fbpx
د.عيدروس نصر النقيب في حوار مطول : يجب بناء الحزب الاشتراكي اليمني على أساس جنوب وشمال.
شارك الخبر

د عيدروس نصر النقيب:

  • حكومة الوفاق فاشلة منذ اليوم الأول بسبب طبيعة تركيبتها المنقسمة.
  • أتمنى على الحزب الاشتراكي الخروج من حكومة الوفاق الوطني بعدما استنفدت فترتها وفشلت في تقديم أي شيئ للشعب.
  • القضية الجنوبية بحاجة إلى قيادة مبدعة تبتكر الخيارات وتقدم المبادرات وتحشد حولها الأنصار، لا قيادة تراقب مزاج الشارع فتسير وراءه.
  • مجلس النواب استنفد فترته القانونية وتجاوزها إلى ما يقارب الضعف، وليس له أي شرعية.
  • انتقال الحزب الاشتراكي إلى النظام الفيدرالي أولوية ينبغي أن يحسمها المجلس الحزبي القادم.

 

يافع نيوز – بريطانيا

تحدث القيادي البارز في جنوب اليمن الدكتور عيدروس نصر النقيب عن ان الحزب الاشتراكي اليمني في الوضع الراهن لم يعد يستجيب لمتطلبات وحاجات اللحظة ألراهنه.

وقال ” عيدروس النقيب ” رئيس كتلة الاشتراكي في مجلس النواب اليمني يجب بناء الحزب الاشتراكي على أساس فدرالي فرع في الشمال وفرع في الجنوب وقيادتين إقليميتين وذلك  في حوار أجراه معه الناشط الإعلامي نصر العيسائي في مدينة شيفلد البريطانية وتحدث بشكل مستفيض حول ذلك وأشار الى ان حكومة الوفاق فاشلة منذ اليوم الأول بسبب طبيعة تركيبتها المنقسمة وأجاب قائلا حل اللقاء المشترك ليس عيبا وذلك في اجابتة عن سؤال حول وضع تحالف اللقاء المشترك وعلى صعيد القضية الجنوبية تحدث قائلا القضية الجنوبية بحاجة إلى قيادة مبدعة تبتكر الخيارات وتقدم المبادرات وتحشد حولها الأنصار، لا قيادة تراقب مزاج الشارع فتسير وراءه وفي سؤال عن عودة بعض القادة الجنوبيين علق قائلا عودة الجنوبيين بشكل جماعي هو الأفضل والعودة الفردية لم تحقق أي قيمة سياسية للقضية الجنوبية وكشف عن أمور كثيرة وهامه عن مجلس النواب اليمني حيث أشار معلقا على احد الأسئلة  مجلس النواب استنفد فترته القانونية وتجاوزها إلى ما يقارب الضعف، وليس له أي شرعية. وهناك الكثير من الأمور الهامة لا نطيل عليكم الحوار هام للغاية.

حاوره:نصر العيسائي

الأسئلة:

1ـ كيف تعلق على المشهد السياسي اليمني وكيف ترى سير ما جرى التعارف عليه بالعملية السياسية اليمنية؟

ج: العملية السياسية في اليمن للأسف ارتبطت بما سمي بالتوافق الذي لم يعرف توافقا، فالحكومة التي قيل أنها حكومة وفاق وطني لم تنجح في التغلب على الصعوبات المرتبطة بأساسيات حياة الناس، المقصود هنا توفير الماء والكهرباء والأمن والخدمة الطبية وما في حكمها، ووصل الاقتتال داخل العاصمة إلى ذروته في ظل عجز الحكومة وأجهزتها الأمنية عن عمل شيء يذكر، هذا في القضايا البديهية المتصلة بوظائف الحكومة أما ما يتعلق بالقضايا المعقدة، ونأخذ على سبيل المثال القضية الجنوبية فإن الحكومة رفضت حتى إعادة ضابط واحد أو جندي واحد من عشرات الآلاف من المبعدين من أعمالهم، ولم ترغم ناهب واحد على إعادة ما نهبه من حقوق وأملاك وثروات ومنشآت الجنوب والجنوبيين، ناهيك عن حل القضايا المتصلة بالبعد السياسي للقضية الجنوبية والتي اشتملها ما عرف بالنقاط العشرين.

