fbpx
مسدوس : إذا أعلنا قيادة سياسية موحدة للجنوب فإن المجتمع الدولي سيكون في عدن للتحاور معنا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – عدن

قال القيادي الجنوبي والسياسي البارز في الثورة الجنوبية الدكتور محمد حيدره مسدوس إن الصراع الحالي مع صنعاء هو صراع على الهوية وليس على السلطة ولو كان على السلطة لكانت حلت القضية قبل حوار صنعاء , وذلك عندما أصبح رئيس الدولة جنوبي ورئيس الحكومة جنوبي .

وأضاف مسدوس  إن قضايا الشعوب لا تعالج بالشطارة السياسية , لان الشطارة السياسية مشروعة على الأفراد لكنها غير مشروعة على الشعوب على الشعوب

 

وقال  أن القاسم المشترك بين الإصلاح والاشتراكي وأحزاب المشترك الأخرى هو إسقاط نظام صالح  ودفن القضية الجنوبية رغم التباين السياسي والفكري بين هذه الأحزاب .

واقسم مسدوس انه ذا تم الوفاق وتم إعلان قيادة سياسية موحدة للجنوب , فان المجتمع الدولي سيأتي إلى عدن للتحاور مع هذه القيادة

وطالب القيادي مسدوس الجنوبيين بإيجاد قيادة موحدة أو اعتزال السياسة وترك القضية للأجيال القادمة .

 

وقال لو كان المجتمع الدولي معترف بالجنوبيين الذين وقعوا على مخرجات الحوار لما دعا الحراك للانخراط في العملية السياسية

 

يمتاز الحديث مع رائد الفكر التنويري للقضية الجنوبية أهمية فريدة فهو كما عهدناه يقف على مسافة واحدة من جميع المكونات فضلا عن شفافيته المعهودة ومواقفه المبدئية تجاه ما جرى ويجري على الساحة الجنوبية .

 

صحيفة ( الصهاريج برس ) وهي مشروع تخرج لعدد من الطلاب في قسم الصحافة والاعلام اداب جامعة عدن لنيل درجة البكلاريوس  في الصحافة والاعلام حاورت القيادي مسدوس حول عدد من القضايا التي تشهدها الساحة اليوم وعن حاضر الثورة الجنوبية ومستقبلها وعن علاقته بالاشتراكي وأسباب إعاقة وحدة الصف الجنوبي وعدد من القضايا الهامة على الصعيد المحلي وتداعياتها دوليا , ولاهمية ما ورد في هذا الحديث الصحيفي يعيد موقع (  يافع نيوز ) نشر المقابلة كاملة :

 

حاوراه / حيدره محسن القاضي – علي عسكر الشعيبي

 

س – لنبدأ معك من آخر التطورات في الساحة الجنوبية وما نشاهده اليوم من نشاط غير عادي لما يسمى بتنظيم القاعدة لاسيما في شبوة وأبين وحضرموت وغيرها من المناطق الجنوبية ؟

جـ : عندما بدأ التحضير لخليجي (20) كانت القاعدة في جعار وحينها قامت السلطة ببناء ملعب في أبين لإقامة مباريات الخليجي هناك والقاعدة تركتهم يقوموا ببناء هذا الملعب وجاء موعد المباريات وأقيمت في الملعب نفسه في أبين والقاعدة موجودة في جعار, السؤال لماذا سمحت لهم القاعدة بهذا في تلك الفترة , وبعد انتهاء خليجي 20 سيطرت القاعدة على المحافظة كلها بما فيها مؤسسات الدولة .

 

س – مقاطعا – ربما نتيجة للخطة الأمنية في عدن وأبين التي رافقت أقامت خليجي آنذاك؟

جـ : لا. لا. ! هذا يدل على أن هناك مخرج محلي ودولي يحرك الموضوع وحصل ما حصل في أبين وجاء مخرج آخر محلي ودولي وأخرجهم من أبين وكان بإمكان القاعدة وأنصار الشريعة أن يعملوا أعمالا عسكرية وأمنية كثيرة , وأثناء الحوار هدأت القاعدة , وعند انتهاء الحوار صعّدت .

 

س – برأيك لماذا ؟

جـ : هذا دليل على أن هناك مخرج محلي ودولي , هو من يحرك الأمور .

