها .


السؤال: مكونات الحراك الجنوبي السلمي ، تضم فصائل عديدة، أبرزها المجلس الأعلى للحراك والمجلس الأعلى للثورة السلمية ، وكثيرون يتساءلون حول حقيقة علاقة ذنك المكونين بالحركة الحوثية . ألا تشعر أن هناك أساءة قد تلحق بالحراك بشكل عام حين يرتبط بتلك العمليات التي يقوم بها الحوثي .. لماذا لا يحاول المجلسان توضيح موقفهما من هذه الجماعات، أم ان عملياتها تخدم أهداف الحراك الجنوبي السلمي؟

 العلاقة بين الحراك والحوثيين اكذوبة كبرى من صنع الأجهزة الأمنية ، هدفها تشويه صورة الحراك السلمي! وهنا اود التاكيد على انه ليس صحيحا ان المجلسين لا يعلقا على ذلك , ففي بياناتهما يوضحان هذه الامور ، لكن الحراك بشكل عام وبسبب وضعه الخاص جدا ، بصفته المستهدف الاول من قبل الاحتلال، والمعرض اكثر من غيره للاجتثاث الجسدي والسياسي ، تبنى، كما هو معروف ، خطة سياسية بالغة الحذر والدقة لضمان حماية الحراك الجنوبي من التهم الجاهزة ومن الإختراق .



السؤال: ما هو موقف المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب من الأحزاب ، وخصوصاً ان هناك موقفاً واضحاً تعبر عنه تلك الأحزاب برغبتهم في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهم المعارضون للحراك الجنوبي ، والمجلس الأعلى للحراك لا يعترف بمخرجات الحوار الوطني ولا الدستور , وكذلك تأثير هزيمة السنة في شمال الشمال يمكن أن ينتقل إلى الجنوب؟

المجلس الأعلى للحراك يقف بقوة ضد الاحتلال اليمني , وضد كل تكتل طائفي، سنيا كان او شيعيا لان الشعب الجنوبي شعب مسلم ، ولعبة الطائفية هي من اهم تكتيكات المخابرات العالمية ، لذلك يقف المجلس الأعلى للحراك بصلابة ضد اي طرح طائفي في الجنوب. أما بشأن الأحزاب اليمنية أولا علينا أن نعرف أن هذه الأحزاب هي من إنتاج المشائخ والعسكر والتجار اليمنيين , نتاج ورد فعل على مشروع الوحدة الذي أعلن عام 1990م ، وهي أحزاب مرفوضة شعبيا في الجنوب . والأحزاب اليمنية ، اذا استثنينا افراد منها ، تبقى عبارة عن مجموعات لاتملك قاعدة شعبية في الجنوب ، وتفتقر الى النضج الوطني، الذي يجعلها تضع مصلحة الوطن فوق طموحات افرادها ، اضافة الى انها تضم عناصر مشبوهة ودموية , ارتكبت أبشع الجرائم ضد الشعب الجنوبي .

وحتى لو مررت هذه الأحزاب الدستور بالتزوير والكذب فإن شرعيتهم ستكون ناقصة في اليمن كلها فما بالك في الجنوب التي قد تحررت من الأحزاب اليمنية منذ سنوات !.حتى ممكن تنظر إلى المشاركين في ما يسمى بالحوار الوطني سواء الذين أنسحبوا بعد أن حققوا مكاسب جيدة للحراك أو الذين بقوا ستجدهم جميعا غير حزبيين من جهة , ولا يمتلكون شرعية في الجنوب من جهة أخرى والمجتمع الدولي يعرف ذلك.