إن الحديث عن فشل حكومة الوفاق الوطني لا يعني أن علي عبد الله صالح كان ناجحا، بل إنني أجزم أن وجود علي عبد الله صالح في الحياة السياسية اليمنية سبب رئيسي من أسباب فشل الحكومة، فهو يعارض عمل الحكومة ويساهم في إفشال عملها في حين يشارك في نصفها، وهو وضع مختل لم يحدث في التاريخ كله إلا في اليمن، وإذا ما أضفنا إلى كل هذا السرعة السلحفائية التي تعالج بها قضايا ساخنة وملتهبة فإنه يمكننا القول أن اليمن اليوم تعيش وضعا لم تعرفه منذ عدة عقود من السوء والتدهور واللامسئولية وقابلية الانهيار في أي لحظة.

2. لكن حزبكم (الحرب الاشتراكي اليمني) شريك في حكومة الوفاق، فكيف ترى دور الحزب الاشتراكي في ظل هذه الحكومة التي تقول أنها فاشلة؟

ج: الحقيقة أن الخلل يكمن في طبيعة تركيبة الحكومة فهي حكومة منقسمة على نفسها، نصف منها يعمل ضد النصف الآخر، وكلا نصفيها يعانيان من الانقسام القائم على التنازع، لا على السياسات بل على التسابق على المناصب والمواقع الوظيفية وحيازة القدر الأكبر من منتجات الفساد المستشري في البلد،، ولك أن تعلم أن معظم من يشغلون المناصب الرئيسية في البلد كلهم بلا شرعية (البرلمان، الحكومة، رئيس الجمهورية، . . .إلخ) والشرعية الوحيدة التي يتكئون عليها هي المبادرة الخليجية التي يفترض أن وظيفتها انتهت في 21 مايو 2014 بانتهاء الفترة الانتقالية وانتهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني.

بالنسبة لمشاركة الحزب الاشتراكي في الحكومة كنت أتمنى أن لا تشكل حكومة مختلطة وكنت ضمن آخرين ممن اقترحوا أن تشكل حكومة تكنوقراط  انتقالية تتولى التحضير للانتخابات القادمة، طبعا كان هذا قبل الاتفاق على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، لكن جرى ما جرى، وأثبتت الأيام أن حكومة منقسمة على نفسها لا يمكن أن تقدم شيئا للشعب الذي ثار ضد نصفها ولا يثق بنصفها الثاني.

أعتقد أن شهادتي لوزراء الحزب الاشتراكي ستكون مجروحة، لكن يمكنك أن تتابع ما يجرى مع قانوني العدالة الانتقالية واسترداد الأموال المنهوبة، حيث يتم عرقلتهما داخل الحكومة ولا أتوقع أن يسمح مجلس النواب بتركيبته المختلة بتمريرهما، وشخصيا كنت قد اقترحت على قيادة الحزب الاشتراكي وما زلت أدعوها إلى اتخاذ قرار بالخروج من التحالف الحاكم، لأنه حتى لو كان لديك وزراء من العباقرة أو من أنزه البشر فهم سيفشلون في ظل بقائهم جزءا من منظومة فاشلة.

 

3-   يبدو أن النظام في صنعاء يسعى إلى تمرير مخرجات الحوار اليمني والتي تقضي بتقسيم الجنوب الى إقليمين والشمال إلى أربعه أقاليم ؟ من وجهة نظركم هل من الممكن تنفيذها على ارض الواقع ؟ وهل الفدرالية من إقليمين جنوبي وشمالي كما يروج البعض ان ذلك الحل خلف الكواليس وسيظهر الى الساحة مع عودة العطاس وعبيد الى اليمن ؟ وذلك بعد ذهاب النوبة والمفلحي الى صنعاء ؟هل تعتقد ان ذلك هو اقل ما يقبله الجنوبيين كحل مؤقت ؟ وهل تؤيد عودة العطاس وعبيد إن صحت تلك التسريبات عن عودتهم؟

ج::سأبدأ بالرد على هذا السؤال المركب من الأخير، وأعني عودة القيادات الجنوبية: في هذا الصدد أنا أرى أن عودة كل السياسيين اليمنيين والجنوبيين على وجه الخصوص هو حق مشروع لهم جميعا فرادى أو جماعات، وأتذكر أنني في مطلع العام 2000م كنا في جلسة عشاء عند الأخ حيدر العطاس في جدة بحضور عدد من النازحين السياسيين الجنوبيين في مصر والسعودية، ومما قلته لهم : إذا كنتم ستعودون بشكل جماعي وكمعارضين ثقوا أنكم ستستقبلون استقبال الأبطال، لكن البعض فضلوا العودة بصورة فردية، ولم تحقق عودة الكثير منهم أي قيمة سياسية للقضية الجنوبية، والبعض منهم عادوا للعمل مع السلطة ومنهم اليوم وزراء ونواب رئيس وزراء، ضمن طرف تحالف 1994م.