 

س – إذا ما عدنا  إلى ما يجري الآن من تحضيرات لعقد مؤتمر جنوبي جامع برأيك ما الذي يمكن أن يقدمه هذا للمؤتمر للقضية ؟

جـ :الحقيقة انه لا يوجد أمام الجنوبيين غير خيارين أما أن يتوحدوا ويمارسوا السياسة أو أن يتخلوا عنها لان هناك (3) مسلمات غير قابلة للنقاش وهي ليست رأياً أو وجهة نظر يمكن مناقشتها , بل مسلمات غير قابلة للنقاش ” الأولى أننا فاقدين وطن ونريد استعادته , الثانية انه يستحيل استعادته إلا بالإجماع , الثالثة إن أي عمل خارج الإجماع لا قيمة له طالما وعودة الوطن مشروطة بالإجماع .

 

س – وماذا عن تشكيل الجبهة الوطنية هل يعني انه إستباق لما يمكن أن يفضي عنه المؤتمر ؟

جـ : لا , هو اجتهاد بإخلاص , ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ولو فهموا معنى الجبهة لما فعلوها لأنها تكون مطلوبة عندما يكونوا الناس مختلفين في النهج السياسي ومتفقين على قواسم مشتركة تستوجب جبهة إلى أن تنتهي هذه القواسم المشتركة وبعدين كل واحد يرجع إلى موقعه , لكن إذا كان الهدف واحد لماذا يكونوا جبهة وإنما ينصهروا في إطار واحد.

 

س – قلت أن القاسم المشترك بين أحزاب اللقاء المشترك اليمنية هو إسقاط نظام صالح ودفن قضية الجنوب , الآن وبعد سقوط صالح هل سيتمكنوا من دفن قضية الجنوب ؟

جـ : لا ! لم يسقطوا النظام  بل اسقطوا نصف النظام ودفنوا نصف القضية لذلك لا زالوا لقاء مشترك لان القاسم المشترك لم ينجز بعد و لو كانوا اسقطوا النظام كاملا ودفنوا القضية كامل لكانوا الآن يتصادموا في صنعاء .

 

س – ماذا يمكن أن نسمي ما قدمه الحوار الوطني في صنعاء للقضية الجنوبية ؟

جـ : الذين شاركوا في الحوار حققوا شيء وخسروا شيء , فما حققوه هو الاعتراف الرسمي  بسقوط مشروع الوحدة بالحرب وهذا ما كنا نقوله من البداية وكانت صنعاء تنكره أما الشيء السلبي هو عقد الحوار الذي اوجد شيئا من الوهم عند عامة الناس انه عالج القضية وهو لم يعالجها بل سعى لدفنها , لأنه مجرد القبول بالحوار في صنعاء هو اعتراف ضمني بان قضيتنا قضية داخلية في إطار دولة واحدة , وهذا جزء من الدفن للقضية , ولو كانت هناك نية صادقة لمعالجة المشكلة لكان قبلوا بالحوار الندّي , لأن الواقع والعقل والمنطق يقول أن الندية شرط موضوعي للحل العادل , فأين الحل العادل للقضية بدون ندية , فقضايا الشعوب لا تعالج بالشطارة السياسة وإنما بالعلمية فمن حق النظام في صنعاء أن يكون شاطراً علينا كأفراد , لكن ليس من حقه ان يكون شاطراً على الشعب في الجنوب ؟

 

س – المشاركة بالحوار في صنعاء ممن ادعوا تمثيل الحراك ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي هل يعني ذلك شرعنة للحوار ومخرجاته ؟

جـ : عندما عدت بعد الحرب التقيت بعلي عبدالله صالح وعبدربه منصور وفي وقت لاحق التقيت بعلي محسن وآخرين وطالبناهم أن يعترفوا أن الحرب ليست الحل هي وبدورنا سنعترف أننا أدرنا الأزمة بالخطاء, وهذا سيوجد قاعدة للمعالجة الصحيحة , لكنهم رفضوا وقالوا: أنتم أعلنوا أنكم أدرتم الأزمة بالخطاء أما نحن لن نعلن أن الحرب لم تكن الحل , لأنها حافظت على الوحدة , قلنا: في طرف سياسي أتى بدولة الجنوب إلى صنعاء واختفى بعد الحرب أوجدوا بديل له , قالوا الم تعترف أن عبدربه منصور واحمد مساعد والبطاني وغيرهم هم البديل, قلت لهم: اعترف أنهم البديل واعترف أنهم أفضل مننا لكن انتم اعترفوا أنهم يمثلوا الجنوب , قالوا: لا ! ما فيش شمال وجنوب نحن يمن واحد قلنا هذا عندكم أما الواقع فيقول لا ! اعترفوا أن هولاء الذين قاتلوا معكم وأدخلوكم إلى عدن يمثلوا الجنوب وحلت المشكلة قالوا: لا , وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم .

 

س – برأيك لماذا رفضوا بعد 94م باولئك ممثلين للجنوب وقبلوا بهؤلاء  ممثلين اليوم ؟

جـ : لا لم يعترفوا في السابق ولم يعترفوا الآن بان الجنوبيين الموجودين في السلطة يمثلون الجنوب لأنهم يريدوا طمس الهوية , و الذين ذهبوا الآن إلى الحوار لم يدعي احد منهم انه يمثل الجنوب , وان حدث فمن أعطاه الشرعية , ومن فوضه للحديث باسم الجنوب, والحراك لا يمثل نفسه , الحراك الجنوبي يمثل وطن وشعب , وحتى أنهم يقولوا تعال يا حراك مثل نفسك مثلما مثّل ياسين نعمان الاشتراكي ! , وهذا ليس شرعي ولا يمثل الجنوب ما لم يكن ممثل حقيقي للجنوب , الحراك ممكن يكون إطار سياسي , لكن من يمتلك الشرعية لتمثيل الجنوب ؟ هو من يفوضه شعب الجنوب  ولو قالوا أنهم يمثلوا الجنوب فلينزلوا للشارع يمثلوا لكن ينزلوا بدون دبابات لانها لن تظل حارستهم الى يوم الدين وإنما تحميهم فترة معينة , أنا – شخصيا – مقتنع انه لو لم يذهبوا لما عقد المؤتمر أصلا لأنه لا توجد له أي وظيفة غير القضية الجنوبية ,ولو لم يحضروا لربما  يكون ضغط على صنعاء وتقبل بحوار ندي خارج اليمن .

 

س – لكن المجتع الدولي يبدوا انه اعترف بالجنوبيين المشاركون بالحوار بانهم يمثلون الحراك الجنوبي ؟

جـ – قرار مجلس الأمن واضحا ولو كان المجتمع الدولي معترف بالجنوبيين الموقعين على المخرجات بانهم يمثلون الحراك لما دعا الحراك إلى الانخراط في العملية السياسية

 

س – هناك سياسيون يقولون أن مخرجات الحوار أتت بالممكن المتاح ؟

جـ : منطق فن الممكن يكون معقول إذا كان الصراع على السلطة لكنه غير معقول عندما يكون على الوطن , خلافنا مع صنعاء على وطن والوطن ليس فيه ممكن وغير ممكن .

 

س – ما تفسيرك للهدوء الذي ساد الشارع الجنوبي بعد إعلان مخرجات الحوار ؟

جـ : هناك لعبة مخابرات ومخرجين محليين وخارجين يصعّد ويهبّط ومثلما حصل مع القاعدة ووراه أطراف دولية وسيستمر فترة طويلة – في تقديري الشخصي – لكن الذي يلعب الدور في إطالة الزمن أو اختصار الزمن هو العقل , استخدم العقل تختصر الزمن في معالجة الأمور وعندما نعمل خارج العقل يطول الزمن وتكثر الخسائر, في الجنوب مشكلة أمنية ومشكلة سياسية وفي الشمال كذلك , فهل الأولويات في الجنوب مثل الأولويات للحل في الشمال ؟ بالتاكيد لا ! لكن يمكن للحل السياسي في الجنوبي يسهل ان الحل الأمني , وفي الشمال العكس .

 

س – الآن وبعد القرار الاممي هل نحن بحاجة إلى إيجاد قيادة سياسية أم ترشيد وتغيير الخطاب سياسي ؟

جـ: أولاَ يجب علينا إيجاد قيادة سياسية وهي من ستتعامل مع الأمور بحكمة ومن باب الاجتهاد أقول أن القيادة السياسية القادمة ليس من مصلحتها ولا من مصلحة الجنوب أن تدخل في مواجهة مع المجتمع الدولي وإنما توجد خطاب سياسي جديد لا يتعارض مع القرار الاممي 2140 .

 

س – هل هناك فهم قاصر للقضية حتى يتعامل معها المجتمع الدولي عبر صنعاء التي تحاول فرض حلولا لا ترضي الجنوبيين ؟

جـ : إذا أعلنا قيادة سياسية توافقية موحدة للجنوب فان المجتمع الدولي سيكون في عدن للتحاور مع هذه القيادة .

 

س – وماذا عن لا يعنينا ؟!