الصورة الكاملة حتى الآن هي أن الجنوب محرر تماما من مخرجات ما يسمى بالحوار الوطني والنتيجة هي كيف يمكن ، لدستور يصاغ ويستفتى عليه في الجنوب في ظل الاحتلال وبمشاركة جنوبيين لا قاعدة شعبية لهم , أن يمتلك نصف او ربع او ثلاثة ارباع الشرعية ؟ ومن اين استمدت هذه الشرعية الناقصة ؟ ان المجلس الأعلى للحراك يرفض بشدة هذا الموقف  والاحتلال لديه احتياطيات متعددة ، يستخدم مجموعة جنوبية تلو الاخر ، بعد ان يستنفد اغراضه من كل منها . ولكن في النهاية فان الممثل الشرعي للشعب الجنوبي هو الحراك الجنوبي السلمي بكافة مكوناته التي ستدخل قريبا بإذن الله في مؤتمر جنوبي جامع. وكل ما عدا ذلك فقاعات، سترون كيف انها ستنفجر وتزول، ولن يبقى الا من يستند على جماهير ضخمة وتنظيم وطني يغطي الجنوب كله، وليس حي او منطقة أو مدينة .



السؤال: كيف إذا قرر نظام صنعاء الإنسحاب من الجنوب؟

 إذا قرر الاحتلال اليمني الإنسحاب من الجنوب العربي فإن آخر طلقاته تقسيم الجنوب.. والسؤال هو اذا حدث ذلك كيف سيتصرف الحراك الجنوبي السلمي ؟, وانت تعرف جيدا أن قرار التقسيم جاء به الاحتلال في اليوم الاول لغزو الجنوب ، وبذل جهودا استثنائية لتنفيذه ، وكانت اول واخطر الخطوات التي نفذها في هذا الاتجاه ، محاولته تقسيم حضرموت إلى محافظتين , وحل الجيش الجنوبي والامن وتفكيك الدولة وأحياء النعرات القبلية، وتدمير البنى التحتية ، واحراق ونهب الوزارات ، بما في ذلك وثائق الاحوال الشخصية ، والتي تحدد من هو الجنوبي ، وتضمن للناس حقوق الملكية ، ثم وسعت نطاق محاولات وعمليات تقسيم الجنوب ، بالإستفادة من المناطق الحدودية حيث أخذ الضالع ومكيراس ومناطق من شبوة ولحج ، واثارة قضية 1986م بين أبناء الجنوب لاشعال فتنة بينهم ، واصدار قانون التقسيم الإداري من اجل تكريس عوامل التقسيم … الخ . هذه خطة نفذت منذ اللحطات الاولى للاحتلال ، ولم تضيع قوات الاحتلال لحظة واحدة من اجل تقسيم الجنوب واثارة الفتن السياسية والقبلية فيه, وعمد من اجل ذلك الى تشكيل فرق اغتيال لقتل عناصر وشخصيات عسكرية جنوبية والقاء التهمة على ما يسميها هو القاعدة . لكن تماسك الشعب الجنوبي ورفضه لتقسيم وطنه وترابه ، هو الذي احبط مخطط تقسيم الجنوب .وكان اقوى عامل في اسقاط مخطط التقسيم هو ان الحراك الجنوبي السلمي  يمثل كل شرائح المجتمع الجنوبي ، وكانت نشأته الأولى على أيدي طلائع العمل الوطني نشأه وطنية في قيادته وفي تنظيمه ، ولذلك فان المهرة وحضرموت وشبوة ، لعبت وتلعب دورا فعالا في الحراك الجنوبي السلمي بل أن الثورة الأم للحراك قامت في 27 أبريل 1998م في المكلا في الوقت الذي كانت فيه الضالع تغتلي وتقدم الشهداء ، من خلال الوجود الكثيف والنشط للحركيين . اذن كيف يمكن تقسيم الجنوب على أساس إقليمين  اذا كان الحراك الجنوبي ممثل القضية الجنوبية رافض هذه المخططات القديمة – الجديدة؟ ان الحراك الجنوبي الذي نجح بصورة فاقت كل التوقعات المتفائلة في محاصرة الاحتلال ، رغم ان الاحتلال اليمني تقف إلى جانبه القوة الدولية الاعظم في التاريخ ، يستطيع بسهولة اكبر بكثير تحطيم اي محاولة لتقسيم ترابه الوطني أو اثارة الفتن بين الجنوبيين . ولذلك يجب ان نلفت النظر الى ان الحديث عن وجود خطر تقسيم الجنوب إلى اقليمين ما هو الا عملية ابتزاز من قبل الأحزاب اليمنية لمن لا يعرف الحقائق على ارض الجنوب ، واؤكد لك بان التقسيم خطة تنتمي للاحتلال اليمني ، واستنفدت كل مفاعيلها ، ولم تعد تقلقنا , وستنتهي بإنهاء الاحتلال.