السؤال هو ماذا ستقدم عودة أي قائد جنوبي للقضية الجنوبية، وأعتقد أن من لديه مشروع جديد يجب أن يقنع به الشارع الجنوبي، قبل أن يتحدث باسم الجنوب، أما المشاريع الفردية فمن حق كل واحد أن يختار ما يراه مناسبا له.

بالنسبة للنظام الفيدرالي وتقسيم الجنوب، أعتقد أن شركاء مؤتمر الحوار الوطني قرروا التخلص من المؤتمر وبعدها كما يقول إخوتنا في صنعاء “من مشنقة إلى مشنقة فرج” فجاء قرار تفويض الرئيس ثم حكاية الأقاليم الستة كخطوة عشوائية، والذين اتفقوا على مخرجات الحوار قد قرروا عدم تنفيذها فما إن وقعوا على النتائج حتى اندلعت حروب كتاف ودماج ثم حاشد وهمدان واليوم عمران، فضلا عن استمرار الحملات العسكرية على الضالع وبعض مناطق حضرموت وشبوة في مواجهة الأهالي (أنا هنا لا أتحدث عن الحرب على القاعدة فهذه سياقها آخر)، الحروب الداخلية هي واحدة من أدوات تعطيل نتائج الحوار الوطني والمتحاربون ومن يدعمونهم من طرف خفي يبتهجون للتوقف عن السير نحو تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار، ولو لم يجدوا أسبابا للحرب لأوجدوها، وبالتالي فإن مخرجات الحوار لن تطبق في الشمال حيث التعقيدات أقل والمشاكل أخف وقابلة للسيطرة عليها، أما في الجنوب فإن الموضوع مختلف جذريا، الجنوب يقع تحت الاحتلال العسكري منذ 1994م، وعندما تتغير أحواله فإنها تتغير من السيئ إلى الأسوأ وسخط الجماهير بلغ أقصى مداه وبالتالي فلن تستطيع أي قوة أن تمرر على الجنوب ما لا يرضاه ابناؤه وموضوع تعديل الدولة الفيدرالية إلى إقليمين (بدلا من ستة أقاليم) قد يكون الأقرب إلى مزاج الشارع الجنوبي وأتصور أن هذا الخيار هو أقل ما يمكن أن يقبل به الجنوبيون، لكن إقناع الجنوبيين به يستدعي عملا خارقا وبراهين دقيقة وواضحة على صدقية صانعي القرار في صنعاء، بمشروع لا يحتمل الخداع والمغالطة، خصوصا وأن الجنوبيين قد تجرعوا الأمرين من التعامل مع صنعاء والنافذين فيها.

4-  هناك بعض الأحداث التي وقعت في العاصمة اليمنية صنعاء خلال الأسابيع الماضية ؟ تدل على ان هناك محاولة انقلاب فشلت على ما يبدو؟ وأعقب ذلك بعض الإجراءات من قبل الرئيس هادي ؟ ما تعليقكم على تلك الأحداث؟ ومن تعتقدون انه حاول تنفيذ الانقلاب؟

ج:: الوضع في العاصمة صنعاء، كما في كل اليمن، مرشح لمختلف الاحتمالات، والصراع اليوم ليس ثنائي القطبية بل ثلاثيا ورباعيا وقد يكون خماسيا وسداسيا، فحرب عمران يدخل فيها أكثر من طرف، وحركة الاحتجاجات ضد الحكومة ليست حركة (عفاشية) كما يصورها بعض الإخوة في الحكومة، والتحالف المحسوب على الثورة تسلقه المنفعيون والفاسدون وشركاء النظام في البطش والسلب والحروب، وحين يدعون أنهم يدعمون الرئيس هادي، (الذي هو نفسه جزء من تحالف 1994م بالنسبة للجنوبيين) فإنهم يمارسون عليه مختلف الضغوط لنيل النصيب الأكبر من الكعكة التي لم تعد تحوي أي قيمة غذائية، وأنصار الرئيس السابق يدعمون هادي في العلن ويقوضون عمله في السر وهم أنفسهم منقسمون إلى مشارب وأطراف.