جـ :ما يأتي من صنعاء لا يعنينا وما يأتي من الأمم المتحدة يعنينا .

 

س – العملية السياسية بعد المخرجات ومسالة الأقاليم تستند إلى دعم دولي فهل سيجد الحراك نفسه خارج العملية السياسية أو من معرقلي هذه المخرجات ؟

جـ : كل فقرات قرار مجلس الأمن تشير إلى مراكز القوى والنفوذ في صنعاء ولا تستهدف البيض ولا الحراك ولا حتى الحوثيين والمجتمع الدولي يعرف أن القوى ( الدينية – القبلية – العسكرية ) هي رأس المشكلة في اليمن , ولهذا جاء قرار (2140)  لتقييد هذا المثلث ( قبائل وإسلاميين وعسكريين ) والمجال الآن مفتوح للحراك والحوثيين وقوى الحداثة  .

 

س – هل نستطيع أن نقول إن هذه القيادات لم تفهم لعبة الكبار؟

جـ : لا ! , هم يعرفوا لعبة الكبار لكنهم لم يعرفوا كيف يتعاملون معها .

 

س –  كيف نتعامل معها ؟

جـ مثلا أي قيادة سياسية وطنية في أي بلد من هذه البلدان,عليها أولا وقبل كل شيء أن تتصالح مع بعضها وتوحد الجبهة الداخلية بقناعة وليس بالقوة , وبالتالي تقول وبشفافية  للأمريكان والأوروبيين وكل الدول الكبرى الذين يسيّروا العالم تعالوا : لكم مصالح عندنا ونحن نحترمها ولكن احترموا مصالحنا , عندها سنتجنب أذاهم وسنحافظ على مصالحهم وبالمقابل سيحافظوا على مصالحنا ونتعايش معهم , لان الامور فيها مصالح .

 

س – وهل سيسمح لك الكبار بذلك ؟

جـ :هذا يعتمد عليك ربما يتحايلوا عليك سياسيا طبعا , الأمريكان يريدوا دحر الأوروبيين في المصالح والأوروبيين يريدوا دحر الأمريكان في المصالح , وهذا حق مشروع لهم لكن أنا ما ذنبي يأتوا يتصارعوا فوقي ولهذا لابد أن نقول لهم أننا فاهمون اللعبة وسنتعامل معكم هكذا , ولما يعرفوا انك ستتعامل معهم وفقا لمصالحك ومصالحهم سيحترمونك .

 

س – هل كان المجتمع الدولي يأمل أن الزخم الثوري سيفضي عن قيادات شابه لكنه تفاجأ بالجيل القديم ؟

جـ ـ قبل حوار صنعاء كثير من الأطراف الدولية تقول لنا أكثر من مرة توحدوا , واتوا إلى هنا والتقوا مع الحراك , وهناك شيء محسوس انه في أطراف إقليمية ودولية لا يريدوا القدامى ويمكن العودة إليهم في آخر المطاف عند الفشل مع الشباب , وقد يكون أن الصراع والمشاكل السابقة هي السبب , لكن لو قدرنا نجيب البديل من الشباب سيكون أفضل واضمن لكن في أطراف دولية ركزت على شباب وأطراف أخرى ركزت على شباب آخرين , وفقا لمصالح هذه الأطراف لكنهم لم يأخذوا انطباع جيد وكأنهم الآن يريدوا العودة إلى الجيل القديم اضطرارا .

xx

س – برأيك هل كانت هناك مشكلة حقيقية لدى الشباب جعلت المجتمع الدولي ياخذ انطباعا سلبيا ؟

جـ :مشكلة الشباب أنهم لا يتكلموا بلغة واحدة هذا يتكلم وهذا يقاطعه وهذا يجيب كلام وهذا يعقب بكلام  آخر, والكلام غير منطقي , وعندما يتكلم مع الدبلوماسي يتكلم بلغة دارجة غير مفهومة وكأنه يتكلم مع الشارع  والمفروض يتكلم كلام مقبول ومنطقي ودبلوماسي لان الذي يأتيك ليسمع منك يريد أن تقنعه وليس أن تقنع نفسك .