السؤال: من الواضح أن المجلس الأعلى للحراك يسعى لاستعادة دولته ، واذا افترضنا أن ذلك حدث في القريب العاجل، هل سيكون موقف المجلس الأعلى للحراك هو اعادة عقارب الساعة الى الوراء، أي الاستيلاء على مفاصل الدولة الجديدة بالقوة القبلية والمناطقية كما حصل في الاستقلال الأول عام 1967م, أم اجراء انتخابات حرة.. كيف تطور المجلس الأعلى للحراك عبر التجربة والأخطاء برأيك؟

 ان انتصار الحراك الجنوبي السلمي امر حتمي وقريب ، وهو امر يعرفه المجتمع الدولي جيدا ، ومنذ الان تستطيع ان ترى ان الدولة الجنوبية التي دمرت يعاد بنائها من خلال إرساء نهج جديد للجنوب لا صلة له بالماضي ، فشرائح المجتمع الجنوبي (فقراء وأغنياء , عسكريين وأمنيين ومدنيين , مثقفين وسلاطين ومشائخ وصيادين وأكاديميين وعمال , علماء دين وشباب ومرآة وغيرهم) هم العمود الفقري لكل مكونات الحراك الجنوبي السلمي ، وهي التي وفرت الفرص العملية للانتصارات الحاسمة والصمود الاسطوري للحراك ، بفضل خبراتهم الوطنية التحررية. عندما يحين الوقت لإستعادة الدولة كل ذلك سيكون عبر صناديق الإقتراع وتحت إشراف دولي. ولا دخل للبندقية في الدولة القادمة بإذن الله.وستكون الدولة الجنوبية القادمة دولة فيدرالية برلمانية شبيهه بدولة الإمارات العربية المتحدة , وممكن تحمل نفس التسمية.  



السؤال: أنت من مؤسسي الحراك الجنوبي ، وتقلدت عدة مناصب قيادية ، ولا بد أنك تقرأ البيانات التي تصدرها المكونات الجنوبية .. ألا تلاحظ تمسكها بمفردات عصية أحيانا على الفهم للقارئ العادي، ولا تتناسب مع لغة الحاضر ولا مع نهج الجنوب الجديد كما ذكرت , لماذا لا يتم الإتفاق على مفاهيم النهج الجديد لتكون المواقف أكثر وضوحاً وأكثر مواكبة للاعلام وللقارئ ، وخصوصا أن الحراك الجنوبي بحاجة الى التواصل مع الشارع الذي يفرض عليه تعتيم كبير؟؟
 نعم سمعت الكثيرين من المخلصين يبدون ملاحظة كهذه ، ومن حق الناس على الحراك ان ينتقدوه ، ولذلك احيل هذه الملاحظة الصحيحة للذين يكتبون هذه البيانات العبثية.



السؤال: كثيراً ما يتم التسريب عن علاقات بين بعض نشطاء الحراك الجنوبي السلمي والرئيس السابق علي عبد الله صالح ، ودائما ما ينفي بعض النشطاء هذه العلاقة السرية أو الاتصالات.. اذن ما الهدف مما حصل ويحصل برأيك؟