في تصوري أن أي محاولة انقلابية في اليمن محكوم عليها بالفشل ليس لأن النظام متماسك، لكن لأنها لن تلاقي استجابة شعبية، بيد إن هذا لا يعني أن البلد متجه نحو الاستقرار بل إن هناك من لا يريد الاستقرار للبلد لأن الاستقرار يعني التنمية يهني محاربة الفساد (طبعا حينما تتوفر الإرادة السياسية) فالبلد قد تشهد انهيارا بدون انقلاب، وقد تشهد توافقات بين مراكز القوى لكن على حساب المشروع الحداثي المدني الذي لا يريده كثيرون بما في ذلك المحسوبون على الثورة من شركاء فساد السلطة ممن يرفعون شعارات الثورة للتستر على ملفاتهم المتصلة بالماضي.

5ـ  الحرب على ما يسمى تنظيم القاعدة في الجنوب هل هي تصفية حسابات بين اجنحة النظام في صنعاء كما يتحدث البعض؟ ام انها حرب ذات جدية يقوم بها الرئيس عبدربه منصور هادي منفردا للقضاء على تلك العناصر؟

ج::لا بد من الإقرار أولا بأن الإرهاب والتنظيمات الجهادية هي نبتة غريبة على التربة الجنوبية فلا التاريخ القريب يسمح بنشوء تيارات جهادية ولا المزاج الشعبي يسمح بتكون جماعات جهادية إرهابية، وكان توجه النظام السياسي الجنوبي على طرف نقيض مع التنظيمات الجهادية التي كانت مدعومة من أمريكا ومن دول الجوار إبان الحرب الباردة، بل كان هدفا من أهداف هذه التنظيمات، وحتى الشباب الجنوبيين الذين ذهبوا “للجهاد” في أفغانستان في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فقد تم استدراجهم عبر صنعاء وبعض عواصم المهجر المجاور، وتم إقناعهم أن من لم يذهب لمجاهدة (الكفار) في أفغانستان فإنه سيموت ميتة الجاهلية.

الحرب على الإرهاب في اليمن هي جزء من مشروع استثماري كبير بدأ في الثمانينات وكانت حرب 1994م هي ذروة التحالف والتداخل بين المنظمات الجهادية وبين نظام صنعاء ممثلا بشركاء الحرب.

بعد هذه الحرب صارت القاعدة جزءا من المنظومة السياسية والعسكرية وعند اشتداد النزاع بين مراكز القوى في صنعاء فإن لكل طرف قاعدته ينشطها عندما يشاء ويجمدها عندما يشاء وقد يحاربها (ولو ظاهريا) عندما يشاء.

أعتقد أن الطرف الوحيد الذي ليس لديه قاعدة (أقصد من أطراف حرب 1994م ) هو الرئيس هادي ولذلك لاحظنا الحملة التي شنت عليه وعلى وزير الدفاع عندما أرادوا خوض مواجهة جادة مع الإرهاب في شبوة وأبين.

في تصوري أن الحرب على الإرهاب يجب أن تبدأ في صنعاء وفي مراكز القوى المتنفذة في صناعة القرار والحاضنة للإرهاب والمنظمات الإرهابية، وبدون ذلك يظل الحديث عن مكافحة الإرهاب مجرد فرقعات إعلامية لا قيمة لها.

 

6ـ كيف ترى مستقبل اللقاء المشترك في ظل تداخل المهمات والتغير الذي تشهده الخارطة السياسية اليمنية، وموقف بعض أطراف اللقاء المشترك العدائي من القضية الجنوبية؟

ج: اللقاء المشترك هو شكل من أشكال التحالف السياسي ونشأ في ظل تنامي التوجه الاستبدادي لنظام علي عبد الله صالح، وقد كان القاسم المشترك الأعظم لشركاء اللقاء المشترك هو مواجهة الاستبداد والتوريث والسعي من أجل إرساء ديمقراطية حقيقية في البلد.

اليوم وبعد انطلاق الثورة الجنوبية وبعد الثورة الشبابية السلمية وبعد الإطاحة برأس النظام نشأت معطيات جديد وتطورات جديدة ومهام جديدة شكل بعضها نقاط افتراق بين بعض أطراف اللقاء المشترك وهو ما يستدعي تحالفات جديدة خصوصا وإن هناك مواقف متصادمة ومتناقضة داخل اللقاء المشترك بين أهم القوى السياسية فيه وبشأن بعض القضايا الساخنة على الساحة الوطنية، وأهمها قضية الجنوبية وقضية صعدة.