 

س – أيهما الأضمن والأسلم لنجاح الخطاب مع العالم هل قيادة سياسية من الشباب أم من الجيل القديم ؟

جـ :المستقبل للشباب شئنا أم أبينا هذه سنه الله في الحياة , والفصل بين الشباب والقدامى خطيئة قاتلة لان القدامى لديهم الخبرة وما عندهم الطاقة , والشباب عندهم الطاقة ويفتقرون للخبرة ,المشكلة في المنطقة العربية كلها وليس في الجنوب فقط , أن القدامى لا يعترفوا أن دورهم و طاقتهم انتهت وان المستقبل ليس لهم ويظلوا متعلقين بالمستقبل حتى يدخلون القبر وهذا خطا لأنه يكبح ويعطل طاقات الشباب , وخطأ الشباب أنهم يقولون أن القدامى مخرفين , طيب قد نقول الشباب لديهم معرفة لكن الخبرة مستحيل أن تكون لديهم , والقدامى مستحيل أن تكون لديهم طاقة لهذا نريد الان ثقافة جديدة يسلم بها القدامى والشباب ويكون نوع من الترابط الدياليكتي بين القديم والجديد أي بين الطاقة والخبرة .

 

س – وماذا عن الخوض في التسميات وقد يدور حديث إلى درجة الاختلاف إلى ما ستؤؤل إليه الدولة القادمة ( الجنوب العربي أو اليمن الديمقراطي ) أو غيرها من المسميات هل الوقت مناسب لذلك ؟

جـ : الإنسان إذا بحث عن خلاف يحصل عليه بالسهولة لكن الذي يريد أن يبحث عن وفاق فهناك صعوبة , ومشكلتنا ليست في التسمية , مشكلتنا هي مع صنعاء إذا أتينا من الناحية الجغرافية نحن يمين الكعبة لهذا نحن يمن , ولأننا جنوب العرب نحن جنوب عربي ولا احد بإمكانه أن يلغي ذلك .

 

س – وماذا عن الهوية السياسية ؟

جـ – هناك مخرج يريد زرع الخلاف ويدفع بأكثر من شعار والناس مش عارفين وعلى نياتهم ولهذا حتى لا نحقق مؤامرات خارجية تحاك ضدنا , فنحن كجنوبيين لدينا ناس من الجنوب موجودين بأمريكا أو حتى نرسل ناس من هنا إلى دائرة القانون الدولي في مجلس الأمن الدولي وهناك  يطرحوا قصتنا ويستفسروا عن أي من المفهومين يقوي حجتنا أمام صنعاء , فإن كان الجنوب العربي أخذنا به وان كان اليمن الجنوبي نتمسك به وبعد أن نحل مشكلتنا مع صنعاء لكل حادث حديث .

 

س – قلت في احد مقابلاتك أن ” الحزب الاشتراكي ” إنتحر سياسيا  في الجنوب كيف ؟

جـ : أكثر من مرة قلت ان الحزب الاشتراكي انتحر عندما تخلى عن القضية الجنوبية وكثير من الناس غير مقتنعين بهذا الكلام ويعاتبوني عليه ويهاجموني عليه وانا اسالهم لوكان الحزب الاشتراكي تبنى فكرة إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ووقف مع القضية الجنوبية هل الحراك سيبحث عن قيادة غيرة ؟الاشتراكي لو كان تبنى القضية الجنوبية لا يمكن للحراك أن يبحث عن قياده غيره , لكنه تخلى وهذا ذنب قيادته بعد 1994 م لانه لم يكن معقولاً إن الحزب أعلن وحدة مع دولة أخرى وقاد دولة الجنوب إلى داخل صنعاء , وصنعاء شنت حرب على الجنوب , وبعد الحرب يروح يطبّع ويشترك في انتخابات صنعاء ويطبّع الوضع مع صنعاء وهذا أمر غير معقول ولا يجوز للاشتراكي إن يعمل هذا .

 

س – بعد أن تخلى الحزب الاشتراكي عن الجنوب أين وضع مسدوس نفسه ؟

جـ : الاشتراكي بتخليه عن قضية الجنوب  وضعنا أمام مفترق طريقين يا نختار الوطن ونخسره أو نختاره ونخسر الوطن , فاخترنا الوطن , لأنه عندما يكون الواحد بين شرّين يختار أهون الشّرين .

 

س – يقال  ان الهدف الاستراتيجي  للحزب كان الشمال  وبالتالي عند وصوله الى صنعاء تخلى عن الجنوب ؟

جـ : الحزب الاشتراكي إذا نظرنا إليه كامتداد لثورة اكتوبر ممكن نحدد سلبياته وايجابياه واذا فصلناه عن ثورة أكتوبر فبالحقيقة تكون ايجابياته غائبة , أنا جزء من الماضي ولي نصيبي من الخطاء ولا أبرئ نفسي , فإذا اعتبرناه مجرد امتداد للثورة فهناك 4 اخطاء له هي : ( الموقف من الملكية الخاصة – الموقف غير المشجع للدين – النظرة العاطفية للوحدة مع الشمال – استبدال النظام الفيدرالي بعد بريطانيا بالنظام المركزي ) ويكذب من يقول ان في خطأ غير هذه الأربعة .