 نعم كانت هناك علاقة بين بعض نشطاء الحراك , وتبوئوا من بعدها مناصب في الحكومة خلال فترة الرئيس السابق صالح , حقق من وراها صالح العديد من الاهداف , حيث بسببها مزق الحراك وصنعت المشاكل بين الرئيس البيض والزعيم باعوم , وشوهة نضالات طلائع الحراك الجنوبي وسربت قصص كاذبة ضد المناضلين الشرفاء وعلى رأسهم قائد الثورة الزعيم باعوم , وكان هناك سعي لاغراء مكون او جزء من مكون بالانشقاق والاتصال بالرئيس السابق علي عبد الله صالح ، للتشويش على الحراك وعرقلة مسيرته ومصداقيته أمام شعبه , ومنع القيادات الحقيقية للحراك الثوري من السير بنضالها القيادي. بعد محرقة النهدين وخلع الرئيس السابق عاد هؤلاء إلى صفوف الحراك ، وهم ما يزالون نتيجة العقدة النفسية التي يحملونها يروجون القصص والإشاعات التي تربك الشارع الجنوبي وتربك بعض المناضلين .وكان هذا يحتاج إلى وقت لليقظة الشعبية ولأمتصاص هذه السموم.



السؤال: تتحدث عن دعم شعبي للحراك الجنوبي السلمي ، ولولا هذا الدعم ما استمر بتلك القوة التي أذهلت العالم، ولكن بالمقابل هناك ألوف لا تتوانى عن الالتحاق بالاجهزة الحكومية التابعة لصنعاء .. كيف تفسر هذه الأعداد؟
 نعم يوجد من يبحث عن وظيفة , ولكن لا يوجد من يدعم الاحتلال ، ولقد شرحت هذه الظاهرة في صحيفة”الأيام” وفي السنة الأولى من الاحتلال بكون الجنوب بلد محتل ، ولكن هناك حقيقة تطغى على ما عداها وهي ان هؤلاء الذين يبحثون عن الوظيفة لا يشكلون قوة فعالة وقادرة على تقرير مصير الجنوب ، لانهم يبحثون عن حق من حقوقهم ، ومنهم من ساهم من راتبه في دعم الحراك الجنوبي ، اضافة لوجود قناعة في اوساطهم بانهم مع الحراك الجنوبي السلمي . ولذلك تجد مثلا الضباط الجنوبيين الذين يتبوؤون مناصب أمنية كبيرة في الجنوب , كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح الأحمر لا يوجه بإعتقال القياديين الجنوبيين من خلالهم , لأنه يعرف مسبقا أنهم سيسربون الخبر وسيختفي المطلوبين , ولكنه كان يوجه أوامره لجهازه الخاص من الشماليين فقط. وأغلب الجنوبيين يؤدون واجبهم ولا يعملون تحت أمرة الاحتلال.


السؤال : من الواضح أن الحراك الجنوبي السلمي يتبع منهجاً واضحا في استراتيجيته وخططه واسماء قادته، لكن في الوقت ذاته ورغم التعتيم الاعلامي ما زال الحراك بمكوناته كافة غير ممثل التمثيل السياسي الذي يطرح نفسه للعالم .. ألا ترى أن الحراك الجنوبي السلمي بحاجة الى قيادة سياسية كمثال التجربة الفلسطينية؟

: كلا لا اعتقد بذلك لان الحراك الجنوبي بخلاف كل حركات التحرر الاخرى ، لا يوجد غطاء دولي او اقليمي يقدم له الدعم او الحماية ، بل بالعكس فان الاطراف الدولية واقليمية اما معادية للقيادة الجنوبية او انها تخشى تدهور الأوضاع في الجنوب إذا ما منح الاستقلال. كانت القناعة الاساسية تقول لنا منذ بدايات الحراك :ليس لدينا من داعم سوى الشعب الجنوبي رغم أنه محاصر ، وكنا لا نتوقع الدعم المادي او السياسي من احد خلال فترة وجيزة ، على الاقل في المرحلة الاولى من الحراك ، وكنا نحرص كل الحرص على ان نعزز صلاتنا بشرائح المجتمع الجنوبي(وليس على الأحزاب اليمنية) واعتمدنا كليا عليها , وعلى الوضع الميداني والحشود الشعبية والمليونيات .

أخبار ذات صله