أعتقد أن داخل اللقاء المشترك أطرافا تعتقد أنه وباستبدال علي عبد الله صالح بنائبه قد خلا لها الجو لتحكم دون أن تقدم برهانا على قدرتها على إدارة البلد، بل هناك من يتسابق على المناصب والوظائف دونما إبداء أي برهان على القدرة على تقديم ما يمكن أن يخدم البلاد وأهلها، لكن الأهم من هذا هو موقف بعض الأطراف من القضية الجنوبية، هناك قوى تعتبر نتائج حرب 1994م شيئا مقدسا يجب عدم المساس به، وهو ما يعني أنها لا ترغب في حل القضية الجنوبية وهذا يعني أن النقاط المشتركة تتقلص ويصبح بقاء اللقاء المشترك مثل عدمه، وهنا أشير إلى أن حل اللقاء المشترك ليس عيبا فكل جسم سياسي يستنفد مهماته يعتبر حله أمرا طبيعيا وليس فيه ما يعيب، ويمكن لأطراف أخرى من داخل القاء المشترك أو مع أطراف أخرى من خارجه إقامة تحالفات جديدة على معطيات جديدة وقواسم مشتركة جديدة، دون أن يقتضي ذلك بالضرورة تحول أحزاب اللقاء المشترك الراهنة إلى موقع العداء والتنازع فيما بينها، كما تفعل هذه الأيام بعض المواقع الإعلامية المحسوبة على الإصلاح مع قيادات ووزراء الحزب الاشتراكي اليمني.

7 ـ  بما انك عضو مجلس النواب ومنتخب في دائرتك في الجنوب ومن المفترض ان تكون هناك ؟هذا ما يقوله البعض؟وخاصة ان دائرتك تواجه بعض المشاكل بشكل خاص والجنوب واليمن بشكل عام؟ ونريد سبب مغادرتك إلى الخارج؟

ج: هناك ثلاث جزئيات لا بد من الإشارة إليها في هذا السياق:

الأولى: أن مجلس النواب الذي أنا عضو فيه قد انتهت فترته الانتخابية الدستورية في أبريل عام 2009م وحتى بعد التمديد لسنتين فإن السنتين انتهتا في العام 2011م وهو اليوم قد تجاوز فترته القانونية بما يقارب الضعف.

ثانيا: دائرتي الانتخابية تواجه مشاكل كثيرة هذا صحيح لكن ليست هناك دائرة انتخابية واحدة في الجنوب، وحتى في الشمال لا تواجه مشاكل، وحتى المشروع الوحيد الذي نجحنا في انتزاعة من فم الأسد (الحاكم)  وبتمويل من دولة قطر الشقيقة ـ أقصد طريق با تيس ـ رصدـ معربان، يتعرض لمؤامرة من مراكز قوى في العاصمة وربما في المحافظة تسعى إلى إيقاتف العمل مستغلين ضعفاء النفوس من أبناء المنطقة ممن يتعرضون للمشروع بين حين وآخر بحجج واهية وابتزازية والسلطة لا تحرك ساكنا لردع هؤلاء إن لم يكن هناك في السلطة من يقف وراء سلوك هؤلاء وتصرفاتهم.

ثالثا: القول بأن عضو البرلمان يجب أن يكون بين الناخبين هو قول ذو عدة معاني، ليس مطلوبا من النائب البرلماني أن يكون بين الناخبين على الدوام وخصوصا بعد انتهاء الفترة القانونية، أما كوني مع الناس فأنا معهم بمواقفي ومشاعري وقلمي وقلبي وفي ظل ثورة المعلومات وتحول العالم إلى قرية فإنني أقوم بدوري كما لو كنت بين الناس، وأستطيع القول بثقة إنني مع الجنوب والقضية الجنوبية منذ يومها الأول وليس بالضرورة أن أكون في ردفان أو حطاط أو باتيس أو رصد لأكون مع الناخبين، وما أكثر النواب الجنوبيين المنتشرين في مناطقهم ممن لم يقدموا شيئا للقضية الجنوبية، بل ما أكثر الحاضرين هناك ممن ألحقوا أبلغ الضرر بالقضية الجنوبية وأهلها، ووجودي في الخارج هو وضعية مؤقتة ستنتهي بمجرد الانتهاء من معالجة المشاكل الصحية التي أعاني منها وشعوري بالقدرة على العمل بشكل طبيعي في الداخل.