 

س – إصرار الاشتراكي في حوار صنعاء على فيدرالية من إقليمين هل مغازلة للجنوب وخطب ودهم ؟

جـ : لا ! يجب أن لا نخلط بين المشاكل يعني لا يخلطوا مشاكل الشمال فيما بينهم مع قضية الجنوب ولا نخلط مشاكلنا الداخلية مع قضيتنا مع الشمال لان قضيتنا مع الشمال تسمو على قضايانا الداخلية , فالصراع الآن على الهوية وليس على السلطة أما السلطة فقد أعطوا الرئاسة لعبدربه والحكومة لباسندوة وغيرها من المناصب لكن يجب أولا أن نحل مشكلة الهوية بيننا وبين الشمال بعدين مشاكلنا الداخلية نعالجها لأنفسنا ومشاكلهم الداخلية يعالجوها بأنفسهم .

 

س – في ظل التباينات في الساحة الجنوبية وأزمة القيادة ان صح القول هل هناك خارطة طريق لنخرج من النفق بأقل خسائر ؟

جـ – خارطة الطريق تبدأ بإيجاد قيادة سياسية موحدة وهي من ترشد الخطاب السياسي وتحدد الشعار , عمليا وجود القيادة تحت هدف واحد سيفك الطريق وتسير الأمور بحكمة وعندها اجزم أننا سنحل القضية وما دون ذلك فالأفضل أن نعتزل السياسة حتى إن الشعب هذا سيبحث له عن مخرج وإذا عجز عن المخرج سيتحمل هذا الوضع إلى أن تأتي قيادة سياسية جديدة تتحمل مسؤلية قيادة الشعب وحل القضية  .

 

س – هل يمكن أن يكون المؤتمر الجنوبي قادر على إيجاد قيادة سياسية موحدة بهدف واحد ؟

جـ – هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع تبذل جهود و نحن نتعاون معهم ونتمنى لهم النجاح .

 

س – برأيكم أين مصدر إعاقة وحدة الصف الجنوبي من الداخل أم من الخارج ؟

جـ – الخطأ مشترك من الداخل والخارج  لأنه في بداية الحراك 2008 م اتفقنا انه لا طاعة لجماعة الخارج إلا موحدين ورفعنا هذا الشعار واتفقنا عليه لكنه تم التعاطي مع الخارج واحد مع البيض وآخر مع العطاس وعلي ناصر والجفري وحصل خرق للمبدأ الذي اتفقنا عليه في الداخل وهذا التعاطي أسهم في المشكلة هذا بالنسبة للداخل , أما عن خطأ الخارج فقد عقد اجتماع في بيروت وجلسنا يومين نتحاور في مقر إقامة البيض ووصلنا إلى اتفاق في كل شيء في الهدف والاداة السياسية والمؤتمر الجامع وبقي معنا مكان المؤتمر( أين )  وزمانه ( التاريخ ) فقط , فوصلت رسالة من الداخل موقعين عليها 15 من قيادة الحراك يقولوا للبيض لا نعترف باي شي تتفقون عليه , حينها قلت للبيض : اطلبهم يأتوا وبالتالzxي أما أن نقنعهم بما اتفقنا عليه أو يقنعونا بما عندهم , قال : ما يقدروا يأتوا إلينا ؟ قلت : ما العمل؟ قال : روحوا للداخل وتوحدوا في الداخل وإذا اتفقتم نحن موافقين .

 

س – دكتور هل بالإمكان أن تذكر أسماء هولاء الـ 15 الذين أرسلوا الرسالة للبيض وهل يمثلوا كل ألوان طيف الحراك ؟

جـ : لا ! لأننا لا نريد أن نزيد الطين بله نريد أن نلملم الأمور وكلهم من المجلس الأعلى للحراك قبل أن ينقسم والآن هم موجودين في المكونين .

 

س – كلمة أخيره يريد أن يقولها الدكتور مسدوس ؟

جـ : كلمتي الأخيرة هي ما بدأت بها حديثي معكم على الجنوبيين أن يوجدوا قيادة سياسية موحدة الهدف أو أن يعتزلوا السياسة .

 

 

أخبار ذات صله