8 ـ وماذا عمن يتهمكم بأنكم خذلتم الناخبين ونقضتم عهدكم معهم بابتعادكم عن اليمن وترككم الناخبين بدون نائب برلماني؟

ج: مثلما قلت لك العقد الذي بيني وبين الناخبين انتهى في العام 2009م وبالتالي فإنني إذ أتوجه بالتحية لكل الناخبين الذين منحوني أصواتهم ولكل مواطني دائرتي الانتخابية فإنني أُأَكد أنني قد بذلت كل جهدي من أجل قضاياهم والقضايا الوطنية عامةً، وعلى رأسها القضية الجنوبية طوال الفترة القانونية التي انتخبت لها، كما إنني بنفس الوقت أدعوهم إلى التمسك بحقهم في برلمان جديد في ظل وضع جديد يحترم مطالب الجنوبيين، ويتعاطى بجدية مع القضية الجنوبية، أما البرلمان الحالي فقد أثبت أنه عبء على اليمن واليمنيين ومثلما خذل كل اليمنيين فإنه قد لعب دور المشرع لكل الجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب والجنوبيين وشخصيا كنت قد طالبت مرارا بحل البرلمان بعد أن تحول إلى أداة للتعطيل لا وسيلة للإصلاح في البلد.

9- محمد غالب احمد القيادي في الحزب الاشتراكي في تصريح له تحدث قائلا ” هويتنا يمنية وليست “جنوباً عربياً” ما تعليقكم ؟وهناك بعض التسريبات التي تتحدث عن فك ارتباط الاشتراكيين الجنوبيين عن الحزب الاشتراكي في صنعاء وتكوين فرع الحزب الاشتراكي في الجنوب ؟ما حقيقة تلك التسريبات؟

أولا: بالنسبة لما يرد على لسان الأخ محمد غالب أو غيره سيكون من الأفضل أن يوجه السؤال له لتفسير ماذا يعني، لكن بالنسبة لموضوع الهوية، لدي بحث مطول نشرت منه حتى الآن 7 حلقات حول جدلية العلاقة بين القضية الجنوبية والهوية الجنوبية، ولدي ربما حلقتان أو أكثر استمرار لهذا البحث لم تنشر بعد، وموقعكم نشر الكثير من هذه الحلقات، ولي رأي لا يتسع المجال لتناوله هنا، لكن ملخصه أن الدولة اليمنية (دولة 7 يوليو) عجزت عن التعبير عن هوية كل المواطنين اليمنيين، وبالنسبة للجنوبيين يجدون أنفسهم غرباء عن هذه الدولة، بقدرما تسببت في خسرانهم لهويتهم الحقيقية الجنوبية وهو ما تسبب في تنامي الشعور بالتمسك بالهوية الجنوبية، أعتقد أن الحديث عن هوية “الجنوب العربي” هو حديث مفتعل لأنه لا توجد ولم توجد قط هوية اسمها هوية الجنوب العربي، الجنوب العربي كان أكثر من 23 هوية، والمرة الوحيدة التي كان للجنوبيين كلهم (أو سوادهم الأعظم) هوية واحدة هي الفترة 1967م 1994م وفي اعتقادي أن الأخ محمد غالب كان يتحدث عن ثنائية، الهوية اليمنية، وهوية الجنوب العربي، فالأولى وجدت بصورتها الشكلية لكنها لم تتخذ المعاني الاقتصادية والاجتماعية والاعتبارية للهوية، أما الثانية فلم يعرف لها التاريخ وجود غير ذلك الذي عرف في ظل دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وجرى اجتثاثها في الحرب دون صناعة هوية بديلة لها تعبر عن روح وكينونة الجنوبيين وتشعرهم بالانتماء إلى الكيان السياسي المعبر عنها.

أما فيما يتعلق بموضوع بناء الحزب في ظل الوضع الجديد، فقد استمعت إلى تلك التسريبات من المواقع الإلكترونية، لكن الحقيقة أن الوضع الراهن للحزب لم يعد يستجيب لمتطلبات وحاجات اللحظة الراهنة والمتغيرات المرتقبة، . . . .على إنه لا بد من التمييز بين شيئين: الدعوة إلى أعادة بناء الحزب على أساس فيدرالي، وما أسميته أنت فك الارتباط، هناك الكثير ممن فكوا ارتباطهم بالحزب بصورة فردية وهذا حقهم، لكنني شخصيا أرى أنه قد آن الأوان لإعادة بناء الحزب الاشتراكي اليمني على أساس فيدرالي، وحيث إن الحزب الاشتراكي هو صاحب الدعوة إلى الدولة الاتحادية بإقليمين، فمن الأولى أن يبدأ بإعادة صياغة بنائه الداخلي على أساس إقليمين حزبيين، أي قيادتين إقليميتين تخضعان لقيادة واحدة بحيث يبقى الحزب فرعين، فرع الشمال وفرع الجنوب ولكل منهما لجنته المركزية ومكتبه السياسي وأمينه العام، ثم لجنة مركزية ومكتب سياسي وأمانة عامة لعموم الحزب في البلد، هذا الموضوع لم يعد قضية قابلة للتأجيل بل إنه خيار الضرورة وأدعو إلى أن يتم تبنيها في المجلس الحزبي المزمع عقده قريبا.

10- هل تعتقد ان القيادات التاريخية للجنوب فشلوا في الخروج بالقضية الجنوبية الى بر الأمان ؟ ولماذا ؟ وهل هذا الفشل الذي تعتقد يعتبر إخفاقا يستوجب التصويب ام فشلا يستوجب انعزالهم المشهد السياسي ولو مؤقتا؟

ج:: الحديث عن القيادات التاريخية يستدعي الحديث عن تعقيدات القضية الجنوبية، التي هي أساس كل التفاعلات والجدالات التي تشهدها الساحة الجنوبية والساحة اليمنية عموما بشأن هذه القضية.

هناك مظهران متناقضان في القضية الجنوبية : هناك بداهة ووضوح لمضمون القضية وعدالتها ومشروعيتها لا ينكره حتى خصوم هذه القضية، وبمقابل هذا هناك ضبابية لدى المعنيين بهذه القضية في ما يخص أدوات ووسائل الوصول بهذه القضية إلى الحل العادل، ولعلك تلاحظ تعدد المسميات التي تتبنى شعارا واحدا، وتسعى لغاية واحدة، لكنها في كثير من الحالات تتقاطع بل وقد تتصادم مع بعضها، والدليل الثاني على ضبابية الرؤية هو عدم الاستقرار على مسمى البلد التي يتحدث عنها قادة المكونات، فهناك من يتحدث عن اليمن الديمقراطية وهناك من يتحدث عن الجنوب اليمني وهناك من يتحدث عن الجنوب العربي، وكل مفهوم من هذه المفاهيم يحتمل تأويلات عدة، بل إن بعض أصحاب شعار “الجنوب العربي” ينظرون إلى الآخرين على إنهم خصوم وأعداء ألداء، وعندما تقول لهم “أن الوحدة التي تناضلون من أجل فك الارتباط بها تمت بين بلدين ودولتين أحدهما كان اسمه جمهورية اليمن الديمقراطية” يقولون أن هذا الاسم كان كان مؤامرة استهدفت إلحاق الجنوب بالشمال، وبهذا يعيدوننا إلى “جنوب عربي” لم يعمر أكثر من خمس سنوات ولم يشمل إلا أقل من ثلث المساحة والسكان للبلد التي يتحدثون عنها.

القيادة التاريخية التي تتحدث عنها هي جزء من هذا المشهد المعقد، وفي تصوري إن القضية الجنوبية تفتقر إلى القائد الذي يتمتع بكاريزما وبداهة وتفتح ذهني وديناميكية في التحرك وقدرة على تقديم المبادرة وحشد الناس حولها، . . .وإلى برنامج سياسي عقلاني وواقعي وملموس، وليس إلى قادة ينتظرون مبادرات الآخرين ليرفضوها ثم يقولون ” نحن لا نتدخل في ما يريده الشعب” . . . .أعتقد أن القائد السياسي يجب أن يحرص على إقامة تحالفات حتى مع المختلفين معه لا إن يشطب على أقرب المنخرطين معه في قضيته.

في تصوري أن من أسميتهم بالقيادات التاريخية مخلصون للقضية الجنوبية، لكن عدم قدرتهم على “الوصول بالقضية إلى بر الأمان” كما قلت تكمن في مراهنتهم على مزاج الشارع فإذا رفع السقف ساروا وراءه وإذا غير السقف غيروا لغتهم، هذا وضع مقلوب، لأن القيادة هي من يصنع الشعارات وهي من يرسم الأهداف ويحدد الوسائل وينظم مراحل العمل السياسي وأدواته الميدانية وليس العكس،  . . .إذن المشكلة أن القيادات التاريخية لم تختر الشعارات بل التقطتها من الشارع وسارت وراء المزاج العفوي للجماهير، والشارع لم يصنع قياداته الميدانية التي تلهم الجماهير وتقودهم وفقا لرؤية مقنعة ومحددة ومتكاملة البنية والخطاب والأهداف والتكتيكات.

11-  ما هو الإطار العام الذي تعتقد انه سينهي تلك الاختلافات والتباينات بين القيادات الجنوبية ؟ على مستوى الداخل والخارج ؟ وخاصة بعد رفض بعضهم للمؤتمر الجنوبي الجامع؟ ما هو البديل؟

ج ::من سوء حظ الجنوبيين أن ثقافة الأحادية والتنافر ما تزال مسيطرة على أعداد غير قليلة من قادة المكونات، إنني أفهم أن يختلف الناس على كثير من الأشياء وهذا يحصل حتى داخل الأسرة الواحدة، لكننا لسنا أمام خيارين إجباريين لا ثالث لهما: إما أن نندمج في كل شيء أو أن نبقى خصوما إلى الأبد في كل شيء، . . .هناك خيار ثالث وربما رابع وخامس: إذا كان قادة المكونات لا يستطيعون الاتفاق على كل الأشياء قليتفقوا على بعض الأشياء، وفي السياسية هناك شيء اسمه سياسة التحالفات، والقواسم المشتركة، للأسف الشديد لم تستطع مكونات الحراك وقياداته أن تستوعب هذا  النقطة، وهذا يولد مخاوف لدى الناس العاديين، إذ يحسون إنه إذا كانت هذه القيادات لم تتفق على قضايا بديهية فكيف ستدير إقليم أو دولة بتعقيداتها وإشكالياتها ومتطلبات تطورها، ومغرياتها.

12-   في الأخير ما هي الرسالة التي تودون ان توجهونها الى اليمنيين في الشمال والجنوب على المستوى الشعبي وعلى مستوى القيادة؟

ج:: هي أربع رسائل:

الأولى إلى نشطاء الحراك: القضية الجنوبية قضية عادلة بكل المعاني، مشكلة المواطنين الجنوبيين ليست مع المواطنين الشماليين، مشكلتنا مع سلطة غاشمة يشترك فيها من صنع نتائج حرب 94م ومنهم جنوبيون وبالتالي يجب العمل على تعريف ملايين المواطنين في الشمال بالقضية الجنوبية واستقطابهم لنصرتها لا التخاصم معهم لمجرد الانتماء الجغرافي.

الثانية إلى قيادات المكونات الحراكية: إنني أفهم أن تختلفوا مع فروع حزبي الإصلاح والمؤتمر في الجنوب، وأتفهم حتى اختلافكم مع الحزب الاشتراكي الذي يدعو إلى دولة فيدرالية ثنائية، لكنني لا أستطيع أن أفهم على ماذا يختلف قيادات شعارهم واحد ووسيلتهم واحدة وأهدافهم واحدة، إلا إذا كان هناك سرا لا يرغبون البوح به للمواطنين هو ما يؤدي إلى اختلافهم، ما دمتم متنافرين فلا تنتظروا من المواطنين الجنوبيين أن يسيروا وراءكم.

الثالثة إلى شباب الثورة اليمنية السلمية: لن تكتمل الثورة الشبابية السلمية طالما بقي القتلة والمجرمون ولصوص الأموال العامة وناهبو الثروات والأراضي محصنين ومشاركين في صناعة القرار السياسي في البلد، . . . واصلوا ثورتكم وارفضوا تحصين المجرمين وتمسكوا بالإصرار على اجتثاث الفساد والتصدي لمن يعبثون بالخدمات الأساسية للمتاجرة بحياة الناس لأغرض الابتزاز السياسي.

الرابعة إلى  شركاء حرب 1944م: الإصرار على التمسك بنتائج الحرب واعتبارها مقدس من المقدسات لا يمكن أن يحفظ ما تسمونه “وحدة البلد”، الوحدة التي لا مكان لها في قلوب الناس ومشاعرهم لا يمكن أن تقام بالقوة، اعتقادكم أنكم بتقسيم الجنوب ستحافظون على ما نهبتموه هو اعتقاد واهم، لقد فشلتم في صناعة وحدة قابلة للحياة، فابحثوا عما يرضي الشعب الجنوبي وإلا فلا منهوباتكم ستبقى ولا البلد ستعرف استقرارا.

 

أخبار ذات صله